السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

أفغانستان.. مليشيات للحماية تتشكل وبوادر صراع على السلطة في الأفق

تعرضت قومية الهزارة، وجماعات عرقية أخرى في أفغانستان للعديد من الاعتداءات خلال الفترة الأخيرة، مع تراجع الوضع الأمني في البلاد الناجم عن ضعف قوات الأمن وبدء الانسحاب الأمريكي، ما دفعها إلى تشكيل مليشيات لحمايتها.

وقال تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إنه مع انسحاب القوات الأمريكية، وتزايد هجمات حركة طالبان، وتقهقر قوات الأمن الأفغانية، فإن أقلية الهزارة الأفغانية التي تعتنق المذهب الشيعي وتتحدث الفارسية، تعرضت لاعتداءات كبيرة من طالبان والقاعدة في السابق، تحاول تشكيل مليشيات لحماية نفسها وهو ما تفعله غيرها من الأقليات الأخرى.

وتعرضت الهزارة لهجمات واعتداءات عديدة؛ مثل ذبح بعض الطلاب، وتفجير انتحاري استهدف نادٍ للمصارعة أدى لمقتل بعض الرياضيين منهم، واستهداف الأمهات بالرصاص ومقتلهن وهن يحملن أطفالهن الرضع.

تشكيل المليشيات



ودفعت كل تلك الاعتداءات زعيم الأقلية في الجزء الأوسط من أفغانستان، ذوالفقار أوميد، إلى تشكيل مليشيات مسلحة في شهر أبريل الماضي، للدفاع عن الهزارة ضد هجمات طالبان وتنظيم داعش الإرهابي.

ويقول أوميد إنه يقود 800 مسلح في 7 مناطق أسماها "مجموعات الحماية الذاتية".

ويضيف "يتعرض الهزارة للقتل في المدن وعلى الطرق السريعة، ولا توفر لهم الحكومة الحماية.. علينا أن نحمي أنفسنا بأنفسنا".

وذكرت الصحيفة أنه مع انسحاب القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي "ناتو" من أفغانستان، والعقبات أمام محادثات السلام ما بين حكومة كابول وطالبان، تلجأ الجماعات العرقية الأفغانية إلى تشكيل مليشيات أو تقول إنها ستعمل على تسليح نفسها.

وهناك العديد من الأقليات الأخرى مثل الطاجيك والأوزبك، احتفظت بما لديها من مليشيات، ولم تقم بحلها، بعدما قدمت المساعدة للقوات الأمريكية في الإطاحة بطالبان من الحكم في عام 2001.

كما يخوض بعض القادة الأفغان صراعاً مع الرئيس غني، محاولين السيطرة على البلاد بعد انسحاب القوات الأمريكية.

ومن أبرز أمراء الحرب أحمد مسعود، نجل أحمد شاه مسعود، والذي شكل ائتلافاً من المليشيات في شمال أفغانستان، بالإضافة إلى الجنرال الأوزبكي عبدالرشيد دوستم، الذي حافظ على مليشياته التي تضم الآلاف في مقاطعة جوزجان، بالإضافة إلى عطا محمد نور، أحد أمراء الحرب السابقين وهو شخصية قيادية لها وزنها في مقاطعة بلخ، التي تضم مدينة مزار الشريف، إحدى أهم المدن التجارية بأفغانستان.

وأثارت موجة شراء الأسلحة وحشد المقاتلين مخاوف من عودة ظاهرة "المجاهدين" التي شهدتها أفغانستان في بداية التسعينات من القرن الماضي، عندما أدى القتال ما بين المليشيات إلى مقتل آلاف المدنيين، وباتت أجزاء من العاصمة كابول في حالة خراب.

لكن هناك خطورة لوجود المليشيات حيث يمكن لحركة متضافرة وحازمة منها، حتى لو كانت متحالفة اسمياً مع قوات الأمن الأفغانية، أن تقسم حكومة الرئيس أشرف غني غير المستقرة وتقسيم البلاد مرة أخرى إلى إقطاعيات يحكمها أمراء الحرب.

ولكن في نفس الوقت قد تعمل هذه الجيوش المؤقتة في نهاية المطاف كخط دفاع أخير في حال انهارت قواعد قوات الأمن ومواقعها بشكل مطرد في مواجهة هجوم شرس من هجمات طالبان.

عودة طالبان

وتخشى أقلية الهزارة من عودة طالبان للسلطة، حيث نفذت الحركة خلال فترة حكمها (1996- 2001) مذابح عديدة ضد الهزارة راح ضحيتها الآلاف، ونقلت الصحيفة عن أحد كبار قادة الهزارة، عبدالغني عليبور قوله "إذا لم ندافع عن أنفسنا فسيتكرر ما تعرضنا له ونتعرض لمذابح جديدة.. لقد دفعونا إلى حمل السلاح، فالحكومة فشلت في حماية الهزارة، وعلينا أن نحمل السلاح لنحمي أنفسنا".

وكانت أقلية الهزارة قد عاشت أوضاعاً مستقرة في مجتمعاتهم خلال العقدين الماضيين، في كابول ومنطقة هزراجات، التي تعد موطنهم الأصلي في وسط أفغانستان.

وتصاعدت مطالبهم بجيش لحمايتهم، بعد مقتل 69 تلميذة في تفجير في كابول في 8 مايو. وبعد أقل من شهر، تم قصف ثلاث شاحنات صغيرة للنقل العام في أحياء الهزارة في كابول، ما أسفر عن مقتل 18 مدنياً، معظمهم من الهزارة.

ومنذ عام 2016، قُتل 766 من الهزارة على الأقل في العاصمة وحدها في 23 هجوماً، وفقاً لبيانات نيويورك تايمز.