الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

«أطفال الإيدز» في باكستان عنوان مأساة مستمرة بسبب إهمال طبي

«أطفال الإيدز» في باكستان عنوان مأساة مستمرة بسبب إهمال طبي

توفي 50 طفلاً على الأقل بمرض الإيدز منذ بدء التشخيص قبل سنتين. (أ ف ب)

يواجه سكان قرية في باكستان أزمة مزدوجة مع تفشي حالات الإصابة بمرض الإيدز، في ظل نقص إمدادات الأدوية وصعوبة الظروف المعيشية.

وسلطت وكالة «فرانس برس» الضوء على ظاهرة زيادة الإصابات بهذا المرض خصوصاً لدى الأطفال في جنوب باكستان، مشيرة إلى قصة انتشار الإيدز في المنطقة بسبب إعادة استخدام منهجية لحقن طبية جرى استخدامها سابقاً.

وروت الوكالة قصة السيدة شهزادو شار، التي وجدت نفسها أمام معضلة الاختيار بين توفير الأدوية أو الطعام منذ أن تم تشخيص طفلها بمرض الإيدز.

ويعد الطفل الذي بات عمره الآن خمس سنوات ضمن مئات من الأطفال إيجابيي المصل في 2019 الذين وقعوا ضحية إعادة استخدام منهجية لحقن مستخدمة في روتا ديرو، المدينة الريفية في إقليم السند.

أقيم أكبر مركز للتشخيص في باكستان في هذه البلدة وتم إعطاء أدوية لعائلات الأطفال المصابين، أكثر من 1500 بحسب وزارة الصحة المحلية، ويتم تقديم هذه العلاجات مجاناً لكن العائلات يجب أن تغطي النفقات المرتبطة بالمرض.

وقالت شهزادو شار «لقد طلبوا منا الذهاب للقيام بفحوص أخرى في مستشفيات خاصة لكننا لا نملك المال» متحدثة عن ارتفاع في الحرارة وآلام في البطن والكلى التي يعاني منها طفلها.

وهناك حوالى 30 طفلاً آخر إيجابيي المصل في قريتها سوهاني شار الواقعة على بعد كيلومترات من راتو ديرو.

فوضى

وتعاني أنظمة الصحة العامة في باكستان المتواجدة خصوصاً في المدن من فوضى وعدم فعالية ما يرغم العائلات في الأرياف على التوجه إلى عيادات خاصة وكلفتها عالية في معظم الأحيان ويديرها أشخاص بدون كفاءات.

توفي 50 طفلاً على الأقل بمرض الإيدز منذ بدء التشخيص قبل سنتين بحسب طبيبة الأطفال فاطمة مير من جامعة آغا خان في كراتشي التي قامت بتحليل الإحصاءات.

وبالنسبة للسلطات، فإن طبيباً وهو أخصائي شعبي في راتو ديرو مسؤول عن هذه الكارثة.

وتم إطلاق سراح الدكتور مظفر غانغرو حر بموجب كفالة، وهو ينفي أي مسؤولية له في انتشار المرض ويعتبر أنه يتعرض لانتقام من قبل أطباء آخرين يحسدونه على شعبيته.

«الأمور أسوأ»

في باكستان، تعتبر إعادة استخدام المعدات المستعملة ونقص الاحتياطات أمراً شائعاً بسبب عدم توافر الإمكانات أو لأسباب اقتصادية.

بحسب الطبيب الذي كشف عن الفضيحة لأول مرة عام 2019، لم يتغير شيء يذكر منذ ذلك الحين في إقليم السند.

وقال الدكتور عمران أكبر عرباني «الأمور تسير بشكل أسوأ مما كانت عليه من قبل».

وقام هذا الطبيب بإبلاغ الصحافة عن عدد مقلق من الأطفال إيجابيي المصل في راتو ديرو حيث يملك عيادة خاصة.

وقال «في الأشهر الثلاثة الأولى، تم طرد المشعوذين والأطباء غير المؤهلين وأغلقت عياداتهم. لكنهم تمكنوا من إعادة فتحها».

وفي ضوء الفضيحة، حظرت الحكومة استيراد الحقن التقليدية وفرضت الحقن التي تستخدم مرة واحدة.

لكن بحسب طبيب رفض الكشف عن اسمه، فإن عدداً من الأطباء يلتفون على هذا المنع ويواصلون استخدام الحقن القديمة الأقل ثمناً.

«بؤس»

وبحسب طبيبة الأطفال فاطمة مير فإن حملة تشخيص واسعة النطاق أتاحت التعرف على ضحايا الفضيحة والحد من العدوى.

لكن آن الأوان حالياً لباكستان لتتولى مسؤولية الرعاية الصحية إلى جانب الأدوية الأساسية، كما تقول عائشة إيساني مجيد التي تترأس البرنامج الحكومي لمكافحة الإيدز.

ومع غروب الشمس في سبحاني شار، ترتجف فتاة صغيرة في حضن والدتها بسبب إصابتها بحمى مجدداً.

تقر حكيمة شار بأنه في بعض الأحيان تنسى أن تعطي لطفلها البالغ أربع سنوات المضادات التي تضمن السيطرة على الفيروس.

تتساءل المرأة البالغة 25 عامًا وهي إيجابية المصل أيضاً قائلة «نحن فقراء جداً، أنهض باكراً لبدء العمل. من سيعطيه الأدوية في ساعات محددة؟».

هناك العديد من العائلات التي تعاني من الفقر وسوء التغذية، لم تسمع أبداً حتى الآن بمرض الإيدز.

وقالت «الحكومة لا تقدم لنا لا المضادات الحيوية ولا الفيتامينات اللازمة، وليس لدينا الإمكانات لشرائها»، مضيفة «محكوم علينا بالبؤس».