الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

الإفراج عن سجناء طالبان في أفغانستان.. ماذا يعني لاتفاق السلام المتعثر؟

الإفراج عن سجناء طالبان في أفغانستان.. ماذا يعني لاتفاق السلام المتعثر؟

الرئيس غني يتحدث في اليوم الأخير لاجتماع مجلس القبائل. (أ ف ب)

وافق المجلس الأعلى للقبائل في أفغانستان الذي يعرف بـ«اللويا جيركا»، اليوم الأحد، على إطلاق سراح 400 من سجناء حركة طالبان الإرهابية، في قرار أيده الرئيس الأفغاني أشرف غني، لتمهيد الطريق لبدء محادثات سلام بين الحكومة وطالبان على أمل إنهاء الحرب الدائرة منذ 19 عاماً.

هؤلاء السجناء هم آخر مجموعة من بين 5 آلاف سجين طالبت حركة طالبان بالإفراج عنهم، بموجب اتفاق مع الولايات المتحدة في 29 فبراير الماضي.

ويضع الاتفاق تفاصيل عامة لانسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان خلال 14 شهراً، مقابل ضمانات أمنية من الحركة الإرهابية، فضلاً عن التزامها بإجراء محادثات سلام مع الحكومة الأفغانية.

وضع الاتفاق تصوراً لتبادل تفرج الحكومة فيه عما يصل إلى 5 آلاف سجين من طالبان، فيما تطلق طالبان سراح ما يصل إلى 1000 أسير.

كان من المفترض أن تكتمل العملية بحلول 10 مارس الماضي، لكنها غرقت في التأجيل، بما هدد بنسف الاتفاق.

لماذا تعثرت العملية؟

تأخر اتفاق تبادل السجناء بسبب خلافات بين طالبان والحكومة الأفغانية وأيضاً مشاحنات سياسية بين الرئيس غني ومنافسه السياسي الرئيسي عبدالله عبدالله.

وقالت طالبان إنها أتمت إفراجاً مرحلياً عن 1000 أسير، لكن الحكومة الأفغانية توقفت بعد إطلاق سراح 4600 سجين من طالبان، قائلة إن الـ400 المتبقين مقاتلون ضالعون في هجمات كبيرة في أنحاء البلاد.

كما أشارت الحكومة إلى تصاعد هجمات طالبان في أرجاء البلاد، قائلة إن على الحركة أن تلتزم بخفض كبير في العنف وبمحادثات السلام.

وقالت طالبان إن محادثات السلام لن تبدأ إلا بعد الإفراج عن السجناء، على أن يجري التفاوض على وقف إطلاق النار بعد بدء المحادثات.

وضغطت الولايات المتحدة بقوة، عبر مبعوثها الخاص بأفغانستان زلماي خليل زاد، من أجل إكمال إطلاق سراح السجناء.

قال غني، اليوم الأحد، إنه سيفرج عن الـ400 سجين كما أوصى مجلس «لويا جيركا». وكان قد صرح بأن طالبان ستشارك في محادثات خلال 3 أيام من إطلاق سراح السجناء. وقال دبلوماسيون غربيون لـ«رويترز» إنهم يتوقعون بدء المحادثات في غضون أسبوع.

ودعا غني طالبان إلى تنفيذ وقف شامل لإطلاق النار مع التحرك نحو المحادثات. ولم يتضح على الفور ما إذا كان هذا سيحدث أو ما إذا كانت الحركة الإرهابية ستلتزم بخفض العنف، حيث يقول مسؤولون إن الهجمات التي وقعت في الأشهر القليلة الماضية أضعفت الثقة اللازمة لإجراء محادثات ناجحة.

وستجرى أولاً مباحثات بين طالبان ولجنة مفوضة من الحكومة. وستكون الجولة الأولى إدارية بصورة كبيرة على الأرجح، والمفترص أن تقود إلى جولات أخرى لإبرام اتفاق شامل.

وستواصل الولايات المتحدة سحب القوات تزامناً مع إجراء المفاوضات. وقال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر في مقابلة بُثت قبل ساعات من إصدار مجلس «لويا جيركا» إعلانه إن عدد الجنود الأمريكيين في أفغانستان سيصبح أقل من 5000 بحلول نهاية نوفمبر بعد وقت قصير من انتخابات الرئاسة الأمريكية.