الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

العالم يعترف بـ «لحظة الهند»

العالم يعترف بـ «لحظة الهند»

نيودلهي تمتلك فرصة ذهبية نحو الأسرع نمواً عالميا بدعم الاقتصاد الرقمي ومصادر الطاقة المتجددة

الجائحة أعادتها خطوة إلى الوراء ثم عادت لتصبح مرشحة للهيمنة في العقد المقبل

كيف أجرت الحكومة تحويلات نقدية مباشرة بـ200 مليار دولار إلى 950 مليون هندي فقير؟


«لحظة الهند» عنوانٌ له بريقه المعنوي والاقتصادي والسياسي لما يقرب من مليار و390 مليون نسمة هم عدد سكان الهند، بل إن الملايين حول العالم ممن جذبتهم تفاصيل التجربة الهندية في التنمية والتطور يحق لهم أن يتغزلوا في «المعجزة» الهندية، وبالمفهوم السياسي لن يبادر إصدار صحفي عالمي مرموق من «الإيكونوميست» بإهداء الهند غلاف النسخة الأخيرة، تحت عنوان «لحظة الهند» إلا إذا كان للأمر أبعاد واقعية.


«لحظة» كلمة يتم استخدامها في قاموس السياسة للدلالة على أن الوقت الراهن هو وقت دولة بعينها، أو منطقة ما، وعنوان «لحظة الهند» يحمل أبعاداً سياسية واقتصادية، واعترف بظهور الهند كواحدة من القوى العالمية المؤثرة، بل إنها قريبة من مواقع الصدارة بتأثيرها وثقلها السياسي والإقتصادي والسكاني والجغرافي، ومثلما كان يقول إن الصين عملاق نائم، فالهند كانت واحدة من القوى التي تبدو وكأنها تتعمد العمل بعيداً عن الرصد العالمي، ومع تفجر الأزمة الروسية الأوكرانية، كان لمعادلات السياسة والإقتصاد دورها في دفع العالم للإعتراف بأنها «لحظة الهند».


إعادة توصيل «كابلات التقدم» استخدم تقرير الإيكونوميست تعبيراً مادياً للحديث عن انتعاشة الاقتصاد الهندي، حيث جاء في أحد التقارير :» إعادة توصيل كابلات الاقتصاد الهندي.. الفرص هائلة» ليرسم ملامح صورة تؤكد أن الكابلات أو الأسلاك تم قطعها مؤقتاً في فترات جائحة كورونا، وتابع التقرير :»انظر إلى السنوات الثلاث الماضية لقد تحملت الهند عبئ الكثير من الأخبار السيئة والمعاناة، وتسبب الوباء في مقتل ما بين 2.2 مليون و 9.7 مليون شخص، وتسببت عمليات الإغلاق في انكماش الاقتصاد بمقدار الربع، كما كان ذلك سبباً في أكبر هجرات داخلية منذ التقسيم في عام 1947 ، حيث فر عمال المدن إلى القرى في هجرة عكسية. واشتعلت بعض التوترات، فضلاً عن موجات الحر الشديد التي تجتاح شمال البلاد، وصدمة أسعار النفط والغذاء العالمية التي تضرب الفقراء.



ومع ذلك ، إذا تراجعت الهند خطوة إلى الوراء ، ثم عادت أكثر قوة، لتصبح مرشحة للهيمنة في العقد المقبل، فقد بدأ فعلياً التحسن في حياة 1.4 مليار شخص وتغيير ميزان القوى في آسيا. وتحقيق القفزات التكنولوجية وتحولات الطاقة والتحولات الجيوسياسية، وكل ذلك يخلق فرصاً جديدة، وأدوات جديدة لإصلاح المشكلات المستعصية».

الاقتصاد الأسرع نمواً يرى تقرير إيكونوميست أن الهند لديها فرصة ذهبية لتصبح الاقتصاد الأسرع نمواً في العالم، وتستشهد بتقدم الهند في الاقتصاد الرقمي، ومصادر الطاقة المتجددة والشركات الناشئة، والخطط الواعدة التي لا تتوقف لتطوير الاقتصاد الهندي.

