الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

اغتيال فخري زاده.. ذروة خطة إسرائيل لتخريب برنامج إيران النووي

اغتيال فخري زاده.. ذروة خطة إسرائيل لتخريب برنامج إيران النووي

محسن فخري زاده - EPA

ذكر التلفزيون الإسرائيلي أن مقتل العقل المدبر للبرنامج النووي العسكري الإيراني، محسن فخري زاده، كان ذروة خطة استراتيجية إسرائيلية طويلة، تهدف لتخريب البرنامج النووي الإيراني، وحرمان طهران من مصدر معرفي لا يمكن تعويضه.

ونقلت القناة 12 بالتلفزيون الإسرائيلي عن مصدر استخباراتي غربي قوله إن مقتل زاده، الذي وصف في الماضي بأنه بمثابة «الأب» لمشروع إيران لتطوير أسلحة نووية، كان «ذروة» خطط إسرائيل طويلة المدى.

كما أفادت القناة 13 بالتليفزيون الإسرائيلي بأن زاده كان هدفاً لعدد من رؤساء الوزراء الإسرائيليين، وكذلك العديد من مديري الموساد.

وأشار التقرير إلى أن إسرائيل تستعد لرد إيراني محتمل، حيث أكد مسؤولون إيرانيون ووسائل إعلام أمريكية، أن إسرائيل كانت وراء مقتل زاده، بينما لم تعلق إسرائيل رسمياً على ذلك، كما ذكرت القناة 12 بالتليفزيون الإسرائيلي أن الدولة العبرية «تعلم أن إيران سترد» على عملية الاغتيال.

احتمالات الرد الإيراني

وذكر التقرير أن مسألة كيفية رد طهران على مقتل زاده كانت مطروحة للنقاش، حيث تم استعراض سيناريوهات مختلفة؛ مثل تكثيف إيران لبرنامجها النووي وأعمال التخصيب مع التخلي عن المعاهدات الدولية، أو قيامها بشن هجوم كبير على إسرائيل باستخدام الصواريخ أو وسائل أخرى.

وأشارت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية إلى أن خيارات إيران تتضمن أيضاً شن هجمات على السفارات الإسرائيلية أو الأهداف الإسرائيلية واليهودية في مختلف أنحاء العالم، مثلما فعلت إيران سابقاً في عام 1992 بعد مقتل زعيم حزب الله عباس الموسوي، في جنوب لبنان على يد إسرائيل.

وفي ذلك الوقت فجرت خلية إيرانية سيارة مفخخة خارج السفارة الإسرائيلية في مدينة بوينس آيرس الأرجنتينية، ما أسفر عن مقتل 29 شخصاً، من بينهم 3 من موظفي السفارة الإسرائيلية، و6 موظفين محليين بالسفارة والعديد من الأرجنتينيين الأبرياء.

كما حاولت إيران في الماضي استهداف موظفي سفارات إسرائيل، ففي 13 فبراير 2012، تم زرع قنبلتين لاستهداف سيارات دبلوماسية إسرائيلية في كل من نيودلهي بالهند، وتبليسي بجورجيا، ولم تنفجر القنبلة التي زرعت في تبليسي، وقامت الشرطة الجورجية بتفكيكها، بينما انفجرت القنبلة في نيودلهي وأصابت موظفاً بالسفارة.

ومن ضمن خيارات إيران استهداف السائحين الإسرائيليين في الخارج، مثلما فعلت إيران في بورغاس في بلغاريا عام 2012، حيث فجر انتحاري إيراني نفسه عند باب حافلة لسياح إسرائيليين، ما أسفر عن مقتل 5 إسرائيليين وسائق الحافلة البلغاري، وجاء الهجوم بعد محاولات عديدة من جانب إيران وحزب الله للانتقام لاغتيال القائد العسكري لحزب الله عماد مغنية في عام 2008.

ومن ضمن خيارات إيران شن هجمات على السفن الإسرائيلية، أو تنفيذ هجمات عبر أتباعها على طول حدود إسرائيل، في كل من غزة ولبنان وسوريا، حيث أوضحت صحيفة جيروزاليم بوست أنه يمكن أن تحاول إيران إرسال طائرة مسيرة مسلحة عبر الحدود السورية مع إسرائيل، كما فعلت في عام 2018 عندما أسقطت مروحية إسرائيلية طائرة مسيرة محملة بالمتفجرات كانت في طريقها للانفجار في شمال إسرائيل.

الهدف من قتل زاده

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن الهدف الرئيسي لقتل زاده هو إعاقة قدرة الإدارة الأمريكية الجديدة، على التوصل إلى حل دبلوماسي للصراع مع إيران، حيث كان الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن قد أعلن عزمه على العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران المبرم عام 2015، والذي تفكك إلى حد كبير منذ انسحاب الرئيس دونالد ترامب منه عام 2018.

وكتب المسؤول السابق في مجال حظر الانتشار النووي في وزارة الخارجية الأمريكية، مارك فيتزباتريك على حسابه على «تويتر» قائلاً: «سبب اغتيال فخري زاده لم يكن عرقلة إمكانات إيران الحربية، بل عرقلة الدبلوماسية».

الخيار الأرجح

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز، أنه بينما يفضل البعض في القيادة الإيرانية رؤية كيفية تطور الأمور في ظل إدارة بايدن، يتزايد الضغط من المتشددين للرد بقوة بعد مقتل زاده، وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى تصعيد من شأنه أن يدفع إدارة ترامب المنتهية ولايته إلى القيام بعمل عسكري جديد، ويؤدي إلى صراع أكبر بكثير.

العضو السابق في مجلس الأمن القومي الأمريكي، روبرت مالي، والذي كان أحد المفاوضين على اتفاق 2015 النووي مع إيران، رجح الخيار الأول، قائلاً إنه يعتقد أن «مركز الثقل في إيران لا يزال مع أولئك الذين يريدون الانتظار حتى يتولى بايدن الرئاسة».

ولم يصدر سوى القليل من التعليقات من قبل المسؤولين الإسرائيليين في أعقاب مقتل زاده، ومن ضمن تلك التعليقات ما قاله الوزير من حزب الليكود، تساحي هنغبي بأنه «ليس لديه فكرة» عن من نفذ عملية قتل زاده.. لكنها خطوة أحرجت إيران بالفعل.

وكانت إسرائيل هي المشتبه به في سلسلة من عمليات القتل التي طالت علماء نوويين إيرانيين منذ قرابة عقد من الزمان، في محاولة للحد من برنامج إيران النووي.