مع فشل نظام الرعاية الصحية في الهند التي تشهد أسوأ تفشي لفيروس كورونا في العالم، ظهرت أسواق سرية للأدوية والأكسجين وأسرّة المستشفيات وخدمات الجنازات، لكن في نفس الوقت تم اكتشاف سلع مقلدة ومغشوشة تعرض الأرواح للخطر.
صحيفة «نيويورك تايمز» قالت في تقرير نشرته الأحد إنه ضمن أسوأ انتشار لفيروس كورونا في العالم تعتبر أسطوانة الأكسجين كنزاً يتطلع إليه الكثيرون في جميع أنحاء البلاد، وبينما يلهث المرضى لالتقاط أنفاس الحياة هناك آخرون يحققون الأرباح غير مكترثين بحياة هؤلاء البائسين.
وقالت الصحيفة إن مؤسسة خيرية محلية غضبت من استغلال أحد الموردين للأكسجين بعد أن رفع السعر بأكثر من الضعف إلى ما يقرب من 200 دولار لكل أسطوانة، فاتصلت بالشرطة، التي اكتشفت ما يمكن أن يكون واحداً من أكثر عمليات الاحتيال خطورة ووقاحة في بلد مليء بالاحتيال المرتبط بفيروس كورونا والربح في السوق السوداء.
وكشفت الشرطة إن المورد - وهو شركة تسمى «فارشا إنجينيرينج»، وهو في الأساس ساحة للخردة، كان يعيد طلاء طفايات الحريق ويبيعها على أنها أسطوانات أكسجين، مشيرة إلى أن العواقب قد تكون مميتة حال انفجرت طفايات الحريق الأقل قوة إذا كانت مملوءة بالأكسجين عالي الضغط.
قال موكيش خانا، أحد المتطوعين في المؤسسة الخيرية: «يجب أن يُتهم هذا الرجل (مسجون حالياً) بالقتل». «كان يلعب بحياة الناس».
ودمرت الموجة الثانية لفيروس كورونا النظام الطبي في. ويُعتقد على نطاق واسع أن عدد الوفيات أكبر بكثير من الآلاف المبلغ عنها كل يوم، فالمستشفيات ممتلئة، والأدوية واللقاحات والأكسجين والإمدادات الأخرى تنفد.
وفي ظل هذا الوضع يبرز المستفيدون من الأوبئة لملأ الفجوة، حيث يتم التوسط في تجارة الأدوية والأكسجين والإمدادات الأخرى عبر الإنترنت أو في مكالمات هاتفية خفية، وفي كثير من الحالات، يفترس البائعون يأس وحزن العائلات.
وقال موكتيش تشاندر، المفوض الخاص لشرطة دلهي: «هؤلاء الأشخاص، مجرمو الإنترنت، كانوا موجودين بالفعل». «في اللحظة التي حصلوا فيها على هذه الفرصة استغلوها بهذه الطريقة».
في الأسبوع الماضي، اتهم ضباط الشرطة في ولاية أوتار براديش مجموعة من الأشخاص بسرقة أكفان جنائزية مستعملة من الجثث وبيعها على أنها جديدة. وقبلها اكتشف ضباط في نفس الولاية أكثر من 100 قارورة من عقار الريمديسفير المزيف، وهو دواء مضاد للفيروسات يصفه العديد من الأطباء في الهند على الرغم من التساؤلات حول فاعليته.
وقالت محكمة عليا في نيودلهي هذا الشهر، معلقة على هذا الاستغلال والغش إن «النسيج الأخلاقي للمجتمع تمزق».
خلال الشهر الماضي، ألقت شرطة نيودلهي القبض على أكثر من 210 أشخاص بتهمة الغش أو التربح أو التآمر الإجرامي أو الاحتيال فيما يتعلق بعمليات الاحتيال المتعلقة بكورونا، وبالمثل، اعتقلت الشرطة في ولاية أوتار براديش 160 شخصاً.
قال فيكرام سينغ، رئيس شرطة سابق في ولاية أوتار براديش: «لقد رأيت كل أنواع النصب والاحتيال وجميع أشكال الفساد، لكن هذا المستوى من الافتراس والفساد لم أره خلال 36 عاماً من حياتي المهنية أو في حياتي عموماً».