السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

طالبان في أوسلو.. ملفات شائكة خلف «الأبواب المغلقة»

طالبان في أوسلو.. ملفات شائكة خلف «الأبواب المغلقة»

وزير خارجية طالبان أمير خان متقي يتحدث لوسائل الإعلام في أوسلو. (رويترز)

  • 15 مسؤولاً أفغانياً وصلوا على متن طائرة خاصة استأجرتها الحكومة النرويجية
  • وزيرة الخارجية النرويجية: الزيارة ليست «شرعنة الحركة» ولكنها اعتراف بالأمر الواقع
في أول زيارة رسمية لهم إلى أوروبا منذ عودتهم إلى الحكم في أفغانستان في أغسطس 2021، يجري مسؤولون من حركة «طالبان» لقاءات ومحادثات في العاصمة النرويجية أوسلو، مع عدد من المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين، وأيضاً مع أطياف من المجتمع الأفغاني، لمناقشة قضايا مهمة، يتوقف عليها مستقبل الأفغانيين، على رأسها تلك المرتبطة بالاقتصاد، والمساعدات الإنسانية.

وهبطت حركة «طالبان» في أوسلو مساء السبت، على متن طائرة خاصة استأجرتها الحكومة النرويجية، وأقاموا في فندق «سوريا موريا» على مرتفعات العاصمة، حيث جرت المحادثات خلف أبواب مغلقة، بحسب ما كشفه الثلاثاء الموقع الإلكتروني الإخباري لصحيفة «لُومُونْدْ» الفرنسية، الذي بيَّن أن الوفد مكون من 15 من مسؤولي «طالبان»، بقيادة وزير الخارجية الأفغاني، أمير خان متقي، في إطار زيارة تنتهي الثلاثاء. والتقى الوفد، الاثنين، بحسب «لُومُونْدْ»، بممثلي العديد من الدول الغربية، وبدبلوماسيين فرنسيين، وإنجليز، وألمان، وإيطاليين، ونرويجيين، وأوروبيين، لإجراء محادثات تتعلق بشكل خاص بالأزمة الإنسانية المستعرة في أفغانستان، واحترام حقوق الإنسان.

مهمة إنقاذ البلاد

وأجريت المحادثات، وفق موقع صحيفة «لُومُونْدْ»، خلف أبواب مغلقة، ولم يصرح الغربيون بمحتواها ونتائجها، لكن موقع «لُومُونْدْ» أبرز في المقابل أن النقاشات ارتكزت على الاقتصاد، والمساعدات الإنسانية، والأمن، وتشغيل البنك المركزي، والصحة، وقضايا أخرى مهمة، وفق ما نقله الموقع عن المتحدث باسم وزارة الشؤون الخارجية الأفغانية، عبد القهار بلخي. ومن جهته، قال وزير الخارجية الأفغاني، أمير خان متقي، في إفادة صحفية الاثنين، إن «وجودهم هناك إنجاز بحد ذاته».

انتقادات أفغانية للزيارة

وقُبيل الزيارة، التي انتقدها جزء من المغتربين الأفغان، ونشطاء حقوق الإنسان في أفغانستان، أكدت وزيرة الخارجية النرويجية، أنكن هويتفيلدت، أن «الدعوة ليست شرعنة أو اعترافاً بطالبان»، وأوضحت قائلة: «لكن علينا التحدث مع أولئك الذين يديرون البلاد بحكم الأمر الواقع»، بحسب «لُومُونْدْ».

زيارة فرضها الأمر الواقع

ومن نيويورك، حيث من المقرر أن يشارك في اجتماع لمجلس الأمن الدولي، برئاسة النرويج هذا الشهر، قال رئيس الوزراء النرويجي العمالي، جوناس جار ستور، إنه يفهم أن «الكثير من الناس يتفاعلون وهم يرون طالبان في النرويج»، مردفاً أن «لديهم قيما بعيدة كل البعد عن قيمنا، لكنهم هم الذين يديرون أفغانستان بالفعل، سواء أحببنا ذلك أم لا».

ومن جانبه، أوضح الممثل الأمريكي الخاص، توماس ويست، قائلاً: "في إطار سعينا لحل الأزمة الإنسانية، ننتهج مع طالبان دبلوماسية تتماشى مع حرصنا واهتمامنا المستمر بأفغانستان مستقرة، وتحترم الحقوق، وشاملة.

وانتقل ويست إلى أوسلو لمقابلة مسؤولي «طالبان»، بحسب موقع صحيفة «لُومُونْدْ»، برفقة المبعوثة الأمريكية لحقوق الأفغان، رينا أميري، وممثلين عن وزارة المالية، ووكالة التنمية الأمريكية.

ومنذ وصول «طالبان» إلى السلطة في كابول في منتصف أغسطس 2021، رفضت الديمقراطيات الغربية، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، وباستثناء ألمانيا، تقديم المساعدة لبلد يقوده الأصوليون المسلمون، وفق موقع صحيفة «لُومُونْدْ»، الذي أبرز أنه حتى لو كانت مجرد مساعدات إنسانية، فإنهم يرون أنها ستدعم نظاماً مكروهاً، أهانهم، وتجاهل القواعد الأساسية، لا سيما في ما يتعلق باحترام حقوق الإنسان.

وأفاد موقع صحيفة «لُومُونْدْ» بأن الأمم المتحدة، أطلقت في 11 فبراير، صرخة إيقاظ عن بلد لم يعد يريد أحد أن يسمع له، عندما أعلنت أنها بحاجة على الفور إلى 5 مليارات دولار، لمنع أفغانستان من الانهيار تحت ضربة واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في تاريخها".

وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث: «بدون هذه المساعدة، لن يكون هناك مستقبل لهذا البلد»، وفق موقع صحيفة «لُومُونْدْ»، الذي أوضح أنه لا الأموال المطلوبة وفرت، ولا التصريحات المثيرة للقلق، التي أدلت بها الأمم المتحدة، حركت القوى العظمى على هذا الكوكب.