الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية سابقاً: مقتل فخري زاده ضربة هائلة لاستراتيجية إيران النووية

رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية سابقاً: مقتل فخري زاده ضربة هائلة لاستراتيجية إيران النووية

قال الرئيس السابق للمخابرات العسكرية الإسرائيلية، عاموس يادلين، إن كبير علماء الذرة الإيرانيين، محسن فخري زاده، الذي قتل يوم الجمعة خارج طهران، لعب دوراً مركزياً في برنامج الأسلحة النووية السري الإيراني، إلى درجة سيكون من الصعب فيها إيجاد بديل له، ولا شك أنه كان المصدر الأساسي للسلطة والمعرفة وتنظيم هذا البرنامج.

ونقل موقع تايمز أوف إسرائيل، عن يادلين قوله للصحفيين، إن البرنامج النووي الإيراني يسير في اتجاهين؛ أحدهما علني ينتج مواد انشطارية تدعي طهران أنها للاستخدام المدني، رغم أنه يمكن استخدامها في صنع أسلحة نووية، والآخر سري مخصص للتسليح.

وأضاف الرئيس السابق للمخابرات العسكرية الإسرائيلية «لم يحدث ضرر لجزء التخصيب والمواد الانشطارية من البرنامج بمقتل زاده، ولكن الضرر الذي لحق ببرنامج التسليح السري (هائل)، لكن لا يمكن قياسه لأنه لا أحد يعرف بالضبط النطاق والعمق وما الذي يفعله الإيرانيون سراً».

أهمية زاده

ورداً على سؤال حول القيمة العملية لاغتيال علماء الذرة الإيرانيين، وهي الممارسة التي تُتهم إسرائيل بالقيام بها، قال يادلين «هناك بعض الأشخاص المهمين، لدرجة أن القضاء عليهم هو أمر مهم ويستحق الجهد المبذول، بغض النظر عن أي تداعيات سلبية».

واعتبر يادلين أن زاده، الذي كان أيضاً جنرالاً في الحرس الثوري الإيراني، هو «أحد القادة الذين لا يقدّرون بثمن بالنسبة لمنظماتهم»، إلى جانب عماد مغنية الرجل الثاني سابقاً في حزب الله اللبناني والذي اغتيل في عام 2008، وقائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني والذي اغتيل في يناير 2020.

وقال يادلين: «إنهم أشخاص يمكنك استبدالهم (اسمياً)، ولكن لا يوجد بديل حقيقي لقدراتهم ومعرفتهم وقيادتهم، والطرق التي عرفوا بها كيفية قيادة جهد استراتيجي.. وعلى مدى العقود الثلاثة الأخيرة، شرعت إيران في جهدين استراتيجيين؛ تحقيق الهيمنة في الشرق الأوسط من خلال إنشاء وجود لها في العراق وسوريا ولبنان واليمن، والاقتراب من قدرة امتلاك أسلحة نووية قدر الإمكان، دون اجتياز العتبة النووية التي من شأنها أن تثير معارضة دولية، وهذان الجهدان قادهما قاسم سليماني وزاده، ولا شك أن الإيرانيين يعانون من اختفائهما من الساحة».

تأجيل الرد

ورجح يادلين ألا تقدم إيران على الرد على مقتل زاده الآن، وأن تختار التريث حتى انتهاء فترة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، مضيفاً «عندما اغتالت أمريكا قاسم سليماني ردت إيران بإطلاق الصواريخ على قاعدة أمريكية في العراق، لكن الوضع الآن مختلف.. فلم تعلن دولة مسؤوليتها عن مقتله، ولهذا فقد تؤجل إيران ردها، على الأقل إلى الأيام الأخيرة من ولاية ترامب، لأن طهران لا تريد أن يكون أمامه وقت لكي يستغل الرد الإيراني في شن هجوم أمريكي عليها».

واعتبر يادلين أن عدم تبني إسرائيل مسؤولية قتل العالم النووي الإيراني، أفسح المجال أمام قادة إيران لكي لا يقدموا على رد انتقامي سريع، وكذلك فإن غضب إيران ضد من نفذ عملية قتل زاده، يتغلب عليه خوفها من أن يثير أي رد فعل منها غضباً كبيراً من ترامب، ولهذا فإن تأجيل الرد إلى الأيام الأخيرة من عهد ترامب، وبداية عهد الرئيس الجديد جو بايدن، سيقلل من خطر رد فعل كبير من جانب أمريكا.

وكان يادلين أحد الطيارين الذين نفذوا عملية قصف المفاعل النووي العراقي عام 1981، ويعمل حالياً مديراً تنفيذياً لمعهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب.