الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

الصين: على الولايات المتحدة تحمّل مزيد من الأعباء في ملف المناخ

الصين: على الولايات المتحدة تحمّل مزيد من الأعباء في ملف المناخ

كيري أثناء زيارته شنغهاي. (رويترز)

شدّدت الصين، أمس الجمعة، على وجوب أن تتحمّل الولايات المتحدة مزيداً من الأعباء في ملف التغيّر المناخي، لكنّها رحّبت بتنسيق أكبر مع واشنطن، بعد زيارة أجراها المبعوث الأمريكي لشؤون المناخ جون كيري، وفق الإعلام الرسمي.

وكيري، وزير خارجية أسبق عيّنه الرئيس الأمريكي جو بايدن مبعوثاً لشؤون المناخ، وهو أول مسؤول في الإدارة الأمريكية الجديدة يزور الصين، في مؤشر يحيي الآمال بإمكان قيام تعاون بين القوتين العظميين، على الرغم من التوترات الحادة القائمة بينهما على مستويات عدة.

ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» عن نائب رئيس مجلس الدولة الصيني هان تشنغ قوله إن «الصين تعلّق أهمية على إقامة حوار وتنسيق مع الجانب الأمريكي حول التغيّر المناخي».

وعقب محادثات عبر الفيديو مع كيري الذي زار شنغهاي، حيث التقى بنظيره الصيني، قال هان إن «الصين ترحب بعودة الولايات المتحدة إلى اتفاقية باريس للمناخ، وتتوقع أن يتقيّد الجانب الأمريكي بالاتفاقية، وأن يتحمّل مسؤولياته، وأن يقدّم الإسهامات الضرورية».

إلا أن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشونيينغ كانت أكثر انتقاداً عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، إذ سلّطت الضوء على انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

ولدى توليه سدة الرئاسة، قرر بايدن على الفور إعادة بلاده إلى الاتفاقية، ومن المقرر أن يستضيف الأسبوع المقبل عبر الفيديو قمة عالمية حول المناخ.

وقالت هوا إن عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاقية «ليست مجيدة بأي شكل من الأشكال، بل أشبه بعودة متغيّب إلى الصف». وحثت الولايات المتحدة على «عرض كيفية التعويض عن خسارة السنوات الأربع»، بما في ذلك الدفعات المالية المتوجّبة لـ«صندوق المناخ الأخضر» الذي يقدّم الدعم للدول الأكثر تضرراً من التغيّر المناخي.

ومن المتوقّع أن يعلن بايدن، الأسبوع المقبل، في إطار القمة، الأهداف الجديدة للولايات المتحدة، على صعيد تخفيض انبعاثات الكربون، وذلك في خضم تزايد القلق الدولي إزاء ارتفاع قياسي لدرجات الحرارة وتزايد الكوارث الطبيعية.

ويشدد كيري وغيره من مسؤولي الإدارة الأمريكية على ضرورة التعاون في ملف المناخ مع الصين، التي تسجّل أعلى معدل لانبعاثات الكربون في العالم (نحو 30% من المعدّل العالمي).

وقبيل توجّهه إلى شنغهاي، صرّح كيري لشبكة «سي.إن.إن» الأمريكية بأن رفض الولايات المتحدة التعاون مع الصين في ملف المناخ بسبب خلافات أخرى هو بمثابة «انتحار».

وتأتي زيارة كيري إلى الصين في توقيت لا تبشّر المحادثات الأوسع نطاقاً بين البلدين بانفراج في العلاقات الثنائية، بعد اجتماع عاصف عقد في ألاسكا الشهر الماضي بين كبار مسؤولي السياسية الخارجية في البلدين.