الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

مفاعل نطنز.. انفجار يعيد قدرات إيران النووية للوراء

مفاعل نطنز.. انفجار يعيد قدرات إيران النووية للوراء

مجمع نطنز النووي. (أي بي أيه)

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن اثنين من مسؤولي المخابرات كشفا لها أن الانفجار الذي وقع أمس الأحد في مفاعل نطنز الإيراني لتخصيب اليورانيوم، نجم عن انفجار بسبب عبوة زرعت في مولد الطاقة الداخلي بالمفاعل في عملية نفذتها إسرائيل.

وقالت الصحيفة إن العملية أدت إلى تدمير كبير في المفاعل الإيراني قد يستغرق إصلاحه نحو 9 أشهر، لإعادة تشغيله.

جاء ذلك فيما ذكر تقرير لصحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية اليوم الاثنين، أن التقارير الأولية ذكرت في البداية أن الانفجار كان عبارة عن «هجوم سيبراني»، لكن القناة 13 بالتلفزيون الإسرائيلي ذكرت لاحقاً أن الهجوم تم بعبوة متفجرة تمت زراعتها في المفاعل.

تسريب المعلومات

وذكر التقرير أن رئيس الموساد السابق داني ياتوم عبّر عن قلقه تجاه تسريب معلومات لصحيفة نيويورك تايمز بشأن تورط إسرائيل في الهجوم، معتبراً أن ذلك يؤثر على قدرة العمليات الإسرائيلية.

وأضاف: «إذا كان ذلك فعلاً بسبب هجوم تورطت فيه إسرائيل، فإن تسريب المعلومات يعد أمراً خطيراً، ويضر بالمصالح الإسرائيلية، وبالمعركة ضد مساعي إيران نحو الحصول على أسلحة نووية، فهناك أعمال يجب أن تظل في الخفاء، والاستشهاد بما يقوله الإسرائيليون يجبر إيران على الانتقام».

ولفت التقرير إلى أن المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي أعلن في البداية أن الهجوم كان عبارة عن «حادث» في شبكة توزيع الكهرباء، لكن رئيس هيئة الطاقة الذرية ونائب الرئيس الإيراني على أكبر صالحي أكد لاحقاً أن الحادث كان «هجوماً».

كما أن كمالوندي أعلن في البداية أن الحادث لم يسفر عن أي إصابات، لكنه هو نفسه أصيب في كاحله ورأسه، أثناء زيارته للمفاعل، كما ذكرت وسائل إعلام إيرانية.

وذكرت وكالة تنسيم الإيرانية أن مسؤولاً بالمخابرات الإيرانية صرح بأنه «تم اكتشاف سبب التعطيل، وأن هناك إجراءات ضرورية يجب القيام بها لاعتقال المتسبب في التعطيل في نظام الكهرباء بمفاعل نطنز».

الهجوم الثاني

ولفتت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن الهجوم على مفاعل نطنز هو الثاني الذي تتهم فيه تقارير أجنبية إسرائيل، حيث تعرض المفاعل لتفجير وحريق في شهر يوليو العام الماضي، أشارت التقارير أيضاً إلى تورط إسرائيل فيه، وقيل إنه أثر بشكل كبير على برنامج إيران النووي.

وأضافت الصحيفة أن إيران ما زالت بعيدة حتى الآن عن التعافي، والوصول إلى الدرجة التي كانت عليها قبل تفجير يوليو الماضي، من حيث قدرتها على تجميع أجهزة طرد مركزي حديثة.

وقالت الصحيفة إن الهجوم الأخير الذي وقع في مفاعل نطنز، جاء بعد يوم واحد من بدء إيران في حقن غاز سادس فلوريد اليورانيوم في أجهزة الطرد المركزي طرازي (IR-5) و(IR-6)، وتم الكشف عن ذلك أثناء زيارة وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن لإسرائيل.

وأشارت الصحيفة إلى التوتر المتزايد ما بين إسرائيل وإيران، في ظل عدد من الهجمات المتبادلة على السفن، وفي ظل تقارير تحدثت عن مسؤولية إسرائيل عن عشرات الهجمات ضد السفن الإيرانية خلال الأعوام الماضية.

كما نوهت الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حذر مراراً خلال الأسبوع الماضي من أن تل أبيب ستدافع عن نفسها ضد التهديدات الإيرانية، مشدداً على أنها ستحارب الطموح النووي الإيراني، كما دعا نتنياهو لعقد اجتماع للحكومة الأمنية، يوم الأحد المقبل، وهو أول اجتماع منذ شهرين، لبحث الملف الإيراني، وسط تصاعد التوتر معها.

إيران تتهم إسرائيل

وأشار التقرير الإسرائيلي إلى أن أغلب المسؤولين الإيرانيين التزموا الصمت، ولم يوجهوا اتهاماً لأحد، إلّا أن وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، وعضو البرلمان علي حداد، اتهما الدولة العبرية بالمسؤولية عن الحادث، مشددين على أن بلادهما سوف تنتقم من إسرائيل بسبب ذلك الهجوم، حسب وكالة أنباء «إيرنا» الإيرانية.

ونقلت الوكالة عن ظريف قوله «مفاعل نطنز سيعود أقوى مما كان عليه في السابق، مزوداً بأحدث الأجهزة والماكينات، وإذا ظنوا أن أيدينا ضعيفة في المفاوضات، فإن ما فعلوه سيجعل موقفنا أقوى في المفاوضات».