الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

رسائل شهباز شريف عقب الفوز برئاسة الحكومة الباكستانية

رسائل شهباز شريف عقب الفوز برئاسة الحكومة الباكستانية

كلمة رئيس الوزراء الباكستاني الجديد شهباز شريف أمام البرلمان

اختارت الجمعية الوطنية الباكستانية، «البرلمان»، رئيس حزب الرابطة الإسلامية، شهباز شريف، رئيساً جديداً للوزراء، ليكون رئيس الوزراء رقم 23 في تاريخ باكستان، وأكد على علاقات بلاده مع الصين، كما تعهد بفتح صفحة جديدة مع الهند، وحل أزمة إقليم كشمير، كما دعا إلى علاقات مع الولايات المتحدة على أسس متساوية، كما أعلن حزمة إجراءات اقتصادية في مقدمتها زيادة الرواتب والمعاشات.وجاء ذلك بعدما أعلن رئيس الوزراء السابق عمران خان، رئيس حزب الإنصاف، مقاطعة انتخاب رئيس الوزراء، وقدم استقالته والعديد من نواب حزبه من البرلمان، وذلك بعدما شهدت باكستان، مساء الأحد، مظاهرات تنديداً بالتدخل الأجنبي في شؤون بلادهم، وبإقالة خان.وحصل شريف على 174 صوتاً، من أصوات أعضاء الجمعية الوطنية «البرلمان»، ولم يتم التصويت على مرشح حزب الإنصاف، شاه محمود قريشي، وزير الخارجية السابق، بعدما انسحب نواب حزب الإنصاف، بعد خطاب ألقاه قريشي، أكد ما أعلنه الحزب أن إسقاط حكومتهم كان جزءاً من «مؤامرة أجنبية»، وأعلن قريشي أنهم لن يشاركوا في هذه المؤامرة وقاطع الجلسة بعد إعلان استقالته.

أجندة رئيس الوزراء الجديد

وبعد إعلان فوزه برئاسة الحكومة الجديدة، ألقى شريف كلمة، أشاد فيها بجهود قادة المعارضة في الإطاحة بحكومة خان، ووصف ذلك اليوم بأنه كان يوماً تاريخياً. وتطرق شريف إلى السياسة الخارجية لحكومته، وقال إن الصين كانت شريكاً لباكستان في السراء والضراء، ولا أحد يستطيع أن ينتزع صداقة باكستان والصين، واصفاً إياها بأنها علاقة طويلة الأمد. ودعا رئيس الوزراء الباكستاني الجديد، إلى فتح صفحة جديدة مع الهند، وحل أزمة إقليم كشمير، المتنازع عليه بين البلدين الجارين، ووجه دعوة إلى نظيره الهندي لحل نزاع كشمير، والعمل من أجل القضاء على الفقر في البلدين، كما أكد أنه يجب إقامة العلاقات مع الولايات المتحدة على أسس متساوية.

حزمة اقتصادية

وتحدث شريف عن الأوضاع الاقتصادية مشيراً إلى إن باكستان، متجهة إلى أكبر عجز في الميزانية والتجارة في تاريخ البلاد، وتعهد بمعالجة الأزمة الاقتصادية التي أدت لانهيار العملة الباكستانية «الروبية». وأعلن شريف حزمة إجراءات اقتصادية للإنقاذ، منها زيادة بنسبة 10% في رواتب موظفي الحكومة وزيادة معاش الموظفين المدنيين والعسكريين المتقاعدين بنسبة 10% اعتباراً من الأول من أبريل الجاري. كما تعهد شريف بأن تتخذ الحكومة الجديدة خطوات لجعل باكستان «جنة استثمار» للمستثمرين.

