الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

فول الصويا و«شقة شنغهاي».. أسرار صعود الحزب الشيوعي الصيني

فول الصويا و«شقة شنغهاي».. أسرار صعود الحزب الشيوعي الصيني

تأسس الحزب الشيوعي الصيني عام 1921.

تجمعات مهيبة، معارض مدهشة، وفعاليات كبرى ستشهدها الصين الشهر المقبل احتفاء بالذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني، الكيان السياسي الذي يعد ضمن أضخم الأحزاب في العالم حيث يتجاوز عدد أعضائه 90 مليوناً.



تشمل الاحتفالات بالحدث الصيني «العظيم»: حملة لتعليم تاريخ الحزب، وتوزيع أوسمة على أولئك الذين عملوا 50 عاماً فأكثر كمناضلين فيه، والقيام بزيارات لمنازل من يعانون صعوبات معيشية، والمحاربين القدامى، فضلاً عن أسر القتلى الثوريين، وفق وكالة «شينخوا».



وبالمجمل، ستشهد الصين أياماً دعائية قل مثيلها، من أجل حشد الجماهير للاستماع لقصة صعود الحزب العملاق، واستخلاص العبر والدروس من مسار هذا التكتل السياسي المليوني منذ تأسيسه عام 1921.

50 عضواً

وفي شهر يوليو المقبل تحل الذكرى المئوية لتأسيس الحزب، حيث تمثل الخطوة فرصة لقادته لسرد قصة كيف تمكن الحزب من تحويل البلاد إلى ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم، منذ توليه السلطة في عام 1949.

وحسب المؤرخين فإن تأسيس الحزب يعود إلى اجتماع سري احتضنته شقة قديمة في مدينة شنغهاي تمخض عن تأسيس حزب انتقل على مدى السنوات الـ100 الماضية من 50 عضواً إلى نحو 90 مليوناً.

ووفقاً لـ«شبكة الصين» فإن أول اجتماع للحزب الشيوعي الصيني تم في يوليو 1921، واقتصر على نخبة من المثقفين والمفكرين الصينيين، ويعد اجتماع «الشقة السرية» المؤتمر الوطني الأول للحزب ويمثل تاريخ إعلان تأسيسه.

وتشير أدبيات الحزب، إلى أنه كيان يمثل «طليعة الطبقة العاملة الصينية والممثل الصادق لمصالح الشعب الصيني من قومياته المختلفة والقوة المركزية التي تقود قضية الاشتراكية في الصين وهدفه النهائي هو إقامة المجتمع الشيوعي».

وحسب قوانين الحزب، تتاح العضوية أمام كافة الصينيين فوق سن الـ18، والمقتنعين بمناهج الحزب والمستعدين لدفع رسوم الاشتراك الحزبي بانتظام، وتتمثل الهيئة القيادية العليا للحزب في المؤتمر الوطني واللجنة المركزية المنتخبة كل 5 أعوام.

استيراتيجية النفوذ

بدورها، تشير وكالة «بلومبيرغ» نقلاً عن المؤرخ جيسون إم كيلي، في كتابه «ماويو السوق»، إلى أن الحزب استعان منذ البداية، بأساليب عديدة للتغلغل في المجتمع وكسب المعركة الاقتصادية من أجل تعزيز نموه وبسط نفوذه.

وفي كتابه الصادر مؤخراً، يتتبع كيلي تاريخ استراتيجية التجارة الخاصة بالحزب، بداية من بيع فول الصويا لتمويل معركته في الحرب الأهلية مع الحزب القومي المنافس، وصولاً إلى الصفقات التي عقدها البيروقراطيون الشيوعيون لاستيراد التكنولوجيا من أوروبا في مواجهة الحظر الأمريكي، موضحاً أن الحزب الشيوعي الصيني ظل يتاجر مع الرأسماليين في الخارج لعقود أطول مما يتخيله كثيرون.

تأييد وانتقادات

من جهتهم، يرى أنصار الحزب أنه قاد الشعب الصيني للانتصار في ثورته ضد الإقطاعية والرأسمالية وأسس جمهورية الصين الشعبية، كما طور نظام البلاد الاشتراكي الخاص وأوصل الصين إلى أن تصبح القوة الاقتصادية الثانية عالمياً.

في المقابل توجه انتقادات، خصوصاً من الغرب، إلى أسلوب الحزب في إدارة البلاد وتتمحور عادة حول قضايا حقوق الإنسان وكبت الحريات والسيطرة المطلقة على الصين وحياة مواطنيها.