الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

تهديدات بيونغ يانغ تجبر كوريا الجنوبية على التقارب مع اليابان

تهديدات بيونغ يانغ تجبر كوريا الجنوبية على التقارب مع اليابان

وزيرا الدفاع الأمريكي والكوري الجنوبي

يستمر تصاعد التوتر بسبب صراع القوى الكبرى، خاصة بين أمريكا وحلفائها من جهة، والصين وحلفائها، حيث لجأت كوريا الجنوبية لتطبيع التعاون الأمني مع اليابان، وتعزيز التعاون الثلاثي الذي يشمل أيضاً الولايات المتحدة الأمريكية، لمواجهة التهديدات النووية والصاروخية لكوريا الشمالية، بينما بعث وزراء دفاع أمريكا واليابان وكوريا الجنوبية برسالة إلى الصين، معربين عن معارضتهم الشديدة لأي أعمال أحادية الجانب تغير الوضع الراهن وتزيد من التوتر الإقليمي، وأكد الثلاثة أهمية السلام والاستقرار في مضيق تايوان، وردت بكين مؤكدة أنها «ستقاتل حتى النهاية وبأي ثمن» لمنع تايوان من الانفصال.

تقارب كوري ياباني

فقد لجأت كوريا الجنوبية لتطبيع التعاون الأمني مع اليابان، وتعزيز التعاون الثلاثي الذي يشمل أيضاً الولايات المتحدة الأمريكية، لمواجهة التهديدات النووية والصاروخية لكوريا الشمالية، وذلك وفق كلمة ألقاها وزير الدفاع الكوري الجنوبي لي جونغ-سوب، الأحد، في الجلسة العامة لحوار شانغريلا السنوي في سنغافورة، حيث عقدت الجلسة وسط توترات ناجمة عن إطلاق بيونغ يانغ، مؤخراً، صواريخ باليستية واستعداداتها لإجراء تجربة نووية.

وقال الوزير الكوري سوب، إن بلاده تعتزم الدخول في حوار جاد مع طوكيو، معرباً عن نية بلاده أن يتوصل البلدان إلى حلول معقولة بطريقة تتماشى مع المصالح المشتركة للبلدين، في إشارة إلى القضايا التاريخية المتعلقة باستعمار اليابان لشبه الجزيرة الكورية في الفترة بين 1910- 1945، مؤكداً وضع إجراءات مقابلة واضحة مع المجتمع الدولي لمتابعة نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية.

وأشار إلى أن بلاده تسعى لتحقيق «خطة جريئة يمكن أن تسفر عن تحسينات رائدة لاقتصاد كوريا الشمالية ونوعية حياة مواطنيها»، على أن تنطلق الخطوة من موقع قوة، ستدعمها جهود لتحسين تطبيق الردع الأمريكي الموسع، وزيادة القدرات العسكرية لكوريا الجنوبية، بشكل كبير من خلال التزام الولايات المتحدة المعلن بتعبئة مجموعة كاملة من قدراتها العسكرية، بما في ذلك الخيارات النووية، للدفاع عن حليفها، مشيراً إلى أن هناك صلة بين استقرار شبه الجزيرة الكورية واستقرار المنطقة ككل، كما أكد أن سيئول تخطط لتوسيع التعاون مع مختلف الأجهزة الأمنية الإقليمية، مثل مجموعة الحوار الأمني الرباعي (كواد).

مشاورات كورية أمريكية

وفى سياق متصل، توجه وزير خارجية كوريا الجنوبية، بارك جين، الأحد، إلى الولايات المتحدة الأمريكية لإجراء مشاورات مع نظيره الأمريكي ومسؤولين آخرين بشأن كوريا الشمالية وقضايا التحالف المعلقة، ومن المقرر أن يجري أول محادثات مباشرة له مع أنتوني بلينكن، الاثنين، لمناقشة التنسيق بشأن تزايد التهديدات النووية والصاروخية لكوريا الشمالية.وأضاف أن البنود الأخرى على جدول الأعمال تشمل التعاون في قطاع الأمن الاقتصادي والسلام والاستقرار في منطقة المحيطين الهندي والهادئ وقضية أوكرانيا.

