الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

بعد عام من الصراع.. مسلمو دلهي ما زالوا يبحثون عن العدالة

بعد عام من الصراع.. مسلمو دلهي ما زالوا يبحثون عن العدالة

حصيلة القتلى الناتجة عن أعمال العنف 53 قتيلاً بينهم 40 مسلماً - رويترز.

قبل ما يزيد على عام، اندلعت أعمال العنف بين الهندوس والمسلمين في شمال شرق العاصمة الهندية دلهي لمدة 3 أيام، فيما اعتبر أسوأ صراع ديني تشهده المدينة منذ 4 عقود.



والمسلمون بشكل خاص هم الذين وقعوا ضحية أعمال عنف أججها اليمينيون من الهندوس والذين كانوا يتجولون في الأحياء ويمارسون العنف.



وقالت صحيفة الغارديان البريطانية إن العديد من المتورطين الذين حملوا البنادق والمتفجرات سافروا إلى خارج دلهي، وتعرض المسلمون للضرب وإطلاق النار والإعدام في الشوارع، وتعرضت الآلاف من متاجرهم ومنازلهم للهجوم، وتم هدم 4 مساجد على الأقل.



وكانت حصيلة القتلى الناتجة عن أعمال العنف 53 قتيلاً، بينهم 40 مسلماً.



وحتى هذا اليوم لا يزال المسلمون الذين يعيشون في شمال شرق دلهي يخشون من مغادرة منازلهم خوفاً من جيرانهم الهندوس الذين ينتمون إلى حزب بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي الحاكم.



وقال عرفان الذي فضل استخدام اسم مستعار، إنه لم يغادر منزله طوال العام الماضي سوى مرات قليلة خوفاً من جيرانه الهندوس الذين يراقبونه عن كثب، وهو الآن عاطل عن العمل وخائف من أن يتم القضاء عليه في أي وقت.



وأضاف عرفان: «أسلك طريقاً آمناً لمغادرة منزلي من حين لآخر لمقابلة المحامي، أعلم أن قادة حزب بهاراتيا جاناتا وأتباعهم يلاحقونني لذا أتحرك بحذر شديد».



وتابع: «يجب أن أبقى على قيد الحياة على الأقل لكي أرى أولئك الذين هاجموني أمام العدالة».



وعرفان هو واحد من بين أولئك الذين ما زالوا يناضلون من أجل العدالة، وكان يتواجد في متجره عندما احتشد حوالي 150 شخصاً بينهم العديد من الهندوس ورشقوا المسلمين بالحجارة، وهاجموهم بالبنادق.



ويزعم عرفان أن زعيم حزب بهاراتيا جاناتا المحلي هو من قاد تلك الأعمال، ووضع المسدس في رأسه.



ويقول إن مثيري الشغب رددوا شعارات قومية هندوسية وهاجموا الإسلام وهم يقومون بنهب متجره، ثم أضرموا النار فيه باستخدام قنبلة حارقة.



وكان عرفان عضواً في حزب بهاراتيا جاناتا لمدة عقد من الزمان، ولكنه كمسلم يعيش في منطقة ذات أغلبية هندوسية لم يكن ذلك كافياً لحمايته.

وبعد حرق متجره بيومين، هاجم مثيرو الشغب منزله مرة أخرى، وألقوا قنبلة حارقة عليه، ويقول عرفان إن من قاد الهجوم هذه المرة هو موهان سينغ بيشت،

وهو سياسي محلي من حزب بهاراتيا جاناتا، وأضاف أنه كان يقول اقتلوا جميع المسلمين، وأكد العديد من جيران عرفان هذه الرواية.



ووصف بيشت هذه المزاعم بأنها كاذبة وقال: «لا توجد مثل هذه القضية ضدي في أي محكمة في البلاد».



وأضاف: «لم أكن متواجداً في دلهي أثناء أعمال الشغب».



وبحسب الغارديان، رفضت الشرطة العام الماضي تسجيل قضية عرفان ضد بشيت وزعماء محليين آخرين في حزب بهاراتيا جاناتا وبحق بعض جيرانه الهندوس الجناة.



وأكد عرفان أن أكثر من 25 مسلماً يقطنون في الحي الذي يسكن به، حرموا من حق رفع دعوى أمام الشرطة.



ويعد عرفان واحداً من بين القلائل الذين واصلو القتال من أجل قضيتهم، وقام بتوكيل محامٍ لرفع قضيته، وزعم أن الشرطة هددتهم بالانتقام في حال استمروا في قضاياهم.



وتحدث المئات من الضحايا المسلمين الذين حاولوا رفع دعاوى ضد مهاجميهم الهندوس المزعومين عن تعرضهم للمضايقات والتهديد من قبل شرطة دلهي الذين رفضوا تسجيل قضاياهم.



وفي بعض الحالات اتهمت الشرطة الضحايا وعائلاتهم بالقيام بأعمال الشغب.



وألقت شرطة دلهي القبض على ما يقارب 1750 شخصاً على خلفية أعمال الشغب، أكثر من نصفهم مسلمون، على الرغم من الأضرار التي لحقت بهم.



وفي لوائح الاتهام التي قدمتها الشرطة، ذكرت أن ما يقارب من 70% من المسلمين كانوا المتسببين باندلاع الهجمات.