تكتسب حملات التطعيم ضد كورونا في كوريا الجنوبية واليابان زخماً، بينما تستحوذ الصين على نصف الجرعات اليومية المعطاة في العالم.
تسارعت عمليات التلقيح ضد فيروس كورونا في عديد من دول آسيا والمحيط الهادئ في الأسابيع الأخيرة، لتتجاوز سرعة وتيرة إعطاء الجرعات في الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى، ما يزيد من فرص تخفيف القيود لديها قريباً عكس التوقعات.
وبحسب صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، فإن الصين تستحوذ الآن على نصف كمية اللقاحات التي يتم إعطاؤها في العالم يومياً، والتي يبلغ عددها 33 مليوناً.
وفي الشهر الماضي، ضاعفت كوريا الجنوبية عدد الجرعات اليومية بمقدار 10 أضعاف، لتصبح نحو 70 ألف جرعة لقاح في اليوم.
كما ضاعفت كل من اليابان وأستراليا عدد جرعات اللقاح اليومية لتتجاوز المعدل في أمريكا وإسرائيل.
وتباطأت وتيرة التطعيم في البلدان التي وزعت جرعات على نطاق واسع، وتواجه الآن انخفاضاً وتردداً في الطلب.
وقامت الولايات المتحدة بتلقيح 52% من سكانها، بينما لقحت إسرائيل 63% من سكانها.
آسيا تتقدم
وفي آسيا تلقى واحد من كل 5 أشخاص جرعة واحدة من اللقاح، وبدأ معدل اللقاحات يتسارع منذ أوائل مايو، وفي أوروبا وصل معدل السكان الذين تلقوا اللقاح إلى 37%، وفي أمريكا الشمالية إلى 40% وفقاً لأحدث البيانات.
ويتم إعطاء ما يقارب من ثلاثة أرباع الجرعات اليومية في العالم في آسيا، بعد أن كانت تستحوذ على نصف التطعيمات قبل أسابيع فقط.
خطوة نحو النفوذ العالمي
وقالت الصحيفة إن انتعاش آسيا الذي جاء بعد شهور من النقص بعد أن تصدر الغرب في البداية، سيعزز من توقعات تراجع الانتشار العالمي.
وبحلول نهاية الشهر سيكون نحو ربع سكان العالم قد تلقوا جرعة واحدة وفقاً لتقرير غولدمان ساكس الأمريكية الأخير.
وقال تيوييك ينغ عميد كلية سو سوي هوك للصحة العامة في جامعة سنغافورة الوطنية، إن العالم يتطلع إلى إمداد أكثر ملاءمة من اللقاحات، ما يعني أنه سيتم تطعيم جزء أكبر من السكان، لتتم حماية جزء كبير من سكان العالم من كوفيد-19 الذي يتطور إلى أشكال وسلالات مختلفة.
وأشار إلى أنه لا يزال الطريق شاقاً في حين لا تزال عمليات الطرح في العديد من البلدان الآسيوية في مراحلها الأولى، حيث تكافح البلدان النامية في جنوب شرق آسيا وجنوب آسيا لشراء الإمدادات.
وشهدت الصين وتايوان وماليزيا تفشياً جديداً في الأسابيع الأخيرة، بينما تكافح تايلاند أسوأ موجة من الحالات الجديدة.
عوامل ساهمت في سرعة التطعيمات
قالت وول ستريت جورنال، إن الزيادة السريعة في التطعيمات في آسيا كانت نتيجة لعدة عوامل، منها إمكانية ضخ صانعي اللقاحات المزيد من الإمدادات بعد الاستثمار في مواقع الإنتاج أو إبرام صفقات تصنيع تعاقدية محلية.
بالإضافة إلى ذلك وضعت العديد من البلدان الآسيوية حوافز للأشخاص الذين يقبلون على التطعيم.
وفي وقت سابق من هذا العام كانت الصين توزع نحو مليون جرعة يومياً، وقامت السلطات بتحفيز السكان على التطعيمات، ليرتفع عدد الجرعات الموزعة إلى 17 مليون حقنة في اليوم.
وقبل نحو 6 أسابيع، بلغ عدد السكان الملقحين في اليابان 2%، وفي كوريا الجنوبية 6%، ليرتفع هذا الشهر إلى 16% و29%.
وتجاوزت كوريا الجنوبية هدفها الأولي المتمثل في تطعيم ربع سكانها البالغ عددهم 52 مليون نسمة بحلول يونيو، وتتجه سول الآن للهدف الثاني المتمثل في تطعيم 70% من السكان.