الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

إيران: الأوضاع الكارثية وكورونا تدفع السجينات السياسيات للإضراب عن الطعام

يعيش السجناء السياسيون في إيران أوضاعاً كارثية داخل السجون، خاصة مع انتشار فيروس كورونا، الذي ربما يكون أضر بالبلاد بصورة لا يوجد لها مثيل في بلدان أخرى.

واستشهد تقرير لصحيفة «فيلت أم سونتاغ» الألمانية بعنوان «أوضاع كارثية للسجناء السياسيين في إيران» بحالة الناشطة الحقوقية المعتقلة «نسرين سوتوده» البالغة من العمر 57 عاماً، والتي دخلت في إضراب عن الطعام احتجاجاً على غياب الحماية من فيروس كورونا للسجناء السياسيين بالدولة.

ونقل التقرير عن زوجها «رضا خندان» قوله: «ماذا يقول الرجل لزوجته وهو يعلم أنها تخاطر بحياتها من أجل معتقداتها؟ هل يأمرها بالتوقف عن تعريض نفسها للخطر وأن تفكر في أطفالهما؟».

وأكد أنها ضعفت للغاية وفقدت الكثير من وزنها وهو الأمر الذي لاحظه في التحدث معها عبر الهاتف حيث يُسمح لها بذلك لمدة 10 دقائق لـ3 مرات في الأسبوع، وخاصة أنها لم تتناول أي طعام منذ 4 أسابيع، حيث تحتج مع سجينات أخريات على الأوضاع المأساوية داخل السجون والتي تجاوزت حدود تعذيبهم إلى تهديد حياتهم بسبب تفشي وباء كورونا داخلها.

وأشار التقرير إلى أنه ربما لم تتأثر أي دولة أخرى بالوباء مثلما حدث في إيران لأنه وفقاً لجامعة «جونز هوبكنز» الأمريكية، فقد أصيب أكثر من 380 ألف شخص فيها بالفيروس، وتوفي أكثر من 22 ألفاً، وأنه حتى تصريحات الرئيس الإيراني «حسن روحاني» مؤخراً تشير إلى ذلك، عندما قال إنه ربما قد أصيب 25 مليون مواطن بالفيروس.

اعتبر التقرير أن هذه الحقائق جعلت القيادة تدرك الخطر الجسيم الذي يواجه نزلاء السجون المكتظة، فقامت بإطلاق سراح قرابة 90 ألفاً منهم، لكن ليس من بينهم سجناء سياسيون.

وأكد التقرير أن «سوتوده» قامت حتى قبل أن تصبح محامية بحملات من أجل حقوق المرأة في إيران، واشتركت في أبحاث حول العنف والانتهاكات في الأسرة، ودعت إلى حماية أفضل للنساء والأطفال. ومن بعدها عملت لدى الحائزة على جائزة نوبل للسلام المحامية شيرين عبادي.

وتم اعتقالها لأول مرة عام 2010، بعدما دافعت عن العديد من الشباب الذين خرجوا إلى الشوارع ضد حكم رجال الدين مطالبين بالتغيير الديمقراطي في إيران عام 2009، وقد أُطلق سراحها بعد 3 سنوات بعد أن وعدت حكومة روحاني بالإصلاحات.

وأكد التقرير أنه في عام 2012، منحها البرلمان الأوروبي جائزة ساخاروف لحرية الفكر، ولكن في 2018، اعتقلت وحُكم عليها بالسجن 33 عاماً و148 جلدة بتهمة التجسس وإهانة الزعيم الثوري.

وقال التقرير إنه منذ ذلك الحين، عادت إلى الحجز في سجن «إيفين» سيئ السمعة بطهران.

وأكد زوجها «خندان» أن وضع السجناء السياسيين أسوأ بكثير من وضع السجناء الآخرين.

وقال "إنهم يعاقبون بشدة وغالباً ما يجلسون لفترة أطول بكثير من العديد من المجرمين الخطرين، وأنه كان من الواضح تماماً أن الوباء في السجون سيؤدي إلى كارثة.

وأشار إلى أنه لا يمكن منع الانتشار إذا كان 60 شخصاً أو أكثر يقيمون في زنزانة مصممة لاستيعاب 15 شخصاً كحد أقصى، وأنه إذا سعل أحدهم أعلى أحد الأسِرَّة المكونة من 3 طوابق، فإن الجراثيم لا تنتشر في الأسرّة السفلية فحسب، بل تنتشر أيضاً إلى جميع الأشخاص الذين يرقدون على الأرض.

وأكد أنه يعرف هذه المعلومات لأنه سُجن أيضاً في معتقل «إيفين» بسبب نشاطه السياسي، وأن زوجته أخبرته بأن النساء السجينات يقمن بقياس ضغط الدم والسكر بأنفسهن وأنه في الأيام القليلة الماضية، وصلت معدلات بعضهن إلى مستويات خطيرة.

وأكد التقرير قلق المؤسسات والحكومات في أنحاء العالم حول وضع السجناء السياسيين في إيران، وخاصة الحالة الصحية لسوتوده، حيث طالبت نائبة رئيس البرلمان الأوروبي «هايدي أوتالا» إيران بالاستماع إلى مطالب سوتوده ولكنها لم تحصل على أي رد.

كما أكد «نيلز أنين» وزير الدولة بوزارة الخارجية الألمانية للصحيفة أن الوضع لا يُحتمل وأنه بينما يُمنح نزلاء آخرون الإفراج بسبب وباء كورونا، لا يزال نشطاء الحقوق المدنية ونشطاء حقوق الإنسان محتجزين في السجون الإيرانية المكتظة.