الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

اختبار دبلوماسي لطالبان.. «التعاون الإسلامي» تحذر من كارثة إنسانية في أفغانستان

عقد ممثلو 57 دولة إسلامية، الأحد، في العاصمة الباكستانية إسلام أباد اجتماعاً استثنائياً مخصصاً للأزمة الإنسانية في أفغانستان، يشكل اختباراً دبلوماسياً لقادة طالبان.

يعد الاجتماع أول مؤتمر كبير بشأن أفغانستان منذ سقوط الحكومة السابقة في أغسطس. فمنذ عودة طالبان إلى السلطة، جمد المجتمع الدولي مليارات الدولارات من المساعدات والأصول، ما يهدد بأزمة إنسانية كبيرة مع اقتراب فصل الشتاء في الدولة التي يبلغ عدد سكانها 38 مليون نسمة.

وحذر رئيس وزراء باكستان عمران خان، من أن الوضع في أفغانستان قد يؤدي إلى أكبر «كارثة من صنع الإنسان» إذا فشل المجتمع الدولي في التصرف في الوقت المناسب، مضيفاً مع ذلك أن تدفق المساعدات الإنسانية على أفغانستان مرهون بتشكيل حكومة شاملة تحترم حقوق الإنسان وتكافح الإرهاب.

واقترحت إسلام آباد أمام الدورة الاستثنائية الـ17 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي حول أفغانستان، على لسان وزير خارجيتها شاه محمود قريشي، استراتيجية من 6 عناصر للتغلب على الأزمة الإنسانية الأفغانية، تتضمن بعض الإجراءات العاجلة لضمان الأمن الغذائي وإنعاش الاقتصاد الأفغاني، وتطوير القدرات على مكافحة الإرهاب، وإنشاء آلية لتقديم الدعم الإنساني والمالي المستدام للحكومة الأفغانية.

ودعا قريشي إلى زيادة الاستثمارات في قطاعي التعليم والتدريب المهني في أفغانستان، إما على المستوى الثنائي أو من خلال منصة منظمة التعاون الإسلامي. واقترح تشكيل مجموعة خبراء من منظمة التعاون الإسلامي وممثلي الأمم المتحدة لإحياء القطاع المصرفي في البلاد، الذي انهار بعد استيلاء «طالبان» على السلطة، وكذلك لتوسيع التعاون لضمان المشاركة السياسية والاجتماعية، واحترام الحقوق الأساسية للمواطنين الأفغان، وخاصة النساء.

المجموعة العربية

حذر وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، في كلمته من أن «تدهور الأوضاع المعيشية في أفغانستان يؤدي إلى عواقب وخيمة على السلام والاستقرار الإقليمي والدولي»، وأعلن تخصيص الرياض مساعدات لأفغانستان بقيمة مليار ريال.

من جانبه، أكد وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي ضرورة انخراط المجتمع الدولي مع حكومة «طالبان» في كابول بهدف مساعدة أفغانستان في تفادي «التقهقر للانهيار والفوضى».

وقال الصفدي، متحدثاً نيابة عن الدول العربية، «اليوم تقف أفغانستان على مفترق رئيسي فإما التقهقر للانهيار والفوضى مما سيعيد إنتاج العصابات الإرهابية وخطرها على العالم، وإما بدء ولوج التعافي عبر إعادة البناء بما يحترم حقوق الشعب الأفغاني».

وأضاف: أنه «لا يمكن تجاهل أنه لا بديل عن الانخراط مع حكومة طالبان في حوار بهدف مساعدة أفغانستان على العودة عضواً فاعلاً في المجتمع الدولي»​​. وتابع الصفدي: «نقترح تشكيل مجموعة اتصال عربية إسلامية للتواصل مع المجتمع الدولي حول أفغانستان».

وشدد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو في كلمته أيضاً على ضرورة العمل مع حكومة «طالبان» من أجل تحقيق الاستقرار في أفغانستان. وأشار إلى أن «دعم أفغانستان واجب أخلاقي وديني ويجب أن تضطلع منظمة التعاون الإسلامي بدور قيادي في حشد الدعم الدولي لأفغانستان».