الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

رئيس الموساد يوسي كوهين.. خليفة نتنياهو المنتظر

قال موقع تايمز أوف إسرائيل، إن رئيس الموساد، يوسي كوهين، الذي يوصف بأنه كان وراء التخلص من العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، قد يكون خليفة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وأضاف أن نتنياهو قال لمقربين منه «هناك اثنان أعتقد أن كلاً منهما مناسب لقيادة إسرائيل؛ يوسي كوهين، وسفير إسرائيل في أمريكا رون ديرمر»، وأخذ البعض ما قاله نتنياهو على محمل الجد، خاصة أن كوهين وديرمر تم اختبارهما خلال الأزمات، وبخاصة في الملفين المهمين بالنسبة لنتنياهو؛ وهما العلاقة مع أمريكا، والحملة ضد النظام الإيراني.

احتمالات ديرمر

اشتهر ديرمر بأنه مهندس الخطاب الذي ألقاه نتنياهو أمام الكونغرس الأمريكي عام 2015، منتقداً الاتفاق النووي الذي أبرمته أمريكا والدول الكبرى مع النظام الإيراني، رغم غضب إدارة الرئيس باراك أوباما، كما أن ديرمر كان الشخصية الرئيسية في العلاقة الوثيقة التي نشأت بين نتنياهو، وبين الرئيس دونالد ترامب بعد وصوله إلى البيت الأبيض.

وأشار الموقع إلى الاعتقاد بأن ديرمر لا يسعى إلى منصب سياسي بعد الانتهاء من فترة عمله كسفير لإسرائيل في أمريكا، وبهذا الشكل يبقى الطريق مفتوحاً أمام كوهين الذي يحظى بتأييد ومباركة نتنياهو.

كوهين والموساد

وأوضح الموقع أن كوهين تدرج في المناصب داخل الموساد، حيث كان يعمل كـ«رجل عمليات»، وذاع صيته ووصل إلى منصب نائب رئيس الموساد في عام 2011، وبعدها اختاره نتنياهو في منصب مستشار الأمن القومي عام 2013.

وخلال رئاسة تامير باردو للموساد في الفترة ما بين 2011- 2016 تراجعت العمليات الخارجية للجهاز، وبعد تولي كوهين رئاسة الموساد عام 2016، استطاع الحصول على موافقة نتنياهو على عودة العمليات الجريئة والاستراتيجية في الخارج، والتركيز على إيران.

ولفت الموقع إلى ما حققه كوهين منذ توليه رئاسة الموساد، حيث حقق الجهاز في عهده نمواً سريعاً فيما يتعلق بميزانيته وعدد العاملين به، ووسع بنيته التحتية العملياتية، كما شارك في بعض أعمال التجسس الأكثر جرأة التي شهدتها المنطقة على الإطلاق حسبما ذكرت تقارير أجنبية.

وتتردد الأقاويل عن أن ميزانية الموساد تقدر الآن بأكثر من 10 مليارات شيكل (3 مليارات دولار)، ويصل عدد العاملين به وفقاً لتقارير إعلامية غير مؤكدة، إلى أكثر من 7000 شخص، وهو ما يجعله أكبر من أجهزة التجسس المماثلة، باستثناء وكالة المخابرات المركزية الأمريكية.

وأوضح الموقع أن كوهين لعب دوراً رئيسياً من خلال منصبه السابق كمستشار للأمن القومي، ثم منصبه الحالي في رئاسة الموساد في مساعدة نتنياهو ومكتبه، في صياغة السياسات الاستراتيجية الهامة.

أبرز رئيس للموساد

وأشار الموقع إلى بعض انجازات كوهين، ومنها ما جاء بعد وقت قصير من إعلان نتنياهو في 2018، حصول إسرائيل على الأرشيف النووي السري لإيران، خلال غارة ليلية على منشأة بالقرب من طهران، حيث ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن كوهين أشرف شخصياً على تلك العملية.

كما تم الكشف في أبريل الماضي عن عملية مهمة أخرى للموساد، وسط الإغلاق الأول في إسرائيل بسبب فيروس كورونا، حيث تم تسريب معلومات للصحافة بأن الموساد استخدم ما وصف بأنه «أصوله الاستراتيجية»، لجلب المعدات التي تحتاجها إسرائيل بشدة لمكافحة كورونا، بما في ذلك أجهزة التنفس الصناعي والأقنعة، وقال مسؤول في الموساد لم يذكر اسمه، إن تلك المعدات قد تم «انتزاعها» بجرأة من دول أخرى.

واللافت أن كوهين كسر في السنوات الأخيرة تقاليد الموساد القديمة، من خلال الظهور علناً ​​للتحدث عن تحديات تواجه الجهاز، وإجراء لقاءات صحفية، والجلوس في الصفوف الأولى، وحتى الابتسام أحياناً لكاميرات الصحافة.

وذكر الموقع أن كوهين يعد «أبرز رئيس للموساد» في تاريخ الجهاز، بالإضافة إلى شعبيته، ودوره الذي يشار إليه كثيراً في مفاوضات معاهدات السلام، ومدح نتنياهو العلني المتكرر له.

وينحدر كوهين من عائلة متدينة يمينية عاشت في القدس، وكان والده من المقاتلين في ميليشيات «الإيتسل» اليمينية قبل إعلان قيام دولة إسرائيل.

نتنياهو وكوهين

ويشترك كوهين في التوجه الثقافي والسياسي مع نتنياهو، والذي يرى أن منطقة الشرق الأوسط ستصبح أكثر خطورة وفوضى خلال السنوات المقبلة، بسبب الاعتقاد أنه سيتم تحرير إيران من القيود المفروضة عليها حالياً، وسط إنهاك سياسي وعسكري في العالم العربي.

ولفت الموقع إلى أن الموساد أصبح في ظل رئاسة كوهين، بمثابة «أداة استراتيجية كبرى» لرئيس الوزراء الذي يشعر بالقلق تجاه تهديدات استراتيجية كبيرة للغاية، كما أن المكانة الفريدة للموساد داخل الحكومة الإسرائيلية، منحت الجهاز الاستقلال والمرونة ما يجعل نتنياهو يستخدمه بعيداً عن عراقيل خصومه السياسيين أو التدقيق العام.

وأكد الموقع أن نتنياهو لا يرى كوهين بمثابة «تلميذ» له، بل باعتباره «الخبير الاستراتيجي الجريء» الذي ستحتاجه إسرائيل للتغلب على الأزمة القادمة بأمان.