السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

الحياة تعود إلى الصين.. أسواق ومطاعم مكتظة وإصابات «كورونا» عند الصفر

بدأت الحياة في الصين، حيث ظهر فيروس كورونا، تعود إلى طبيعتها مرة أخرى بعدما سيطرت على الوباء إلى حد كبير، فازدحمت الأسواق والحانات والمطاعم، واقتربت حالات الإصابة المحلية من الصفر، لكن البعض يخشى أن يترك الناس حذرهم قبل الأوان.

وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، أن مطاعم وحانات شنغهاي في العديد من الأحياء تعج بالحشود، وفي العاصمة بكين عاد آلاف الطلاب إلى مدارسهم وجامعاتهم، وفي ووهان، حيث ظهر الفيروس قبل نحو 8 أشهر، أصبحت الملاهي المائية والأسواق الليلية تكتظ بالحركة والنشاط كما كانت عليه الحال قبل الوباء.

وفي حين لا تزال الولايات المتحدة الامريكية وكثير من أنحاء العالم تكافح من أجل احتواء وباء كورونا، فإن الحياة في أجزاء كثيرة من الصين أصبحت طبيعية بشكل لافت للنظر في الأسابيع الأخيرة، فقد خففت المدن قواعد التباعد الاجتماعي وفرض ارتداء الكمامات، وعادت الحشود لتملأ المواقع السياحية ودور السينما والصالات الرياضية.

تقول شيونغ شياويان، التي تعمل في مصنع للطلاء في مقاطعة غوانغدونغ الجنوبية: «لم يعد هناك شعور بوجود شيء مفزع أو يهدد الحياة».

ومؤخراً زارت شيونغ، التي وصفت القيود المفروضة لمكافحة كورونا بأنها «خانقة»، دار سينما للمرة الأولى منذ تفشي الفيروس، وقالت: «عندما انطفأت الأنوار شعرت بأنني عدت إلى حياتي الطبيعية».

تتناقض مشاهد الاحتفالات بشكل صارخ مع الأيام الأولى للوباء، حين كانت الصين مركزاً له وفرضت الحكومة عمليات إغلاق شاملة.

والآن، وبعد أشهر من القيود المفروضة على السفر وإجراء اختبارات كورونا على مستوى المدن، تقترب حالات الإصابة المحلية في الصين من الصفر، وفقاً للبيانات الرسمية.

واليوم الأحد، لم تسجل الصين أي حالات إصابة محلية لليوم السابع على التوالي. وكانت الإصابات الـ12 الجديدة التي أعلنتها واردة من الخارج، ما يرفع إجمالي حالات الإصابة المؤكدة في الصين إلى 84 ألفاً و951، فضلاً عن 4634 وفاة على الأقل.

وتستضيف العديد من المدن الصينية من جديد فعاليات كبيرة، على الرغم من وجود بعض القيود على حجم الحشود، وذلك بعد أشهر عندما تم حظر مثل هذه التجمعات بالكامل.

كما يستأنف العديد من الناس نشاطاتهم التقليدية القديمة، مع إضفاء بعض التعديلات عليها، ويحدوهم الأمل في أن يكون الأسوأ قد مَرّ.

وعلى أمل تحفيز الاقتصاد، فإن قادة الصين حريصون على عودة الناس إلى العمل والبدء بالتسوق والسفر من جديد.

لكنهم أيضاً يتخذون نهجاً حذراً، حيث يلزمون دور السينما والمواقع السياحية -على سبيل المثال- بالعمل بنصف طاقتها، وللدخول إلى البنوك والمطاعم وغيرها من الأماكن العامة، يتعيَّن على السكان الخضوع لفحوصات درجات الحرارة وإظهار الرموز الرقمية التي تؤكد أنهم أصحّاء ولم يسافروا مؤخراً إلى المناطق عالية الخطورة.

وتواصل السلطات تقييد السفر بإقليم شينجيانغ في غرب الصين، حيث أدى تفشٍ للفيروس الشهر الماضي إلى إغلاقه، وما زالت الصين تحظر على معظم الأجانب دخول البلاد، خوفاً من أن يجلبوا الفيروس إليها.

وفي حين أن الصين ليست المكان الوحيد حيث تم تخفيف القيود -فقد نجحت تايوان على سبيل المثال في إبقاء الفيروس تحت السيطرة لعدة أشهر- وباتت عودة بعض الأوضاع إلى طبيعتها بمثابة فخر وطني.

وتشير وسائل الإعلام التابعة للدولة إلى عودة التجمعات الكبيرة والفصول الدراسية كدليل على استجابة الصين المتفوقة للفيروس، لا سيما بالمقارنة مع الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية التي لا يزال مسؤولوها يكافحون ضد الفيروس.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان إنه يتعيَّن على العالم أن يولي المزيد من الاهتمام لجهود الصين الرامية إلى السيطرة على تفشي الوباء، وأضاف ليجيان في إفادته الاعتيادية، الخميس الماضي، أن «هذا يعكس نصراً استراتيجياً حققته ووهان والحكومة الصينية في مكافحة الفيروس».

ويحذّر الخبراء من أن الصين قد تواجه عودة ظهور لفيروس كورونا، خصوصاً عندما يبرد الطقس ويمضي الناس وقتاً أطول في الأماكن المغلقة.

وقال مدير مركز «ستانلي هو» للأمراض المعدية الناشئة في جامعة هونغ كونغ الصينية ديفيد هوي: «ما زالوا بحاجة إلى توخي الحذر، ولا ينبغي تشجيع التجمعات والاحتفالات الجماهيرية».

وفي ووهان، حيث عانى السكان من إغلاق استمر 76 يوماً في ذروة تفشي الفيروس، يقول العديد من الناس إنهم سعداء بالبدء في تجاوز الصدمة واستئناف التجمعات الكبيرة مع الأصدقاء والعائلة.