الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

إندونيسيا.. الأطفال ليسوا بمأمن من مخاطر كورونا

إندونيسيا.. الأطفال ليسوا بمأمن من مخاطر كورونا

حملات التطعيم تسير ببطء في إندونيسيا. (إ ب أ)

كان الاعتقاد السائد منذ ظهور جائحة كورونا قبل أكثر من عام، أن الأطفال يتعرضون للحد الأدنى من مخاطرها، إلا أنه خلال الأسابيع الأخيرة حصدت الجائحة أرواح المئات من الأطفال في إندونيسيا، بحسب تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية.

ويقول الأطباء إن مئات الأطفال في إندونيسيا توفوا بسبب كورونا، خلال الأسابيع الأخيرة، أغلبهم تحت سن الخامسة، وهو معدل وفاة لم تشهده أي دولة أخرى، ويتحدى الاعتقاد السائد سابقاً بأن الأطفال يتعرضون للحد الأدنى من مخاطر كورونا.

وتأتي زيادة حالات الوفاة بين الأطفال في ظل تفشي السلالة دلتا من فيروس كورونا، والتي تنتشر في جنوب شرق آسيا، حيث ما زالت معدلات التطعيم منخفضة، ما ساعد على انتشار المرض في كل من إندونيسيا وتايلاند وماليزيا وميانمار وفيتنام.

وأشارت تقارير طب الأطفال في إندونيسيا، إلى أن نسبة الإصابة بين الأطفال أصبحت 12.5% من حالات الإصابة المؤكدة في البلاد، بزيادة عن الأشهر السابقة، وفقاً لرئيس جمعية طب الأطفال في إندونيسيا دكتور أمان باكتي بوليونغان، مضيفاً أن 150 طفلاً توفوا بسبب كورونا خلال الأسبوع الذي بدأ الاثنين 12 يوليو الجاري.

وأضاف أن نصف حالات الوفاة بينهم دون سن الخامسة، وأن أكثر من 800 طفل، تحت سن 18 عاماً توفوا في إندونيسيا منذ ظهور الجائحة، إلا أن أغلب تلك الوفيات حدثت خلال الشهر الماضي.

وقال المستشار الصحي لمنظمة «أنقذوا الأطفال» غير الربحية، الدكتور ياسر عرفات: «دول مثل إندونيسيا تسجل أرقاماً كبيرة في حالات وفاة الأطفال بسبب كورونا، كما نرى ارتفاعاً مقلقاً في عدم تلقي الأطفال للقاحات الدورية وخدمات التغذية، وكلها أمور هامة لبقائهم على قيد الحياة».

وذكر التقرير أن خبراء الصحة أرجعوا أسباب زيادة معدلات وفيات الأطفال إلى أن بعضهم قد يكونون عرضة للإصابة بالمرض، بسبب ظروفهم الصحية، كسوء التغذية والسمنة والإصابة بمرض السكري وأمراض القلب.

ولفت التقرير إلى أن سبباً آخر يتمثل في ضعف معدلات التطعيم في إندونيسيا، والتي لم تطعم سوى 16% فقط من مواطنيها بجرعة واحدة من اللقاحات، ولم يتلقَ إلا 6% فقط جرعتي اللقاحات، طبقاً لإحصاءات جامعة أوكسفورد البريطانية.

كما أن إندونيسيا مثلها مثل العديد من دول العالم، والتي لم تقدم اللقاحات للأطفال دون سن 12 عاماً. وبدأت إندونيسيا مؤخراً تطعيم الأطفال في الفئة العمرية ما بين 12-18 عاماً.

من جهة أخرى، فإن المستشفيات الإندونيسية تشهد اكتظاظاً كبيراً بالمرضى، أكثر مما تحتمل طاقتها، بسبب موجة الإصابة بالمرض، ولا توجد إلا أعداد قليلة من المستشفيات قادرة على علاج الأطفال المصابين بكورونا.

ويقول الدكتور بوليونغان: «إذا مرض الأطفال فأين سيتلقون العلاج؟ هل في غرف الرعاية المركزة التي تكتظ حالياً بالمرضى البالغين، وكما رأينا خلال الأسبوعين الماضيين، يضطر الناس للانتظار عدة أيام لدخول غرف الرعاية المركزة، فكيف نتوقع أن يكون تأثير ذلك على الأطفال».