الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

3500 دولار كلفة السرير.. الوباء يراكم الديون على الهنود ويدفعهم للإفلاس

3500 دولار كلفة السرير.. الوباء يراكم الديون على الهنود ويدفعهم للإفلاس

يحتاج المواطن الهندي الذي يعمل بشكل منتظم إلى إنفاق ما يعادل أجرة 124 يوم عمل لتحمل العزل داخل مستشفى - رويترز.

يعاني الكثير من الهنود من ارتفاع تكاليف الرعاية الصحية في خضم جائحة وباء كورونا، إذ من الممكن أن تتسبب الحاجة للعلاج في المستشفى بديون مدى الحياة بالنسبة للكثيرين.

واستعرضت صحيفة الغارديان البريطانية عدداً من الحالات التي عانت من هذا التضخم بأسعار الرعاية الصحية، حيث يتذكر أنيل جويل أحد ليالي مايو، عندما تلقى مكالمة من ابن أخيه ليطلب منه المال ليتمكن من العلاج بعد إصابته بكوفيد-19، حيث تم ادخال ابن أخيه إلى مستشفى خاص مع زوجته وأربع أفراد آخرين من عائلته كانوا يعانون من مضاعفات كوفيد-19، ولكنه استنفد جميع مدخراته.

وقال: «لقد صدمت من طلبه، لأن هذا الشاب كان يعمل بشكل جيد في الحياة، ولكن فواتير المستشفى المرتفعة استنفدت جميع مدخراته في غضون أيام».

وأضاف أنه بعد كل ذلك بقي الستة أفراد على أجهزة الإنعاش، وتوفوا جميعهم في وقت لاحق، ويعتبر جويل أن قصة ابن أخيه عبرة له وبمثابة تذكير مخيف بالضعف المالي الذي واجهه ابن أخيه وعائلته.

ارتفاع سريع



وأشارت الصحيفة إلى أن الأسعار في الهند ارتفعت بشكل سريع جداً في القطاعات كافة، إذ باتت كلفة سيارة الإسعاف والأكسجين وأسرة المستشفيات تساوي أربعة أضعاف.

وأضاف جويل أنه اضطر إلى دفع مبلغ إضافي أيضاً مقابل حرق جثث عائلة ابن أخيه بعد وفاتهم، وبلغت القيمة التي أنفقوها بالمجمل أكثر من 10 ملايين روبية، أي ما يقارب 13 ألف دولار، وساهم هو بنحو 2500 دولار منها بعد أن قام بالاقتراض وبيع بعض الأصول.

وعائلة جويل ليست سوى واحدة من بين الملايين في الهند، الذين تكبدوا نفقات طبية باهظة أثناء الوباء وأصبحوا مفلسين أو مثقلين بالديون.

وخلصت دراسة أجرتها مؤسسة الصحة العامة في الهند، إلى أن العامل العرضي في الهند يحتاج إلى 481 يوم عمل لتغطية ليلة واحدة من علاج العناية المركزة في المستشفى.

ويحتاج المواطن الهندي الذي يعمل بشكل منتظم إلى إنفاق ما يعادل أجرة 124 يوم عمل لتحمل العزل داخل مستشفى أثناء الإصابة بكوفيد-19.

وسيكلف علاج الفرد الواحد في وحدة العناية المركزة العاملين لحسابهم الخاص 318 يوماً، والموظفين المنتظمين 232 يوم عمل على التوالي.

وقال ساكثيفيل سيلفاراج مدير اقتصادي في مؤسسة الصحة العامة في الهند، إن العمال كانوا الفئة الأكثر تضرراً من التكاليف الباهظة لرعاية كوفيد-19.

وقالت الصحيفة إنه حتى ما قبل الوباء كانت تكاليف الرعاية الصحية للهنود من بين أعلى المعدلات في العالم، حيث يقع الملايين في الديون كل عام بسبب ارتفاع أسعار الرعاية الطبية مقابل انخفاض الإنفاق العام.

وأظهر تقرير آخر أجرته منظمة الصحة العالمية في عام 2018، أن 55 مليون شخص أصبحوا دون خط الفقر في عام واحد فقط في 2011-2012، وذلك بسبب النفقات الطبية.

وهذا العام دفعت موجة الوباء الثانية التي اندلعت بالهند المزيد من الناس إلى اقتراض الديون والإفلاس.

وتشهد الهند نقصاً في الأدوية والأكسجين، بينا يوجد سوق غير قانوني يمنح القروض مقابل السيارات والذهب والممتلكات بفوائد عالية جداً منذ بداية الوباء.

ومع ارتفاع عدد الحالات خلال الموجة الثانية في الهند، أعلن أحد البنوك في أحد الصحف الوطنية عن تقديم قروض شخصية للعلاج بين كوفيد مقابل معدل فائدة مرتفع جداً.

وكانت المحكمة العليا في الهند قد أمرت حكومات الولايات بوضع حد للأسعار في المستشفيات الخاصة، ولكن نادراً ما يتم الالتزام بتنفيذ الأحكام.

وقال جايانت سينغ للصحيفة، إنه عندما اضطر لإدخال عمه للمستشفى دفع 3500 دولار فقط مقابل سيارة الإسعاف والسرير.

وبسبب نفاد الخيارات يلجأ الكثيرون لحملات الإغاثة لدفع تكاليف العلاج، وشهد موقع التمويل الجماعي الرائد في الهند كيتو، زيادة هائلة في الحملات خلال الوباء، حيث تلقى نحو 125 ألف نداء استغاثة من مرضى كوفيد-19، وجمع تبرعات بقيمة 35 مليون دولار أمريكي.

ولا يزال نحو 80% من سكان الهند يفتقرون إلى أي شكل من أشكال التأمين الصحي، و63% من جميع تكاليف خدمات الطوارئ الطبية تدفع من نفقتهم الخاصة.