الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

حوار | أستاذ اقتصاد بجامعة شنغهاي: الصين والخليج إلى التكامل بين استراتيجيات التنمية

أكد أستاذ الاقتصاد بمعهد دراسات الشرق الأوسط بجامعة شنغهاي، الدكتور دينغ لونغ، متانة العلاقات التي تربط الصين ودول مجلس التعاون الخليجي، لافتا إلى التوافق الكبير بين الجانبين، فيما يتعلق بالموقف من القضايا الإقليمية والدولية، وقال في حوار مع "الرؤية"، إن الشراكة بين الجانبين تمتد إلى مبادرة "الحزام والطريق"، فضلا عن التأكيد المتبادل على ضرورة إقامة منطقة التجارة الحرة بين الخليج والصين، بما يعود بمنافع اقتصادية كبرى على الجانبين.

وحول العلاقات الصينية الإماراتية، أكد أستاذ الاقتصاد بجامعة شنغهاي، أن العلاقات الثنائية بين البلدين تشهد تطورا سريعا، لافتا إلى أن الإمارات ثاني أكبر شريك تجاري للصين في الشرق الأوسط.. فإلى الحوار:-

العلاقات الخليجية - الصينية


- كيف ترى العلاقات بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي؟


العلاقات الصينية الخليجية مبنية على أساس الاحترام المتبادل، وتبادل الدعم في المحافل الدولية، وهناك توافق واسع بين الطرفين حول معظم القضايا الإقليمية والدولية، بحيث تقدر الصين الموقف الخليجي المنصف تجاه القضايا الشائكة حول تايوان وشينجيانغ وهونغ كونغ وبحر الصين الجنوبي، كما تحرص الصين على دعم دول الخليج في الدفاع عن مصالحها الجوهرية، ويمكن القول أن العلاقات الصينية الخليجية مثال يحتذى به.

أبرز مجالات التعاون

- ما هي أبرز مجالات التعاون؟

تسعى الصين ودول الخليج إلى التكامل بين استراتيجيات التنمية، نظرا لوجود مزايا تكاملية كبيرة بين الجانبين، إذ أن الصين أكبر مشتر للنفط الخليجي، حيث تستورد يوميا 5 ملايين برميل من النفط الخام، نصفها من الشرق الأوسط، وثلثها من دول الخليج والسعودية، حيث نستورد كل يوم 1.75 مليون برميل، كما أن دول الخليج تشكل سوقا مهما للمنتجات الصناعية والتكنولوجية الصينية.

- وما الثمار المتوقعة لهذا التعاون؟

بلغ حجم المبادلات التجارية بين الصين والدول العربية في عام 2021، 300 مليار دولار أمريكي، ووصل حجم التبادل التجاري بين الصين ودول مجلس التعاون 200 مليار دولار، وأصبحت الصين أكبر شريك تجاري لدول الخليج العربية.

مبادرة الحزام والطريق

- وإلى أين وصل التعاون الصيني الخليجي في مبادرة الحزام والطريق؟

دول الخليج تولي اهتماما كبيرا بمبادرة الحزام والطريق، ومتحمسة للانضمام إلى منصات التمويل الجديدة كالبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، وجذب الاستثمارات الصينية، وأصبح هناك مجالات تعاون جديدة وواعدة بين الجانبين؛ كالاتصالات وتقنيات الإنترنت والصناعات التحويلية، والتكنولوجيا العالية، والطاقة الجديدة والمتجددة، وغيرها من المجالات الناشئة، كما بدأ الجانبان في استكشاف إمكانية التعاون في دول الطرف الثالث مثل باكستان والدول الإفريقية.

- وما الفوائد التي ستعود على دول الخليج من تلك المبادرة؟

بالتأكيد هناك فوائد كبيرة للجانبين، وقد تم الاتفاق على ضرورة الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى الشراكة الاستراتيجية، حيث ترى دول الخليج أن مستقبل اقتصادياتها مرهون بشكل كبير بالتعاون مع الصين، لأن الأخيرة هي القوة الوحيدة القادرة على مساعدة دول الخليج على تحسين البنية التحتية وتحقيق التصنيع وتنويع مصادر الدخل، والتخلص من الاعتماد الأوحد على البترول.

- ماذا عن اتفاقية المنطقة الحرة بين الصين والخليج؟

في الزيارة الأخيرة لوزراء خارجية السعودية والكويت وعمان والبحرين، بالإضافة للأمين العام لمجلس التعاون الخليجي إلى الصين، اتفق الجانبان على ضرورة استئناف مفاوضات تفضي إلى إنشاء منطقة التجارة الحرة بين الصين ودول الخليج، رغم أن المفاوضات قد دامت 16 سنة ولم تستكمل بعد، وخلال هذه الزيارة أكد الجانبان على أهمية التغلب على الخلافات والتوصل إلى إبرام اتفاقية التجارة الحرة في أسرع وقت ممكن، لأنها سوف تسهم في دفع العلاقات التجارية قدما نحو تعاون أوثق.

- وما تقييمك للعلاقات الصينية الإماراتية؟

الإمارات تعتبر ثاني أكبر شريك تجاري للصين في الشرق الأوسط بعد السعودية، وقد تجاوز حجم التبادل التجاري بينهما 60 مليار دولار أمريكي، والصين مصدر هام للاستثمار الأجنبي بالنسبة للإمارات.

وعلى المستوى الرسمي، شهدت العلاقات الثنائية تطورا سريعا من خلال الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى خلال السنوات القليلة الماضية، والإمارات حريصة على الحصول على التكنولوجيا المتقدمة من الصين مثل شبكة الجيل الخامس في الاتصالات "5G"، والذكاء الصناعي، كما أن هناك تعاونا وثيقا بين الصين والإمارات في أبحاث وتطوير وإنتاج لقاح كورونا، وباتت الإمارات أول دولة في الشرق الأوسط تنتج اللقاح الصيني "سينوفارم".

- وما خطورة تدهور الأوضاع الأمنية في أفغانستان على المصالح الصينية؟

تسعى الصين إلى الحفاظ على الأمن والاستقرار في أفغانستان ودول آسيا الوسطى؛ لأنها دول مجاورة للصين، وبلادنا تبذل جهودا جبارة في حلحلة الأزمة الإنسانية في أفغانستان، من خلال تقديم المساعدات، وتأمل الصين في أن تستعيد كازاخستان الأمن والاستقرار، وألا تتحول دول آسيا الوسطى وأفغانستان من جديد إلى ملاذ آمن للإرهاب الذي يشكل تهديدا لأمن المناطق الغربية للصين.