الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

«فخ التصعيد».. كيف سترد إيران على اغتيال الرجل الغامض فخري زاده؟

«فخ التصعيد».. كيف سترد إيران على اغتيال الرجل الغامض فخري زاده؟

الرئيس الإيراني روحاني. (أ ف ب)

استحوذ خبر مقتل العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده أمس الجمعة على المشهد الإيراني، فيما يدور الحديث عن خيارات الرد على إسرائيل المتهم الأول في العملية كما ورد على لسان كل المسؤولين في الجمهورية.

ففي تعليقه على مقتل العالم الإيراني، الذي وصفته بعض التقارير بالرجل الغامض، قال الرئيس الإيراني، حسن روحاني، إن بلاده سترد على جريمة اغتيال فخري زاده، «لكن الشعب الإيراني أذكى من الوقوع في فخ إسرائيل، حيث نعرف نياتهم».

وعكست تغطية الصحف الصادرة اليوم السبت النقاش الدائر داخل المجتمع فكانت الصحف المحسوبة على تيار المرشد والمحافظين تروج لفكرة الانتقام والرد على من يقف وراء مقتل فخري زاده، بينما خففت الصحف الإصلاحية نبرتها ودعت إلى ضرورة ضبط النفس والابتعاد عن التصعيد، بحسب تقرير لموقع «إيران إنترناشيونال».

صحيفة «كيهان» المقربة من المرشد الإيراني علي خامنئي طالبت بالانتقام وعنونت بـ«العين بالعين»، محذرة الإسرائيليين من انتقام قريب وحاسم. واعتبرت الصحيفة أن الرد هو الوسيلة الوحيدة لردع الإسرائيليين عن مواصلة الاغتيالات التي يقومون بها ضد علماء إيران.

صحيفة «صبح نو» طالبت السلطة بالثأر والانتقام لمقتل فخري زاده، وشددت على أن إيران لن تسكت عندما يتم التعدي على خطوطها الحمراء.

من ناحيتها، تجنبت صحيفة «إيران» الحكومية وصف فخري زاده بالعالم الصاروخي في عنوانها، واكتفت بوصفه بالعالم النووي، في محاولة لتجنب وضع إيران في موقف صعب قد تكون له عواقب بالنسبة لإيران في المحافل الدولية بسبب الاعتراضات على برنامجها الصاروخي.

صحيفة «اعتماد» قالت «إن أحد دوافع من قام بقتل فخري زاده هو هاجسهم من الاتفاق النووي، حيث إنهم يريدون أن يدفعوا إيران للرد على مثل هذه العمليات، وتكون لهم ذريعة خلال الأسابيع المتبقية من عهد ترامب للرد العسكري على إيران بمشاركة إسرائيل».

وأضافت: «أو في الحد الأدنى أن يجبروا إيران على رد غير مدروس، بحيث يمنعون الإدارة الأمريكية القادمة من التعامل مع طهران ويزيدون من التوتر والصراع بين البلدين».

في السياق نفسه، أعربت صحيفة «آرمان ملي»، عن مخاوفها من اندلاع صراع عسكري محتمل بحجة الثأر لمقتل فخري زاده، ووصفت الحادث بـ«فخ التصعيد»، وذكرت أن كثيراً من الخبراء يعتقدون أن إدارة ترامب وإسرائيل قد يرغبان في اندلاع هذا الصراع في هذه الظروف لكي تنخرط طهران في صراع عسكري، بحيث يصبح من العسير على جو بايدن العودة إلى الاتفاق النووي.

كما أوصت الصحيفة أن الرد العسكري ليس هو الخيار الأنسب في هذه المرحلة، ويجب تجاوز هذا الفخ وعدم الوقوع فيه.