إقرأ أيضاً..«توازن الردع».. الأسلحة فرط صوتية تحييد للضربات النووية

التحقيق في فضيحة «الخطاب»

وذكر موقع "The news" الإخباري الباكستاني، أن رئيس الوزراء الجديد وعد ببحث خطابات التهديد لحكومة خان، في إشارة إلى ما أعلنه خان أواخر شهر مارس الماضي، بأنه تلقى رسالة تهديد من الولايات المتحدة، بإسقاط حكومته لرفضه إقامة قواعد عسكرية لها على الأراضي الباكستانية. وأعلن شريف أن اللجنة الأمنية في مجلس النواب، ستقدم إحاطة عن «خطاب التهديد» لأعضاء اللجنة، بحضور قادة القوات المسلحة ومدير عام المخابرات الداخلية، ومسؤول الخارجية، والسفير الذي كتبها، والذي تم نقله الآن إلى بروكسل. وأضاف «إذا كان هناك ذرة من الأدلة على أننا كنا مدعومين من قبل متآمرين أجانب فسأستقيل من رئاسة الوزراء»، وتعهد شريف بعقد جلسة سرية للجنة الأمنية في أقرب وقت ممكن.

استقالة خان ونواب حزبه

وحضر رئيس الوزراء السابق عمران خان إلى جلسة البرلمان مبكراً، وأعلن أنه قرر تقديم استقالته كعضو في الجمعية الوطنية، قبل انتخاب رئيس الوزراء الجديد، وعقد خان اجتماعاً مع نواب حزبه. ونقلت شبكة "Geo News" الإخبارية الباكستانية، تفاصيل ذلك الاجتماع، حيث قال خان: «لن نجلس في الجمعية الوطنية تحت أي ظرف من الظروف، مع الأشخاص الذين سلبوا باكستان، والذين استوردتهم القوات الأجنبية». وامتدح خان المظاهرات العارمة التي شهدتها باكستان مساء الأحد، غضباً لإقالة حكومته، كما نشر أحد مقاطع الفيديو لتلك المظاهرات على حسابه على «تويتر»، وعلق قائلاً «لم يسبق أن خرجت مثل هذه الحشود بشكل عفوي، وبهذه الأرقام في تاريخنا، رافضة الحكومة المستوردة». ووافق نواب الحزب على قرار خان بالاستقالة، كما قرروا أيضاً مقاطعة انتخاب رئيس الوزراء، بعدما كانوا قد رشحوا أمس قريشي.

أسباب إقالة خان

وعلى صعيد آخر، نقلت صحيفة فيدوموستي الروسية، الاثنين، عن خبراء أن هناك مجموعة من الأسباب كانت وراء إقالة خان، كما قدموا توقعات بالنسبة لتوجهات الحكومة الباكستانية الجديدة، فيما يتعلق بالسياسة الخارجية. فقد قال الخبير في مجموعة منطقة جنوب آسيا والمحيط الهادئ في معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، غليب ماكارفيش، إن إسلام أباد لا يمكنها خلال الفترة المقبلة، أن تكون أقل ارتباطاً بالصين، وكل ما يمكنها فعله، هو أن تكون أقل معاداة للولايات المتحدة الأمريكية، كما أن الحكومة الباكستانية الجديدة، لن تنسى تعزيز العلاقات مع روسيا. كما قال الأستاذ المشارك في معهد الدراسات الآسيوية والأفريقية، بجامعة موسكو، بوريس فولخونسكي «هناك عوامل عديدة التي أدت إلى إقالة خان، مثل علاقته المتدهورة مع الجيش، ومع العشائر المحلية، بالإضافة إلى الاقتصاد المشلول، وتدهور مستويات المعيشة». وأضاف «لا ننسى أيضاً قضايا السياسة الخارجية، فباكستان كانت دائماً ما تحافظ على علاقات متميزة ومتوازنة مع الولايات المتحدة والصين والمملكة العربية السعودية، لكن خان اقترب كثيراً من الصين، مما أثار القلق في واشنطن، وكانت القشة التي قصمت ظهر البعير، زيارته لروسيا في أواخر شهر فبراير، وهي الزيارة التي أوصت الولايات المتحدة بإلغائها، لكن خان لم يستجب لأمريكا، بالإضافة إلى امتناع مندوب باكستان لدى الأمم المتحدة، عن التصويت لصالح قرار مناهض لروسيا في الجمعية العامة للأمم المتحدة».