الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

هل يمكن أن تسقط كابول في يد طالبان؟.. خبراء أمريكيون يجيبون

هل يمكن أن تسقط كابول في يد طالبان؟.. خبراء أمريكيون يجيبون

خبراء: الفساد والانقسامات العرقية التي أصابت القوات الأفغانية منحت أفضلية لطالبان. (أ ف ب)

يثير التقدم العسكري الذي أحرزته طالبان في أفغانستان قلق المجتمع الدولي الذي يخشى أن يستعيد المتمردون زمام السلطة في البلاد، لكن بعض الخبراء الذين راكموا عدة سنوات من الخبرة في الملف الأفغاني، دعوا في لقاء مع وكالة فرانس برس إلى عدم المبالغة في تقدير إمكانات الحركة.

ونبه الخبراء، في المقابل، إلى أن الفساد والانقسامات العرقية التي أصابت القوات الأفغانية منحت أفضلية لطالبان التي أطاحت بها عن السلطة الولايات المتحدة في عام 2001 لإيوائها مقاتلي القاعدة، منفذي هجمات 11 سبتمبر.



وسيطر المتمردون الأفغان على عشرات المراكز الإدارية الأفغانية منذ بدء الانسحاب الذي أمر به الرئيس جو بايدن في مايو.

تشير تحليلات جديدة لأجهزة الاستخبارات الأمريكية نقلتها صحيفة «وول ستريت جورنال» الأربعاء إلى أن طالبان قد تسيطر على البلاد في غضون 6 إلى 12 شهراً بعد انسحاب القوات الأمريكية المتوقع بحلول 11 سبتمبر.



«لا يتعذر قهرها»

يرى أندرو واتكينز، المحلل في مجموعة الأزمات الدولية ومستشار الأمم المتحدة السابق في أفغانستان، أنه «من غير الممكن إنكار حجم وسرعة الخسائر بالأراضي التي مُنيت بها الحكومة الأفغانية» لافتاً إلى «أن سقوط كابول ليس وشيكاً. حيث إن طالبان ليست أداة ساحقة لا يتعذر قهرها».

وأوضح أن معظم المقاطعات التي سيطر عليها المتمردون تقع في مناطق ريفية ذات قيمة استراتيجية ضئيلة. وأشار إلى أنه رغم وجود بعضها على طرق رئيسية أو حول مدن كبيرة، فإنهم «لن يحاولوا بالضرورة الاستيلاء على هذه المدن في المستقبل القريب».

بدوره، اعتبر كارتر مالكاسيان، المستشار السابق في البنتاغون، أن فرص استيلاء طالبان على كابول في المدى القريب «ضئيلة» لكن من «الممكن» أن يحدث ذلك خلال عام.

وأضاف «إذا شهدنا سقوط مدن مثل قندهار أو مزار الشريف، حينها سيساورني القلق من سقوط كابول».

وتوقع مبعوث باراك أوباما السابق لأفغانستان جيمس دوبينز من مركز «راند» للدراسات حدوث تصعيد فوري للأعمال القتالية، محذراً من أن السكان قد يصابون بالإحباط في حال وقعت المدن الكبرى بقبضة طالبان.



«أكثر تمدناً»

واعتبر الخبير الأمريكي أن «طالبان تتمتع بمزايا معينة» خلافاً للحكومة المنقسمة «لكن هذه المزايا تخدمهم في الريف حيث يتواجد أنصارهم».

وطرأ تغير على السكان الأفغان منذ التسعينيات، حيث أصبحوا أكثر تمدناً وأفضل تعليماً وأقل عزلة عن بقية العالم، بفضل الهواتف المحمولة بشكل خاص، بحسب دوبينز.

وأضاف أن حركة طالبان «ليس لديها الكثير من المؤيدين في المدن الكبيرة حيث توجد جميع البنى التحتية».

وأوضح «أن كابول أضحت الآن مدينة يبلغ عدد سكانها 5 ملايين نسمة. لم تعد كما كانت عليه الحال عندما سيطرت طالبان عليها. أعتقد أنهم سيجدون صعوبة في المحافظة عليها إذا سيطروا عليها».



سوء الإدارة

وحسب واتكينز، يتوقف الأمر الآن على قدرة الرئيس الأفغاني أشرف غني في السيطرة على الحكومة وتغلب الجيش الأفغاني على مشاكله المتمثلة في الإحباط والفساد وسوء الإدارة.

وأضاف أن الجيش الأفغاني محق في التركيز على حماية المدن الكبرى والطرق الرئيسية في البلاد. وحذر من أن «خسائر الحكومة للمناطق سيكون لها تأثير سياسي في نهاية المطاف» مضيفاً «هناك مخاطر من أن يصاب الجميع بالذعر، من أبسط جندي إلى قمة هرم الدولة».

واعتبر واتكينز أنه «يتعين على الجيش الأفغاني إظهار القوة والمرونة كي تتخلى طالبان عن السعي إلى السيطرة على البلاد بالقوة» لافتاً إلى أن «الفرصة الوحيدة للحكومة الأفغانية هي إظهار مقاومة تتمتع بقوة كافية لإعادة طالبان إلى طاولة المفاوضات».

يرى مالكاسيان أن طالبان تفضل عدم خوض القتال من أجل كابول، مضيفاً «ما يرغبون فيه هو انهيار الحكومة الأفغانية، ليتمكنوا من التقدم وسد الفراغ الذي ستتركه، بدلاً من الاضطرار إلى القتال».