السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

«في جنح الليل».. انسحاب أمريكي مفاجئ من «باغرام» دون تنسيق مع الأفغان

«في جنح الليل».. انسحاب أمريكي مفاجئ من «باغرام» دون تنسيق مع الأفغان

جندي أفغاني في القاعدة التي تبدو خالية.(أ ب)

كشف مسؤولون عسكريون أفغان أن الولايات المتحدة غادرت قاعدة باغرام في أفغانستان بعد ما يقرب من 20 عاماً من خلال قطع التيار الكهربائي والانسحاب ليلاً دون إخطار القائد الأفغاني الجديد للقاعدة، الذي اكتشف رحيل الأمريكيين بعد أكثر من ساعتين من مغادرتهم.

وعرض الجيش الأفغاني صوراً للقاعدة الجوية المترامية الأطراف أمس الاثنين، ما قدم لمحة نادرة عما كان مركزاً للحرب الأمريكية في الدولة التي تعاني هشاشة في الوضع الأمني، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة «الغارديان».

وأعلنت الولايات المتحدة الجمعة أنها أخلت بالكامل أكبر مطار لها في البلاد قبل الانسحاب النهائي الذي تقول وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون إنه سيكتمل بحلول نهاية أغسطس.

وقال الجنرال مير أسد الله كوهستاني، القائد الجديد لباغرام، «سمعنا بعض الشائعات بأن الأمريكيين غادروا باغرام... وأخيراً بحلول الساعة السابعة صباحاً، فهمنا أنه تم التأكد من مغادرتهم بالفعل».

وذكر بيان للمتحدث العسكري الأمريكي الكولونيل سوني ليجيت الأسبوع الماضي أن تسليم العديد من القواعد كان جارياً بعد فترة وجيزة من إعلان الرئيس جو بايدن منتصف أبريل أن أمريكا تسحب آخر قواتها. وقال ليجيت في البيان إنهم نسقوا رحيلهم مع قادة أفغانستان.

وقبل أن يتمكن الجيش الأفغاني من السيطرة على المطار الواقع على بعد نحو ساعة بالسيارة من العاصمة الأفغانية كابول، تم اقتحام القاعدة من قبل جيش صغير من اللصوص الذين قاموا بنهب الثكنات وخيام التخزين قبل طردهم، وفقاً لمسؤولين عسكريين أفغان.

وأكد كوهستاني أن القوات الأفغانية قادرة على السيطرة على القاعدة شديدة التحصين على الرغم من سلسلة انتصارات طالبان في ساحة المعركة مؤخراً.

وتضم القاعدة أيضاً سجناً به نحو 5000 سجين، يبدو أن العديد منهم ينتمون لطالبان.

ويأتي ذلك بينما توسع طالبان سيطرتها على مناطق عديدة من البلاد مع انسحاب القوات الأمريكية وحلف شمال الأطلسي من البلاد.

وغادر معظم جنود الناتو الأسبوع الماضي بالفعل بهدوء. ومن المرجح أن يبقى آخر الجنود الأمريكيين حتى اكتمال اتفاق لحماية مطار كابول، الذي من المتوقع أن تتولى تركيا تنفيذه.

في شمال أفغانستان، سقطت المناطق واحدة تلو الأخرى في يد طالبان. في اليومين الماضيين فقط، فر مئات الجنود الأفغان عبر الحدود إلى طاجيكستان بدلاً من قتال مسلحي الحركة.

وفي تعليقه على ذلك، قال كوهيستاني: "في المعركة تكون أحياناً خطوة إلى الأمام وبعض الخطوات إلى الوراء".

وأضاف الجنرال أن الجيش الأفغاني يغير استراتيجيته للتركيز على المناطق الاستراتيجية، وسيقوم الجيش باسترداد كل هذه المناطق في الأيام القادمة.

ويوم أمس بدت القاعدة وهي بحجم مدينة صغيرة، خاوية يخيم عليها السكون.

قال كوهستاني إن الولايات المتحدة تركت وراءها 3.5 مليون قطعة، كلها عناصر كان يستخدمها الجيش الراحل.

وتشمل عشرات الآلاف من زجاجات المياه ومشروبات الطاقة والوجبات العسكرية الجاهزة.

كما تضم ​​القاعدة الآلاف من المركبات المدنية، كثير منها بدون مفاتيح لتشغيلها، ومئات المركبات المدرعة.

وقال كوهستاني إن الولايات المتحدة خلفت أيضاً وراءها أسلحة صغيرة وذخيرة لها، لكن القوات الراحلة أخذت معها الأسلحة الثقيلة.