الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

تفكك أفغانستان.. ضربة أخرى لمصداقية أمريكا

تفكك أفغانستان.. ضربة أخرى لمصداقية أمريكا

أفغان يعودون بعد وصولهم إلى منطقة الحدود مع باكستان. (أ ف ب)

يثير الانهيار السريع في أفغانستان التذمر بشأن المصداقية الأمريكية بين حلفائها، ما يضاعف من جراح سنوات ترامب ويعزز فكرة أن شعار «عودة أمريكا» الذي أعلنه الرئيس جو بايدن هو بمثابة عودة «للوطن».

ويأتي تقدم طالبان الخاطف في وقت كان فيه الكثيرون في أوروبا وآسيا يأملون في أن يعيد الرئيس بايدن إعادة ترسيخ الوجود الأمريكي على الساحة الدولية، خاصة وأن الصين وروسيا تتجهان إلى توسيع نفوذهما. لكن الآن، من المحتم أن يثير تراجع أمريكا الشكوك، بحسب تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية.

عودة للوطن

محلل شؤون الدفاع الفرنسي فرانسوا هايسبورغ يقول: «عندما يقول بايدن (أمريكا عادت)، سيقول كثير من الناس: نعم أمريكا عادت إلى الوطن».

ويضيف المحلل الفرنسي أن قلة من الناس فقط سوف يتفقون مع كونها عودة أوقفت مشروعاً فاشلاً، ولكن على المدى البعيد سيعزز الانسحاب من أفغانستان بهذا الشكل فكرة أنه لا يمكن الاعتماد على الأمريكيين.

وأشار تقرير «نيويورك تايمز» للكاتب ستفن إرلانغر إلى أن الولايات المتحدة كانت تفكر في الانسحاب من الاشتباكات العسكرية في الخارج منذ الرئيس أوباما، وفي ظل حكم الرئيس ترامب، كان هناك استعداد للخطوة لأن الولايات المتحدة لم تعد مستعدة لتحمل عبء تحالفات المسؤولية غير المحدودة.

ويرى المحللون أن هذا التردد في السياسة الخارجية الأمريكية سيكون له صدى أكبر الآن بين الدول التي تلعب دوراً في العالم، مثل تايوان وأوكرانيا والفلبين وإندونيسيا، والتي لا يمكنها إلا إرضاء الصين وروسيا.

وقال توم توغندهات، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان البريطاني: «ما جعل الولايات المتحدة قوية وذات نفوذ وغنية هو أنه من عام 1918 حتى عام 1991 وما بعده، كان الجميع يعلم أننا يمكن أن نعتمد على الولايات المتحدة للدفاع عن العالم الحر والوقوف إلى جانبه».

وأضاف «الانسحاب المفاجئ من أفغانستان بعد 20 عاماً والكثير من الاستثمار في الأرواح والجهود سوف يجعل الحلفاء والحلفاء المحتملين في جميع أنحاء العالم يتساءلون عما إذا كان يتعين عليهم الاختيار بين الديمقراطيات والأنظمة الاستبدادية، وإدراكهم أن بعض الديمقراطيات لم تعد تتمتع بقوة البقاء بعد الآن».

خوف وارتباك

وفي آسيا، يُنظر إلى الانسحاب الأمريكي والانهيار الوشيك للحكومة الأفغانية بمزيج من الخوف والارتباك، ووفقاً لرأي العديد من المحللين الأمريكيين، فقد كانت الدولة التي أعربت عن أكبر قدر من القلق هي الصين، التي تشترك بحدود قصيرة ونائية مع أفغانستان، وهي تتخوف من أفغانستان تحت حكم طالبان قد تصبح ملاذاً لما وصفتهم بالمتطرفين الأيغور من شينغيانغ، التي تقع في أقصى غرب الصين.

وقد حذرت الصين من أن الانسحاب الأمريكي المتسرع قد يؤدي إلى عدم الاستقرار في جميع أنحاء المنطقة، وفي الوقت نفسه عرضت الصين دعماً لطالبان في محادثات استمرت يومين أواخر الشهر الماضي شارك فيها أحد مؤسسي الحركة الملا عبدالغني بارادار.

بالنسبة لأوروبا فإن المخاوف الرئيسية الآن تتعلق بتدفق جديد للمهاجرين الأفغان وملاذ آمن جديد للإرهاب.

وقال روبن نيبليت، مدير مؤسسة تشاتام هاوس للأبحاث في لندن، إن إدارة بايدن لديها مشكلات أخرى، ويريد الأوروبيون دعماً من واشنطن في قضايا أكثر أهمية، مثل تغير المناخ وروسيا والصين.

ويضيف «سيتعرض بايدن لبعض الضربات بسبب عدم التشاور مع الحلفاء والتعامل مع استراتيجية ترامب المعيبة».