السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

«كينج زاد».. شريك صناع القرار في الإدارات الأمريكية المتعاقبة

«كينج زاد».. شريك صناع القرار في الإدارات الأمريكية المتعاقبة

زلماي خليل زاد. (أ ب)

وسط اتهامات بـ«الخيانة» وبإجراء اتفاقات في «الكواليس الخلفية»، تنحى مبعوث الولايات المتحدة إلى أفغانستان زلماي خليل زاد من منصبه.

الخطوة جاءت بعد تغيبه للمرة الأولى قبل أسبوع عن اجتماعات الدوحة بين الجانبين الأمريكي وحركة طالبان، وفي أعقاب فشل الجهود الدبلوماسية التي بذلها على مدار أشهر عدة في منع الحركة من الاستيلاء على السلطة في بلده الأم.

وبينما فضل زاد الابتعاد عن ملف العلاقات الأمريكية- الأفغانية، الذي تولاه منذ 2018، دعت جبهة المعارضة الأفغانية السلطات الأمريكية إلى إجراء تحقيق «دقيق» في ما أسمته اتفاقات «الكواليس الخلفية» بين الدبلوماسي الأمريكي وحركة «طالبان».

علي نزاري، المتحدث باسم الجبهة، اعتبر عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أنه «على مدار السنوات الثلاث الماضية خان (خليل زاد) كلاً من أفغانستان والولايات المتحدة». وأضاف أنه أضفى الشرعية على طالبان، وقدم لها الكثير من التنازلات.

ويرى مؤيدو هذا الرأي أن مجمل المحادثات التي توسط فيها خليل زاد «لم تكن أكثر من مجرّد سلسلة تنازلات أمريكية»، إذ نصت على أن تغادر الولايات المتحدة أفغانستان دون وقف لإطلاق النار، ودون وضع إطار عمل لأي عملية سلام مستقبلية تؤدي لإنهاء الحرب.

كما تُوجَه الانتقادات إلى خليل زاد كونه كرس جهوده للضغط على الحكومة الأفغانية من أجل إطلاق سراح الآلاف من سجناء طالبان، والذين عادوا للانضمام إلى صفوف مقاتلي الحركة فور خروجهم من السجون.

إلا أن خليل زاد، وفي رسالة استقالته، أعرب عن أسفه لما آلت إليه الأمور. ووعد بـ«كشف المزيد عن خفايا التعثر في الملف الأفغاني وفشل المفاوضات».

وأكد، وفقا لصحيفة «وول ستريت جورنال»، أن «الترتيبات السياسية بين الحكومة الأفغانية وطالبان لم تمضِ قدمًا على النحو الذي كان مخططا لها»، مشيرا إلى أن أسباب التعثر معقدة للغاية. وختم: «سأشارك أفكاري في الأيام والأسابيع المقبلة، بعد ترك الخدمة الحكومية».

تقلد السياسي المخضرم خليل زاد (70 عاماً) مناصب رفيعة عدة. فقد تم تعيينه سفيراً للولايات المتّحدة في العاصمة الأفغانية كابول، ثم في العاصمة العراقية بغداد، ثم في الأمم المتحدة، في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش.

وتولّى الدبلوماسي الأمريكي ملف العلاقة بين واشنطن وكابول أثناء إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي عينه مبعوثاً خاصاً للإشراف على المفاوضات مع حركة طالبان، والتي لم تحرز بدورها أي تقدم يذكر، حتى حان موعد انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان.

منذ منتصف الثمانينيات، يشارك خليل زاد مع صناع القرار الأمريكي في أرفع المراكز حساسية، في البيت الأبيض، وفي وزارة الخارجية، وفي البنتاغون. وكان صاحب أعلى منصب بين الأمريكيين ذوي الأصول الإسلامية في إدارة بوش. ويعرف في أروقة الإدارة الأمريكية باسم «كينج زاد».

كما شغل منصباً رفيعاً في مجلس الأمن القومي، الذي رأسته وزير الخارجية السابقة كوندوليزا رايس. وتخصص في شؤون منطقتي الخليج وآسيا الوسطى. بل وتتلمذ على يد نائب الرئيس الأمريكي الأسبق ديك تشيني.

ولد خليل زاد في مدينة مزار الشريف، شمال أفغانستان، ويجيد إلى جانب الإنجليزية، لغتي الباشتو والداري، اللغتين الرئيسيتين في أفغانستان.

وهاجر طالب المدرسة الثانوية ذو الأصول الإيرانية إلى الولايات المتحدة، ثم انتقل للدراسة في الجامعة الأمريكية ببيروت، ومن بعدها حصل على شهادة الدكتوراه في جامعة شيكاغو.

وصفته رايس بأن له قدرة في التوفيق بين الآراء المتناحرة وفي تحقيق نتائج في ظل أوضاع صعبة، لكنه اشتهر في الوقت نفسه بتصريحاته التي أغضبت منه زعماء بعض الدول، رغم كونه دبلوماسياً.