الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

«ساعات الخطر».. مخاوف الأفغان تزداد مع قرب رحيل الأمريكان

«ساعات الخطر».. مخاوف الأفغان تزداد مع قرب رحيل الأمريكان

تفجيرات يومية تستهدف الموظفين ومسئولي الحكومة في كابول. (أي بي أيه)

مع اقتراب موعد انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، في بداية شهر مايو المقبل، تتزايد وتيرة أعمال العنف التي ترتكبها حركة طالبان، وخاصة عمليات التفجير المتكررة التي تستخدمها للتخلص من خصومها، خلال توجههم إلى أعمالهم في ساعات الصباح، فأطلق عليها الأفغان اسم «ساعات الخطر

ونقلت صحيفة الغارديان البريطانية، اليوم الأحد، رواية نائبة وزير التعدين والبترول السابقة، غزال حبيبيار (38 عاماً) عن ساعات الخطر قائلة: «في ساعات الصباح وقع انفجار قرب مدرسة ابني الأصغر، كانت يدي تمتد مرتعشة إلى الهاتف المحمول، لأحاول الاتصال والاطمئنان عليه، خوفاً من أن يكون قد وقع أي مكروه له.. لماذا علينا الاختيار ما بين أن نحافظ على سلامة أبنائنا أو نرسلهم لتلقي التعليم؟».

وأوضح تقرير الغارديان أن صباح كل يوم يبدأ في العاصمة الأفغانية كابول، على دوي أصوات التفجيرات، لدرجة أن الأفغان أسموها «ساعات الخطر»، ونقل التقرير عن طالب الجامعة صادق الأكوزاي (22 عاماً) قوله «كان هناك انفجار قد وقع خلفي، وانفجار آخر أمامي.. وكل يوم نتساءل: من سيأتي عليه الدور اليوم ويكون ضحية التفجيرات».

وذكر التقرير أن أحد تلك التفجيرات الصباحية، جاء بسبب قنبلة مغناطيسية، ملتصقة بسيارة «ميني باص»، أودى بحياة أحد مقدمي البرامج التلفزيونية المشهورين، بينما كان الأكوزاي بصحبة أصدقائه متجهين إلى العمل في الشارع ذاته الذي وقع به التفجير، وفي يوم آخر، أدى تفجير قوي إلى اغتيال قائد الأمن في المنطقة، بعدما أطاح بسيارته رأساً على عقب، في طريق مزدحم.

وتابع التقرير أن فترة الازدحام المروري في كابول تكون ما بين 7.30- 9.30 صباحاً، نظراً لأنها تشهد ذهاب الموظفين الحكوميين إلى أعمالهم، وبالتالي فهي الفترة التي يخشاها الأفغان، خوفاً من تفجيرات طالبان التي تستهدف الصحفيين والقضاة والعاملين في الخدمة العامة، والنشطاء والأكاديميين.

وأشار التقرير إلى أنه بعد مرور نحو عقدين على الحرب التي شنتها أمريكا على أفغانستان، والإطاحة بحركة طالبان من الحكم، في أعقاب هجمات 11 سبتمبر، فإن أمريكا على بعد أسابيع من مغادرة أفغانستان، بينما طالبان تستعد للاحتفال بالنصر، والطريق أمام عودتها إلى الحكم بات ممهداً؛ إما من خلال الخطوات المتعجلة لإدارة الرئيس جو بايدن، للتفاوض من أجل إنهاء الحرب، أو من خلال سيناريو آخر يخشاه الكثيرون، وهو أن تشن طالبان سلسلة من المعارك القوية، خلال فصل الصيف الذي سيكون دموياً، في بلد عاش 4 عقود من الصراع والألم.

ولفت التقرير إلى أن سلسلة التفجيرات التي تشهدها العاصمة كابول، لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنها، وتتبادل الحكومة وحركة طالبان الاتهامات بتنفيذها، بينما تتعرض الحكومة لانتقادات بسبب عدم قدرتها على حماية المواطنين.

وذكر التقرير أن الكثيرين يرون أن ما يحدث هو حملة ممنهجة من حركة طالبان للقتل أو للتخويف، وتستهدف إزالة كل المكاسب التي تم تحقيقها خلال العقدين الماضيين، بعد الإطاحة بطالبان، وفي مقدمة تلك المكاسب النساء المتعلمات والطموحات، ووسائل الإعلام، والمجتمع المدني.

ويقول نائب وزير الدفاع السابق، الرئيس الحالي لمعهد دراسات الحرب والسلام تميم عاصي «إنهم يعتبرون تلك المكاسب قد جاءت مع الاحتلال الأمريكي لأفغانستان، ويشبهونها بالرغوة فوق الماء، والتي ستختفي سريعاً».

ولفت التقرير إلى أن الأفغان لجؤوا إلى التحايل هرباً من ساعات الخطر في الصباح، فتارة يغيرون مواعيد نزولهم إلى أعمالهم، وتارة لا يغادرون المنزل على الإطلاق، وتارة لا يرسلون إلا واحداً فقط من أبنائهم للمدرسة.

وقال التقرير إن الأفغان يخشون الانزلاق مجدداً إلى حرب أهلية، والسيناريو الأكثر دموية وهو سقوط كابول بعد انسحاب أمريكا.

تابع التقرير أن هناك ثمناً للبقاء وثمناً آخر للانسحاب، ويبقى الأفغان يعيشون في خوف من أن يدفعوا الثمن، سواء برحيل الأمريكيين المتعجل واتفاق سلام يتم في عجالة، أو بنشوب حرب تزداد سوءاً يوماً بعد.