وكما يقول تحليل لمصادر هندية تفاعلت مع ملف إيكونوميست، فقد عانت الهند كثيراً من طوفان الأخبار السيئة ومن المعاناة، ولكن التقرير يعترف على مضض أن الهند ستكون أسرع الاقتصادات نمواً هذا العام. وجميع الوعود التي يُظهرها الاقتصاد الهندي في الوقت الحالي تؤكد أن صعوده العالمي أصبح ملفتاً بقوة، ومن ثم تعزز الهند من مكانتها السياسية عالمياً.

انتعاشه الفقراء يكشف تقرير المجلة الأمريكية الشهيرة كيف أجرى نظام رئيس الوزراء ناريندرا مودي تحويلات نقدية مباشرة بقيمة 200 مليار دولار إلى 950 مليون هندي فقير، ومن المعروف أن ظهور التحسن الاقتصادي على الطبقات الفقيرة يعد من أهم مؤشرات قياس الانتعاش الاقتصادي في دول العالم، ويتابع تقرير المجلة :» إن اغتنام الفرصة لنمو الهند بنسبة 7 إلى 8 % لسنوات قادمة سيكون أمرًا بالغ الأهمية ، فالهند لديها فرصة ذهبية لتصبح الاقتصاد الأسرع نمواً».

ثقل يخلق التوازن مع الصين الرقمنة أو الاقتصاد الرقمي بكافة مجالاته، والطاقة المتجددة، والشركات الناشئة، ونمو الهند اقتصادياً بنسبة 7 % أو 8 % في السنوات القادمة سيكون أمراً بالغ الأهمية. وسوف ينتشل أعداداً ضخمة من الناس من براثن الفقر. وسيخلق سوقًا وقاعدة تصنيعية جديدة واسعة للأعمال التجارية العالمية، وسيغير توازن القوة العالمي من الناحيتين الاقتصادية والسياسية من خلال خلق ثقل موازن أكبر للصين في آسيا.

وفي تفسيرها لأسرار اعتراف العالم بأن اللحظة الحالية هي لحظة الهند، يقول التقرير :»لقد خلق القدر الذي يتجسد في الظروف العالمية الراهنة، والميراث الهندي، والقرارات البراغماتية العملية فرصة جديدة للهند في العقد القادم. إن التاريخ والجغرافيا السياسية وبعض القرارات البراغماتية خلقت فرصة فريدة للهند للظهور كثقل موازن للصين ، وقد حدث كل ذلك بفضل نظام ناريندرا مودي ، وهي فرصة حقيقية للهند للظهور كقوة رئيسية وثقل موازن للصين في آسيا والعالم. وهذا سوف يجعل الهند تنجح في الحد من الفقر بشكل جذري ، وكذلك هي فرصة للظهور كقاعدة تصنيعية للأعمال التجارية العالمية.

إقرأ أيضاً..للابتعاد عن روسيا.. 500 مليون دولار مساعدات عسكرية أمريكية للهند

انتقادات هندية لإيكونوميست ووفقاً لرصد مصادر هندية للتقرير العالمي الذي نشرته إيكونوميست، فقد كانت هناك حالة من الغضب بسبب عدم اسهاب التقرير في مدح الهند، حيث يشير تحليل لموقع news9live الهندي إلى أن انفجار الهندي كقوة اقتصادية وسياسية لم يدفع المجلة الأمريكية للحديث بصورة مباشرة عن أن الهند أصبحت معجزة تصنيع، وأضاف التقرير :»الغرب يتحدث عن معجزات الصين وكوريا الجنوبية، ولكنه لا يتناول الهند بالطريقة ذاتها، ويبدو أن محرر أيكونوميست كان في الهند ولم يتمكن من مقابلة رئيس الوزراء مودي، وجاء الرد على ذلك من جانب المجلة الأمريكية حيث قالت لدى رئيس الوزراء ووزير المالية أشياء أفضل بكثير للقيام بها من مقابلة بعض الصحفيين الذين يزورون الهند. أما بالنسبة لمجلة الإيكونوميست ، فإن تقاريرها الصحفية واقعية».