تدريبات ثلاثية

وكان وزراء دفاع كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان، قد اتفقوا، السبت، على تكثيف التعاون لمواجهة التهديدات الصاروخية لكوريا الشمالية، من خلال التدريبات الأمنية المنتظمة المشتركة، بما في ذلك تدريبات الإنذار الصاروخي، وفقاً لما قالته وزارة الدفاع في سيئول، موضحة أن وزير الدفاع لي جونغ-سوب، ونظيريه لويد أوستن الأمريكي، ونوبو كيشي الياباني، توصلوا إلى ذلك الاتفاق خلال اجتماعهم الذي عقد على هامش حوار شانغريلا السنوي في سنغافورة.وقالت الوزارة في بيان صحفي إنهم «اتفقوا على إجراء تدريبات الإنذار الصاروخي بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان والبحث عن الصواريخ الباليستية وتتبعها»، ولم تحدد موعد البرامج التدريبية.وأجرت الأطراف الثلاثة تدريبات الإنذار والتتبع الصاروخية كل 3 أشهر وكل سنتين على التوالي، أو على فترات غير منتظمة، وبعث وزراء الدفاع الثلاثة برسالة واضحة إلى الصين، معربين عن معارضتهم الشديدة لأي أعمال أحادية الجانب تغير الوضع الراهن وتزيد من التوتر الإقليمي، وأكد الثلاثة أهمية السلام والاستقرار في مضيق تايوان.

تهديد صيني

ورداً على ذلك، قال وزير الدفاع الصيني وي فنغي، الأحد، إن بلاده «ستقاتل حتى النهاية وبأي ثمن» لمنع تايوان من إعلان الانفصال، وسط تصاعد التوتر مع الولايات المتحدة بشأن الجزيرة.وأضاف: «أولئك الذين يسعون إلى استقلال تايوان، في محاولة لتقسيم الصين، بالتأكيد لن يصلوا إلى نهاية جيدة، لا ينبغي لأحد أن يقلل من تصميم القوات المسلحة الصينية وقدرتها على حماية وحدة أراضيها».ودعا المسؤول الصيني واشنطن، للكف عن تشويه سمعة الصين واحتوائها، فضلاً عن الكف عن التدخل في الشؤون الداخلية للصين والتوقف عن الإضرار بمصالح بكين، داعياً إلى علاقة مستقرة بين الصين والولايات المتحدة، من أجل حيوية السلام العالمي.

ومن جهة أخرى، أعرب الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون، عن دعمه الكامل للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقال كيم في رسالة بعث بها إلى بوتين بمناسبة يوم روسيا «إن الشعب الروسي حقق نجاحات كبيرة في تحقيق القضية العادلة المتمثلة في الدفاع عن كرامة وأمن بلاده، في الوقت الذي يتحدى فيه كل أنواع التحديات والصعوبات، ويقدم الشعب الكوري الشمالي لهم كل الدعم والتشجيع»، وفقاً لوكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية.وأعرب الزعيم الكوري عن قناعته بأن العلاقات الودية بين بيونغ يانغ وموسكو ستستمر في التعزيز في جميع المجالات وفي «رحلة الدفاع عن العدالة الدولية وضمان الأمن العالمي».

وفى سياق التوتر الكوري الشمالي- الجنوبي، دعا الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون، إلى اتخاذ تدابير دفاع عن النفس بشكل أقوى، لمواجهة تحديات أمنية خطيرة للغاية، أثناء ترؤسه جلسة رئيسية للحزب الحاكم، دون تقديم رسائل رئيسية جديدة إلى كوريا الجنوبية أو الولايات المتحدة الأمريكية، كما أكد كيم مجدداً مبدأ «القوة مقابل القوة والتنافس المباشر» وحث على بذل الجهود لتحقيق هدف تعزيز قدرات الدفاع الوطني «في أقرب وقت ممكن».