السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

شبكة سجون طالبان.. قصص مأساوية تكشف رعباً عاشه آلاف الأفغان

شبكة سجون طالبان.. قصص مأساوية تكشف رعباً عاشه آلاف الأفغان

سجون طالبان تعذيب وتنكيل.(نيويورك تايمز)

مآسٍ وأهوال يتعرض لها الآلاف من الأفغان الذين تعتقلهم حركة طالبان بعد أن تضعهم في منازل مدمرة أو مهجورة أو كهوف حولتها إلى سجون تمارس فيها أنواعاً بشعة من التعذيب والتنكيل.

صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية كشفت في تقرير مطول اليوم الأحد عن هذه الأهوال التي يتعرض لها النزلاء في سجون الحركة عندما يتم الاشتباه في عملهم مع الحكومة.

قصص مأساوية

ونقلت الصحيفة مأساة مالك محمد (60 عاماً)، الذي شاهد نجله نصرالله، الضابط بالجيش (32 عاماً)، وهو يموت أمام عينيه، في أحد سجون طالبان، بعدما منع عنه الحراس الأدوية، وتركوه يعاني مرض الصرع المصاب به، كما حرموه من الطعام لمدة 9 أيام، ورأى الأب ولده وهو ينزف دماً من فمه، والكدمات تغطي جسده، بعد تعرضه للضرب، لتفيض روحه في اليوم العاشر.

وأشار التقرير إلى أن بلدة فايز آباد، عاصمة إقليم بدخشان في أقسى شمال أفغانستان، يعيش فيها العديد من السجناء السابقين بسجون طالبان، وإذا أرادوا السفر إلى العاصمة كابول، فإنهم يقعون في قبضة نقاط التفتيش التي تنصبها طالبان على الطرق، ليسوقوهم إلى السجون مجدداً.

وأوضح التقرير أن شبكة سجون طالبان تعد واحدة من أدواتها المخيفة، حيث يصدر مقاتلو طالبان الأحكام على المقبوض عليهم، ويستهدفون على وجه الخصوص الجنود والموظفين بحكومة كابول، والتي تتعرض هي الأخرى لاتهامات بممارسة التعذيب ضد السجناء لديها، حيث ذكرت الأمم المتحدة مؤخراً أن ثلث السجناء لدى الجيش الأفغاني قد تعرضوا للتعذيب.

وسردت الصحيفة مأساة أخرى لأحد ضحايا سجون طالبان، وهو رجل يدعى سيد حياة الله (42 عاماً) من مدينة فايز آباد، ألقوا القبض عليه في إحدى نقاط التفتيش بحجة العمل مع الأمن الأفغاني، وظل بالسجن لمدة 25 يوماً، قائلاً "كانت تلك أسوأ أيام حياتي، وتطاردني الكوابيس كل ليلة في منامي.. بكيت وتوسلت لهم حتى يطلقوا سراحي، لكنهم كانوا يزيدون ضربي".

وروى أحد السجناء وهو عتيق الله حسن زاده (31) عاماً، وهو جندي سابق بالجيش الأفغاني معاناته بسجون طالبان بعدما اعتقلوه العام الماضي خلال توجهه إلى مستشفى عسكري في كابول، قائلاً "أتذكر كل ما وقع لي، لقد ضربوني في ساقي وكتفي".

ولفت التقرير إلى تجربة أخرى بسجون طالبان، خاضها مقدم البرامج التلفزيونية نقيب الله موماند (26 عاماً)، قائلاً "أوقفوا السيارة التي كنت أستقلها، وألقوا القبض علي، وظللت في السجن لمدة 29 يوماً، في منزل من غرفتين، مع نحو 20 من السجناء، ننام على سجادة قذرة على أرض المنزل، حتى تأكدوا أنني لست من الجيش الأفغاني".

استراتيجية القمع

وأشار التقرير إلى أن أسلوب طالبان في مدينة فايز آباد هو إلقاء القبض والحبس أولاً، ثم توجيه الأسئلة لاحقاً، ولا يوجد قضاة، ولا محكمة، في حين يتولى السكان المحليون هناك توفير الطعام للسجناء، ويتعرض آلاف الأفغان للسجن بهذه الطريقة، ولا توجد أي إحصاءات حول أعداد السجناء.

وأشار التقرير إلى أن القمع يعد من ملامح استراتيجية طالبان لإحكام قبضتها على الأراضي التي تسيطر عليها، مضيفاً أنه بينما يتفاوض ممثلو الحكومة الأفغانية مع طالبان، للتوصل إلى السلام، فإن الحقيقة هي أن طالبان تسيطر على أغلب الأراضي الأفغانية، وفي حالة انسحاب القوات الأمريكية وفي ظل ضعف قوات الأمن الأفغانية، التي تستطيع الدفاع عن نفسها بالكاد، فإنه من المتوقع أن تحافظ طالبان على سلطتها، وطرقها القمعية الوحشية لإخضاع الأهالي.

وحذر التقرير من أن انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، في شهر مايو المقبل، بمقتضى اتفاق السلام الذي وقعته إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، وحركة طالبان، سيؤدي إلى تعزيز سيطرتها، حيث تلقي حالياً القبض على الآلاف، وتمارس ضدهم عمليات التعذيب.