الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

نقاط التفتيش.. وسيلة طالبان للسيطرة على مفاصل أفغانستان

نقاط التفتيش.. وسيلة طالبان للسيطرة على مفاصل أفغانستان

توقعات بزيادة العنف في أفغانستان بعد الانسحاب الأمريكي. (أي بي أيه)

تتوسع حركة طالبان في إقامة نقاط التفتيش في مناطق هامة من أفغانستان، في ظل الانسحاب الأمريكي، ما يترك المدن والبلدات الأفغانية معزولة بشكل كبير، ويعرقل قدرة الحكومة الأفغانية على أداء مهامها، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية.

نقاط تفتيش عديدة

ونقل التقرير عن 8 مسؤولين محليين قولهم إن عشرات من نقاط التفتيش المؤقتة التابعة لطالبان، تنتشر حالياً على الطرق الرئيسية السريعة، المؤدية إلى العاصمة كابول، كما تمت إقامة 10 مواقع دائمة، على الطريق الرابط بين شمال وجنوب أفغانستان، أغلبها نقاط تفتيش تخلت عنها قوات الأمن الأفغانية، والتي تراجعت في ظل الانسحاب الأمريكي، أو بسبب تمدد سيطرة طالبان، أو لكلا السببين.

وذكرت الصحيفة أن نقاط التفتيش التابعة لطالبان، تعد استعراضاً لقوة الحركة، وكذلك ضربة للحكومة الأفغانية، كما أن تلك المواقع، سواء الدائمة أو المؤقتة، تعمل على عرقلة أية إمدادات حكومية، عبر الطرق السريعة، كما أنها تعرقل عمل الهيئات الحكومية وتضعف الثقة في المسؤولين المنتخبين.

وقالت الصحيفة إن نقاط التفتيش الجديدة، تأتي بينما تستعد القوات الأمريكية للخروج من أفغانستان بحلول 11 سبتمبر المقبل، كما بدأت قوات الناتو بالفعل في الانسحاب خلال الشهر الماضي، وتضع طالبان يدها على الطرق السريعة في دليل جديد على تنامي سيطرتها، ويبدو أنها بصدد الإعلان عن نصر عسكري على القوات الأجنبية الداعمة للقوات الأفغانية والتي تعاني تراجعاً.

إضعاف حكومة كابول

ونقل التقرير عن رئيس مجلس ولاية قندوز الأفغانية محمد يوسف أيوبي قوله «يبدو الأمر الآن وكأننا في جزيرة.. فلا أستطيع قيادة سيارتي لأكثر من 4 كيلومترات، في أي اتجاه، بدون أن أجد نقطة تفتيش لطالبان، وهو أمر جديد، فقبل نحو عام كنت أقود سيارتي لحوالي 8 ساعات من قندوز إلى العاصمة كابول، لحضور الاجتماعات هناك، واليوم بات ذلك مستحيلاً».

وأضافت الصحيفة أن المسؤولين الحكوميين باتوا يضطرون إلى السفر جواً، وإذا كانوا مجبرين على السفر براً فإنهم يتحركون في مواكب من سيارات مدرعة، وبصحبتهم حراسة أمنية مشددة.

وقالت الصحيفة إن الحكومة الأفغانية تكافح من أجل السيطرة على الطرق الرئيسية السريعة، منذ عودة طالبان في 2005، إلا أن الموقف تدهور كثيراً مع تراجع أعداد القوات الأمريكية، فعندما بدأت القواعد الأمريكية في الإغلاق، بعد الاتفاق بين أمريكا وطالبان، وجدت قوات الأمن الأفغانية أنها في موقف لا تحسد عليه، حيث تراجع الدعم الأمريكي لها، ولم تتمكن من الحفاظ على الأراضي التي كانت تسيطر عليها، فاضطرت إلى التراجع والانكماش باتجاه المراكز الحضرية، تاركة مساحات كبيرة من الأراضي الريفية، والطرق السريعة، بلا حماية، بينما ضاعفت طالبان من سيطرتها على الأراضي وانتقلت إلى أراضٍ جديدة موسعة مناطق نفوذها، وتمكنت من إقامة نقاط تفتيش دائمة، وأرسلت مئات المقاتلين للقيام بدوريات، بعد توقف الغارات الأمريكية الجوية.

ونقلت الصحيفة عن سائق تاكسي يدعي محمودي (24 عاماً) يعمل على نقل المسافرين من قندوز إلى كابول يومياً منذ 3 سنوات قوله «إنها الآن دولة طالبان».

كما نقلت الصحيفة عن السائق نافي بشتون (31 عاماً) قوله «بقيت بعض قواعد لقوات الأمن الأفغانية، على الطريق الجنوبي، ويرفضون ترك مواقعهم خوفاً من تعرضهم لهجمات طالبان، ويلجؤون أحياناً إلى نقل الأغذية من موقع إلى آخر من خلال سيارات التاكسي التي تعبر الطريق، وفي بعض الأحيان، يقوم مسلحو طالبان بمصادرة تلك الأغذية».