الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

معطيات ودوافع.. نيويورك تايمز تكشف الهدف من اغتيال العالم الإيراني فخري زاده

معطيات ودوافع.. نيويورك تايمز تكشف الهدف من اغتيال العالم الإيراني فخري زاده

تشييع فخري زاده - رويترز

من المحتمل أن يؤدي اغتيال أكبر عالم نووي إيراني إلى إعاقة طموحات إيران العسكرية، لكن ربما كان الهدف الحقيقي للعملية هو منع الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن من استئناف العمل الدبلوماسي مع طهران.

وقالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن اغتيال العالم الإيراني محسن فخري زاده الذي قاد جهود إيران لامتلاك السلاح النووي على مدى العقدين الماضيين من شأنه أن يهدد جهود الرئيس بايدن لإعادة إحياء الاتفاق النووي الإيراني قبل أن يتمكن حتى من بدء المفاوضات الدبلوماسية مع طهران.

وأضافت الصحيفة أنه ربما كان هذا هو الهدف الرئيسي من القيام بالعملية.


ويرى العديد من مسؤولي المخابرات أن هناك شكوكاً بوقوف إسرائيل وراء عملية الاغتيال، إذ كانت تمتلك جميع المعطيات والمبررات لتنفيذ العملية وتحديد توقيتها بدقه، كما أنها لم تعلق على هذا الأمر أو تقوم بنفيه.


وأضافت الصحيفة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لطالما اعتبر إيران تهديداً وجودياً، ووصف العالم فخري زاده بأنه العدو القومي رقم 1 القادر على صنع سلاح يهدد بلداً يبلغ عدد سكانه 8 ملايين نسمه في انفجار واحد.

أجندة أخرى لإسرائيل

وأضافت الصحيفة أن هناك أهدافاً أخرى لإسرائيل من وراء هذه العملية، وهي عدم عودة أمريكا للاتفاق النووي، إذ صرح نتنياهو بعد فترة وجيزة من إعلان فوز الرئيس المنتخب بايدن قائلاً: «يجب ألا تكون هناك عودة إلى الاتفاقية النووية السابقة».

ويعتقد نتنياهو أن برنامج إيران النووي السري لا يزال مستمراً تحت قيادة العالم فخري زاده، والذي سيكون غير مقيد بعد عام 2030، حيث ستنتهي حينها قيود الاتفاق النووي على قدرة طهران على إنتاج كمية غير محددة من اليورانيوم، وهذا البند هو العيب الفادح بالنسبة لمنتقدي الاتفاق.

وكان المسؤول السابق عن منع انتشار الأسلحة النووية في وزارة الخارجية مارك فيتز باتريك قد كتب على تويتر: «سبب اغتيال فخري زاده لم يكن إعاقة إمكانية الحرب الإيرانية، بل كان عرقلة للدبلوماسية».

وتساءلت الصحيفة عن مصير الخطة التي تحدث عنها بايدن بالنسبة للاتفاق النووي، وهي إسقاط العقوبات التي فرضتها إدارة ترامب في حال عادت إيران بشكل صارم إلى الاتفاق النووي، لكن تم تدمير هذه الخطة في الأيام الأخيرة لترامب بعد اغتيال فخري زاده.

وأضافت الصحيفة أن الإجابة على هذا السؤال تكمن إلى حد كبير في رد فعل إيران خلال الأسابيع المقبلة رداً على اغتيال فخري زاده.

2020 هجمات مدمرة لإيران

تلقت إيران منذ بداية العام 3 هجمات شديدة ومدمرة للغاية، أولها كان مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في يناير الماضي في غارة أمريكية، وحينها قالت إدارة ترامب إنه كان يخطط لشن هجمات على القوات الأمريكية.

وبعد ذلك في أوائل شهر يوليو حدث انفجار غامض في منشأة نطنز النووية الواقعة على بعد بضعة أمتار من مركز لإنتاج الوقود يقع تحت الأرض وكان قد تعرض للهجوم من قبل إسرائيل وأمريكا منذ أكثر من عقد عن طريق سلاح إلكتروني متطور.

ومؤخراً مقتل العالم محسن فخري زاده في 27 نوفمبر الجاري، وهو شخصية غامضة غالباً ما كان يوصف بأنه روبرت أوبنهايمر الإيراني في إشارة إلى العالم الذي أشرف على تطوير أول سلاح نووي أمريكي في العالم منذ أكثر من 75 عاماً.