الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

بعد عام من سحق كورونا.. بلدان آسيوية تتخلف عن ركب التعافي

بعد عام من سحق كورونا.. بلدان آسيوية تتخلف عن ركب التعافي

الصينيون يعيشون ويتنقلون بشكل طبيعي رغم الوباء.(ا ب)

بعد أن حققت العديد من الدول الآسيوية نجاحات خلال العام الماضي في السيطرة على انتشار وباء كورونا يبدو أن هذه الدول تتراجع عن ركب التعافي.

وقال تقرير لصحية «وول ستريت جورنال» الأمريكية يبدو أن النجاح السابق جعل الأمر أقل إلحاحاً بالنسبة للعديد من الدول الآسيوية للتحرك بسرعة في تطعيم مواطنيها.

وقادت الدول الآسيوية العالم في سحق «كوفيد-19» خلال 2020، والآن تتعرض بعض هذه الدولة لمعوقات بسبب إغلاق الحدود والقواعد الأخرى التي فرضوها للبقاء في أمان، ما قد يضعهم خلف الولايات المتحدة ودول أخرى في قيادة التعافي الاقتصادي العالمي.

أوقفت دول مثل الصين وتايلاند وأستراليا فعلياً انتشار الفيروس التاجي داخل حدودها عن طريق منع دخول معظم الغرباء والقضاء بقوة على الإصابات. ويعيش مواطنوها حياة شبه طبيعية واقتصاداتهم، مع بعض الاستثناءات، لم تتحطم. مثل بعض الدول الغربية. وتمكنت الصين من تنمية ناتجها المحلي الإجمالي بنسبة 2.3% العام الماضي.

لكن هذا النجاح جعل الأمر أقل إلحاحاً بالنسبة للعديد من الدول الآسيوية للتحرك بسرعة في تطعيم مواطنيها، نظراً لأن القليل منهم يصابون بالمرض. معظم البلدان في آسيا قامت بتلقيح نسبة صغيرة فقط من سكانها، ولن تصل معظم الاقتصادات الآسيوية إلى مناعة القطيع حتى عام 2022، حسب تقديرات جولدمان ساكس. في حين أنه من المرجح أن تقوم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بتطعيم نصف سكانها بحلول شهر مايو، وفقاً لتوقعات جولدمان ساكس.



قد يترك ذلك بعض الدول الآسيوية في حالة توقف، مجبرة على إبقاء حدودها مغلقة لأن سكانها طوروا القليل من المناعة الطبيعية ضد المرض، حتى مع إعادة فتح مناطق من العالم للأعمال التجارية والسفر الدولي.

وقال أندرو تيلتون، كبير الاقتصاديين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ في بنك جولدمان ساكس: «المفارقة في نجاح آسيا في السيطرة على «كوفيد-19» هي أنها ستصبح متأخرة في الوصول إلى مناعة القطيع».

وقال إن الأمريكتين وأوروبا قد تظهران أكبر المكاسب الاقتصادية خلال الأرباع القليلة القادمة، بينما تنتعش آسيا بشكل أبطأ.

الكثير من العوامل يمكن أن تغير هذا السيناريو، منها أنه قد يتأخر إطلاق اللقاح أو قد تقلل سلالات الفيروس الجديدة من فعالية التطعيمات.

وبحسب الصحيفة الأمريكية، لا يزال الكثير من الناس في آسيا سعداء بقبول قيود السفر المشددة وغيرها من القيود مقابل انخفاض عدد القتلى.



وقد تكيفت بعض الدول الآسيوية بشكل جيد مع الحدود المغلقة. تتمتع الصين، التي ترسل سائحين إلى الخارج أكثر مما تستقبله في الداخل، بزيادة في الإنفاق على السفر الداخلي، بينما تضخ مصانعها البضائع لبقية العالم.

قال ريتشارد يتسينجا، كبير الاقتصاديين في بنك ANZ في أستراليا: «أصبحت معظم الاقتصادات التي سيطرت على كوفيد أكثر صرامة بشأن حدودها بدلاً من الاسترخاء، لأنها اكتشفت أن اقتصاداتها المحلية يمكن أن تعمل بمستوى معقول وصحي دون فتح الحدود للسفر الدولي».

ومع ذلك، فإن الحدود المغلقة وسياسات احتواء الوباء الأخرى لها تكاليف، ما يجعل من الصعب على البلدان جذب المستثمرين والعمال الأجانب والسياح والطلاب، ولا يمكن للمواطنين المحليين الذين يحتاجون إلى السفر للخارج العودة إلى ديارهم بسهولة.