الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

«حرب السيليكون».. الصين تتجه إلى توطين البرمجيات في مواجهة أمريكا

بعد ساعات قليلة من انتهاء اللقاء الافتراضي بين الرئيسين، الأمريكي جو بايدن، والصيني شي جين بينغ، الذي أعلن البيت الأبيض أنه خلص إلى الاتفاق على مواصلة التواصل حتى لا تتحول العلاقات فيما بينهما من التنافس إلى الصراع، كشف موقع «بلومبرغ» عن أن بكين تتجه إلى تعزيز توطين التكنولوجيا وصناعة البرمجيات لديها، للتخلص من سيطرة نظيرتها الأمريكية والغربية، وخاصة في القطاعات الحيوية والحساسة، في أحدث خطوة ضمن الصراع بين الجانبين في ملف التكنولوجيا أو ما يعرف بـ«حرب السيليكون».

البرمجيات الغربية

وأوضح التقرير نقلاً عن أشخاص مطلعين، أن الصين تعمل على التعجيل بخططها الرامية إلى استبدال التكنولوجيا الأمريكية والغربية، بأخرى صينية، وتمكين مجموعة واسعة من الشركات الصينية، المدعومة من الحكومة المركزية الصينية، من فحص الشركات الموردة وبخاصة في القطاعات الحيوية والحساسة، في المجالات السحابية، وأشباه الموصلات.

وكانت الصين قد شكلت «لجنة عمل ابتكار تطبيقات تكنولوجيا المعلومات»، في عام 2016، والتي تعمل كهيئة استشارية لحكومة بكين، وكلفت اللجنة بالمساعدة في وضع معايير الصناعة التكنولوجية وتدريب العاملين على استخدام البرمجيات.

توطين التكنولوجيا

ومن المقرر أن تقوم تلك اللجنة بتقديم المشورة للحكومة ضمن خطة «ابتكار تطبيقات تكنولوجيا المعلومات»، وستتولى فحص الموردين الذين يتقدمون لتوريد برامج التكنولوجيا، إلى القطاعات الحساسة في الدولة الصينية؛ بدءا من البنوك ومرورا بمراكز تخزين البيانات الحكومية، وهي سوق ضخمة تصل إلى حوالي 125 مليار دولار بحلول عام 2025.

وتم دعوة قائمة كبيرة من الشركات الصينية، تصل إلى 1800 شركة، تعمل في مجالات عديدة؛ مثل توريد مكونات أجهزة الكمبيوتر، والرقائق، والشبكات، والبرمجيات، إلى الانضمام إلى عضوية اللجنة، وقم تم اعتماد مئات الشركات المحلية في الصين، لنيل العضوية، بعد إسراع الخطوات في إجراءات العضوية، خلال العام الجاري.

استبعاد الشركات الأمريكية

وتخضع عملية الموافقة على عضوية الشركات، لمجموعة من المعايير؛ منها على سبيل المثال استبعاد أي شركة يكون رأس المال الغربي فيها أكثر من 25%، وهو الأمر الذي سيؤدي إلى استبعاد العديد من شركات التوريد الغربية، وفي مقدمتها شركة إنتل ومايكروسوفت.

وبلغت عضوية اللجنة حوالي 1160 شركة، وذلك حتى يوليو 2020، طبقاً لشركة "Netis" السحابية، والتي تقول إنه تم اعتمادها بعد سلسلة مرهقة من الإجراءات.

وتحظى الشركات الحاصلة على العضوية في قائمة الموردين، بميزة هامة، بعد إقرار برمجياتها من خلال اللجنة، حيث يكون الطريق ممهداً أمامها في السوق الصيني للتكنولوجيا الذي تضخ فيه مليارات الدولارات.

التوتر الصيني - الأمريكي

وذكر التقرير أن اعتماد تلك اللجنة لقائمة بيضاء من الشركات الصينية، الأعضاء في اللجنة، هي خطوة قد تكون لها انعكاسات سلبية على الولايات المتحدة والغرب، كما أنها خطوة ستزيد من التوتر المتصاعد بين الجانبين، حيث إنها ستزيد نفوذ الصين وقدرتها على استبدال الشركات الغربية، بأخرى محلية، ما يعجل من قدرة بكين على تحقيق الاكتفاء الذاتي التكنولوجي، والتغلب على العقوبات الأمريكية التي تم فرضها أولاً في عهد إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، في مجالي الشبكات والرقائق.

وتأتي تلك الخطة الصينية، لتحقيق الهدف الأسمى الذي وضعته بكين، بحسب «بلومبرغ»، بالسيطرة على صناعة التكنولوجيا، بما في ذلك أمن البيانات، خاصة أن الحكومة الصينية أرغمت شركات التكنولوجيا العاملة في الخارج، والتي تعمل في مجال تقديم الخدمات السحابية، مثل أمازون ومايكروسوفت وغيرهما، على إقامة مشروعات مشتركة داخل الأراضي الصينية، كما قامت شركة «أبل» بتخزين بيانات متعامليها، من خلال شركة محلية صينية، وهي الخطوة التي تأتي ضمن مساعي بكين لإحكام سيطرة وزارة صناعة التكنولوجيا، على البيانات الصناعية وفي مجال الاتصالات، كما تطرح قواعد جديدة من شأنها تخزين البيانات الهامة داخل الصين.