الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

«نباتيون بالقوة».. في إيران لا مكان للطبقة الوسطى

«نباتيون بالقوة».. في إيران لا مكان للطبقة الوسطى

طهران. (رويترز)

تواجه الطبقة الوسطى في إيران خطر الزوال بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها البلاد منذ سنوات في ظل سوء الإدارة واستشراء الفساد ووسط تصاعد تداعيات العقوبات المفروضة على طهران.



وسلطت صحيفة «لوموند» الفرنسية في تقرير لها، اليوم الخميس، الضوء على جوانب من معاناة أفراد الطبقة المتوسطة في البلاد، مشيرة إلى الظروف المزرية التي بات يرزح تحتها طيف واسع من المجتمع الإيراني في ظل غلاء الأسعار وانهيار قيمة العملة، ونقص مختلف ضروريات المعيشة.



وفي مقابلة مع الصحيفة من طهران، أكدت ممثلة إيرانية عرفتها «لوموند» باسم «شوليه» أن الوضع لم يعد يمكن احتماله موضحة أنها باتت نباتية بالقوة، حيث لم تعد قادرة على «شراء اللحوم أو الدجاج».



وكذلك، أكد مواطن إيراني (43 عاماً) أنه لم يعد بوسعه تحمل أسعار اللحوم التي تصاعدت للضعف خلال الأسابيع الأخيرة، مشيراً إلى أنه بات يعتمد على «تناول البطاطس والأرز وبعض الخضراوات».



وتحول غلاء الأسعار إلى مادة لعناوين الصحافة الإيرانية ووسائل التواصل الاجتماعي التي أُغرقت بصور الطوابير الطويلة لإيرانيين ينتظرون توزيع الحكومة لكميات من الدجاج والزيوت بأسعار مدعومة.



وبعد سنوات من استشراء الفساد واختلاس المال العام، جاءت العقوبات الأمريكية خلال الأعوام الأخيرة لترهق اقتصاد إيران مع تراجع صادرات النفط، المورد الأساسي للبلاد، وتعطل انسيابية المعاملات المصرفية بين طهران وبقية العالم، إضافة إلى انهيار العملة الإيرانية التي وصلت إلى مستوى 300 ألف ريال إيراني مقابل 1 يورو في 25 نوفمبر الجاري، أي أعلى مرتين من المستوى المسجل قبل عام من الآن.



ولزيادة قتامة هذه الصورة، وجّه وباء كورونا، ضربة أخرى لاقتصاد البلد الأكثر تضرراً في المنطقة مع حصيلة وفيات تجاوزت رسمياً حاجز 46 ألف حالة.



وأشارت «لوموند» إلى أن الأشهر الأخيرة شهدت قيام العديد من الشركات الإيرانية بالاستغناء عن عمالها أو التوقف نهائياً عن الإنتاج.



ونقلت الصحيفة عن مدير وكالة إعلانات في طهران (39 عاماً)، قوله إن الشركة كانت تدر عليه أرباحاً بنحو 4 آلاف دولار قبل عامين، و«الآن بالكاد أستطيع دفع رواتب العمال ومنع الشركة من الانهيار»، فيما تؤكد الممثلة الإيرانية شوليه أن «الطبقة الوسطى تزداد فقراً» موضحة «قبل بضع سنوات، فكرت في شراء سيارة جديدة، والآن يبدو الأمر غير قابل للتصور بالنسبة لي».