الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

«التنوع البيولوجي».. العالم يتحرك لمنع انقراض جماعي «وشيك»

من قلب مدينة كونمينغ، العاصمة السياسية والاقتصادية والثقافية لمحافظة يونان (جنوب غرب الصين)، سعت نحو 200 دولة، اليوم الأربعاء، إلى تكثيف جهود مكافحة الانقراض المأساوي والخطير للأنواع الحيوانية والنباتية.

تبنت هذه الدول خلال مؤتمر الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي، «إعلان كونمينج»، الذي نادى بوضع 30% من مناطق العالم البرية والبحرية تحت الحماية بحلول عام 2030، وذلك نتيجة «القلق البالغ» إزاء فقدان التنوع البيولوجي وتدهور الأراضي والتصحر، والأضرار التي تلحق بالبيئة البحرية والتلوث، وكلها عوامل «تشكل تهديداً وجودياً لمجتمعنا وثقافتنا وازدهارنا وكوكبنا».

فما هو «التنوع البيولوجي»؟

«نحن على وشك الانقراض الجماعي». عبارةٌ صادمة أشار إليها برنامج الأمم المتحدة للبيئة في سياق تعريفه لماهية مصطلح «التنوع البيولوجي»، والذي يكاد يتصدر التحديات التي يواجهها العالم جراء التغيرات المناخية المتفاقمة.

وبحسب موقع «اليوم العالمي للبيئة»، فإن التنوع البيولوجي يصف تنوع الحياة على كوكب الأرض وتحت سطح الماء، وما تحويه من 8 ملايين نوع من النباتات والحيوانات والنظم الإيكولوجية التي تؤويهم، والتنوع الجيني فيما بينها.

وهو «شبكة معقدة ومترابطة، يلعب فيها كل عضو دوراً مهماً»، بل ويؤثر على جوانب عدة في صحة الإنسان، منها توفير الهواء النقي والمياه والغذاء ومصادر الدواء. ومن ثم فإن تغيير أو إزالة عنصر واحد من هذه الشبكة يؤثر على نظام الحياة بأكمله ويؤدي إلى عواقب سلبية.

ورغم إدراك الإنسان للأهمية البالغة لهذا التنوع البيولوجي، لعب النشاط البشري دوراً هداماً بشكل كبير في ثلاثة أرباع سطح الأرض، وثلثي مساحة المحيط.

ويقول الموقع إنه بين عامي 2010 و2015 وحده، اختفى 32 مليون هكتار من الغابات. وعلى مدار الـ150 عاماً الماضية، انخفض غطاء الشعاب المرجانية الحية بمقدار النصف، إضافة إلى ذوبان الجليد، وتحمض المحيطات. نتج عن كل ذلك اختفاء أنواع الحياة البرية الآن بمعدلات عشرات إلى مئات المرات أسرع مما كانت عليه خلال الـ10 ملايين سنة الماضية.

ويشير الموقع إلى أنه خلال السنوات العشر القادمة، ربما سيزول 1 من كل 4 أنواع معروفة من على كوكب الأرض.

وكشفت جائحة كورونا أنه عندما ندمر التنوع البيولوجي، «فإننا ندمر النظام الذي يدعم حياة الإنسان. فمن خلال الإخلال بالتوازن الدقيق للطبيعة.. والحد من التنوع الجيني داخل مجموعات الحيوانات... فإننا قد أنشأنا ظروفاً مثالية لانتشار الفيروسات بين الحيوانات والبشر».

الإمارات.. جهود رائدة لحماية الحياة على الكوكب

حظيت قضية التنوع البيولوجي باهتمام بالغ ومبكر في دولة الإمارات، تعكسه الجهود الضخمة التي بذلتها وما حققته من إنجازات هامة في هذا المجال، بدءاً بسن التشريعات ومراقبة تطبيقها، مروراً بإنشاء المناطق المحمية والتوسع فيها، وانتهاءً بالمحافظة على الأنواع المهددة بالانقراض وإكثارها وإعادة توطينها في مناطق انتشارها الطبيعية.

وباعتبار أن وقف فقدان التنوع البيولوجي هو الطريقة الوحيدة لاستعادة واستدامة كوكب سليم، تنفذ الإمارات مجموعة واسعة من الخطط والمبادرات في سياق الاستراتيجية الوطنية للتنوع البيولوجي والاستراتيجية الوطنية لمكافحة التصحر واستراتيجية استدامة البيئة البحرية والساحلية.