السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

اعتمدت على الهاربين من شتاء أوروبا.. تايلاند بلا زوار

مع إعادة فتح منتجعاتها الفاخرة وتنشيط مبادراتها الحكومية لدعم الاقتصاد المتضرر جراء أزمة وباء فيروس كورونا المستجد، لا تزال تايلاند عاجزة عن جذب أفواج الزوار الذين اعتادت رؤيتهم عند بوابات مداخلها قبيل الجائحة.

وسلطت صحيفة «اليابان تايمز» الناطقة بالإنجليزية، الضوء على الأزمة التي تمر بها البلاد في ظل تراجع أعداد الزوار رغم الإجراءات الحكومية المخففة والمبادرات الدعائية لإنعاش القطاع السياحي.

وأوضحت الصحيفة أن المئات من منتجعات تايلاند ذات السمعة العالمية لا تزال، رغم مضي 3 أشهر على عودتها للنشاط، شبه خالية من الزوار.

وشهدت تايلاند انخفاضاً حاداً في أعداد الزوار الأجانب الأشهر الماضية، حيث بلغ عدد الزوار الداخلين بتأشيرات خاصة في المتوسط 346 زائراً شهرياً منذ أكتوبر الماضي، ما يمثل انتكاسة لجهود الحكومة والوكالات السياحية.

وكانت تايلاند تسعى للوصول بعدد الزوار الأجانب شهرياً إلى مستوى 1200 شخص، وهو رقم يمثل جزءاً صغيراً جداً من عدد الزوار قبل تفشي الجائحة البالغ أكثر من 3 ملايين زائر.



وعلى امتداد الفترة الأخيرة، عملت حكومة تايلاند على تسويق نفسها باعتبارها ملجأ آمناً في ظل الوباء، خصوصاً للسياح والمتقاعدين الهاربين من صقيع أوروبا.

ووفقاً للخطة التايلاندية، يجب على هؤلاء الزوار إخضاع أنفسهم للحجر الصحي لمدة أسبوعين، حيث رأت الحكومة أن الأمر سيكون ممتعاً مع توفر مئات المنتجعات الفاخرة التي تسمح بقضاء هذه الفترة في جو من الرفاهية والفخامة، ما يجعل هذا الشرط سهل التقبل، وطبعاً جاءت النتائج بعكس هذا التوقع «الحكومي».

ولفتت الصحيفة اليابانية إلى أن انعدام الرغبة من طرف السياح الدوليين، وضع صناع القرار التايلانديين في ورطة، حيث تزداد الدعوات، من جهة، لتخفيف إجراءات السفر أكثر، ومن جهة أخرى للتركيز على حماية المجتمع المحلي من تفشي الوباء.



ووصلت عائدات قطاع السياحة في تايلاند عام 2019، أكثر من 60 مليار دولار، بعد أن استقبلت نحو 40 مليون سائح من مختلف أنحاء العالم، فيما تسهم صناعة السياحة بخمس الناتج المحلي الإجمالي للبلد مقارنة مع نسبة 10 % على مستوى العالم.

ويزداد الضغط على الحكومة لتوفير بدائل جديدة في ظل تدني عائدات القطاع منذ بدء تفشي الجائحة، حيث أدت أشهر من غياب الزوار الأجانب إلى إغلاق أكثر من 931 مؤسسة مسجلة عاملة في القطاع السياحي خلال 2020، وفقاً لوكالة «بلومبيرغ».

ويرى عاملون في القطاع أن على تايلاند مراجعة شرط قضاء فترة الحجر الصحي بالنسبة للزوار من الدول الأقل تسجيلاً لحالات الإصابة بكورونا، من أجل تنشيط القطاع ودعم تدفق السياح.

وتشير الصحيفة إلى تجربة وجهات سياحية دولية أخرى اختارت أن تكون أقل صرامة لاستقبال الزوار الأجانب في هذا الظرف الخاص، على غرار جزر المالديف التي فتحت حدودها أمام السياح في يوليو الماضي بشرط توفر نتيجة فحص سلبية لـ«كوفيد-19»، لكن دون الحاجة إلى الحجر الصحي، ووفقاً لأرقام رسمية مكنت هذه السياسة الأرخبيل من استقبال 172 ألف زائر منذ ذلك التاريخ.