السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

انتخابات في الكاميرون وسط أجواء من التوتر

انتخابات في الكاميرون وسط أجواء من التوتر

تسجيل الناخبين في الكاميرون. (أرشيفية)

بدأ الناخبون في الكاميرون، اليوم الأحد، الإدلاء بأصواتهم لانتخاب نوابهم وأعضاء مجالسهم البلدية في انتخابات سيفوز فيها حزب الرئيس بول بيا، في بلد يشهد نزاعين عنيفين، أحدهما لانفصاليين ناطقين باللغة الإنجليزية في الغرب والآخر ضد المتشددين في الشمال.

والرهان الأساسي في هذه الانتخابات هو حجم المشاركة في الاقتراع مع مقاطعة جزء من المعارضة للانتخابات بينما يمكن أن تردع أعمال عنف الناخبين عن التوجه إلى مراكز التصويت.

من جهة أخرى، لا يثير الاقتراع حماس الحشود في هذا البلد الواقع في وسط أفريقيا ولا يتجاوز سن 75% من سكانه الـ35 عاماً لم يعرفوا سوى رئيس واحد هو بول بيا الذي يبلغ من العمر 86 عاماً أمضى 37 منها على رأس السلطة.


وفي المناطق التي تقطنها الأقلية الناطقة بالإنجليزية في الشمال الغربي والجنوب الغربي، يواجه الجيش مجموعات انفصالية مسلحة. وذكرت منظمة العفو الدولية أن هذه المناطق شهدت "ارتفاعاً في عمليات القتل مع اقتراب موعد الانتخابات".


وتقول منظمات غير حكومية إن هذه المعارك وممارسات وجرائم يرتكبها الجانبان أسفرت عن سقوط أكثر من 3 آلاف قتيل منذ 2017 وأجبرت أكثر من 700 ألف شخص على الهرب من بيوتهم.

وفي هاتين المنطقتين لم يصوت سوى 5 و15% من الناخبين في الاقتراع الرئاسي الذي جرى في 2018 بسبب غياب الأمن ومقاطعة أنصار الاستقلال.

ودعت مجموعات مسلحة السكان إلى عدم التصويت مؤكدة أنها ستفعل ما بوسعها لردعهم عن الاقتراع، ما يثير مخاوف من أعمال عنف الأحد. وأرسلت السلطات مؤخراً تعزيزات إلى المنطقة.

وقالت منظمة العفو الدولية إن "جيش الكاميرون سبب تصاعداً في العنف في الأسابيع الأخيرة ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى وأجبر آلافاً على مغادرة عدد من المناطق الناطقة بالإنجليزية". كما اتهمت الانفصاليين المسلحين "بمواصلة ارتكاب جرائم خطيرة".

في أقصى الشمال، يثير أمن مراكز الاقتراع قلقاً مع تزايد هجمات جماعة بوكو حرام الإرهابية في الأشهر الثلاثة الأخيرة.

من جهة أخرى، يقاطع أحد حزبي المعارضة الرئيسيين "حركة نهضة الكاميرون" الذي يقوده موريس كامتو الاقتراع. وكامتو هُزم في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 2018 في مواجهة الرئيس بيا.

ويؤكد حزب بيا "التجمع الديمقراطي للحزب الكاميروني" أنه واثق من الفوز في البرلمان حيث يتمتع حالياً بأغلبية ساحقة تتمثل في 148 مقعداً من أصل 180.

وقال كامتو مؤخراً "لا يمكننا أن نحصل سوى على عدد قليل من مقاعد النواب وبعض الأعضاء في المجالس البلدية، فكيف يمكننا أن نؤثر على مجرى الأحداث في الكاميرون؟".

والرهان الآخر لهذه الانتخابات هو الشكل المقبل للمعارضة. وقال ستيفان أكوا الباحث في مؤسسة بول إنغو إيلا "في غياب حركة نهضة الكاميرون من سيكون حزب المعارضة الأول؟".

ويقوم مرشحو عدد من أحزاب المعارضة ـ يبلغ عددهم 49 في المجموع ـ بمناظرات ومقابلات على شبكات التلفزيون.

وتتوجه الأنظار الآن إلى الحزب المعارض الآخر "الجبهة الاجتماعية الديمقراطية" الذي يشغل حالياً 18 مقعداً في البرلمان، وقرر بعد تردد المشاركة في الانتخابات.

لكن هذا الحزب ينتشر خصوصاً في المناطق الناطقة باللغة الإنجليزية ويتعرض لضغوط الحركات الاستقلالية التي تتهمه بتفضيل حل فدرالي، يرفضه بيا أساساً.

وفي غياب أي قلق على الأغلبية في البرلمان، تركز وسائل الإعلام على المجالس البلدية إذ يمكن أن تنتقل في بعض المدن الكبرى، بينها العاصمة الاقتصادية دوالا إلى المعارضة.