الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

فتح صفحة بيضاء مع القارة السمراء.. سر الاهتمام الإسرائيلي

فتح صفحة بيضاء مع القارة السمراء.. سر الاهتمام الإسرائيلي

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

طرقُ دولة الاحتلال الإسرائيلي أبواب السودان ليس المحاولة الأولى للدخول إلى القارة السمراء التي طالما رفضت السياسات العنصرية لسلطات الاحتلال بحق الفلسطينيين.

ضجة كبيرة أثارها اللقاء الذي جرى بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان، بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطة السلام في الشرق الأوسط المعروفة إعلامياً بصفقة القرن.

ونشر رئيس الوزراء الإسرائيلي تغريدة على صفحته في تويتر ذكر فيها أنه التقى البرهان 3 فبراير الجاري في أوغندا، وأشار إلى أنهما اتفقا على بدء التعاون على إقامة العلاقات.


وبعد التغريدة عقدت الحكومة السودانية اجتماعاً طارئاً لتوضيح أسباب الاجتماع، وأكد البرهان أن موقف الخرطوم من القضية الفلسطينية لم يتغير، وأن بلاده تواصل دعمها لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وأكد أنه اتخذ هذه الخطوة من أجل الحفاظ على الأمن القومي للسودان.


ومن وجهة نظر بعض الخبراء السياسيين، فإن السودان يرغب في أن تساعده إسرائيل على توطيد علاقاته مع الولايات المتحدة الأمريكية، وفق ما ذكر موقع يونايتد وورلد.

ويطمع السودان أيضاً بالوساطة الإسرائيلية عند أمريكا ليتم حذفه من قائمة الإرهاب، وتحدث نتنياهو في هذه القضية خلال اجتماعه الأخير مع وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو.

وذكرت وسائل إعلامية إسرائيلية في وقت سابق أن السودان يفكر في إمكانية تطبيع العلاقات مع إسرائيل من أجل رفع العقوبات الأمريكية.

الهدف الإسرائيلي من الاهتمام بأفريقيا



أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن أهداف الاهتمام الإسرائيلي بأفريقيا تتمحور حول توفير المجال الجوي السوداني لطائراتها المدنية، وكون السودان بلداً عربياً مهماً وجزءاً من جامعة الدول العربية.

اجتمعت إسرائيل بالحكومة السودانية تزامناً مع صفقة القرن طمعاً بتوسيع قاعدة دعمها بين الدول العربية.

كما أن اهتمام إسرائيل بأفريقيا يعود في المقام الأول لكونها قارة مجاورة، وبسبب المجال الجغرافي الذي يقع وراء الدول العربية.

وتعتبر الدول الأفريقية الـ54 كتلة تصويت رئيسية في الأمم المتحدة وتشكل ما يقارب نصف أعضاء جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.

ولاحظ الخبراء أن إسرائيل تولي اهتماماً للقرن الأفريقي باعتباره سوقاً مهماً لصادرات الأسلحة.

تاريخ من المحاولات



وهذه ليست المحاولة الإسرائيلية الأولى فهناك تاريخ من المحاولات، ففي العام الماضي قام نتنياهو بزيارة إلى تشاد بغرض إعادة العلاقات الدبلوماسية مع هذا البلد طمعاً بموقعه الاستراتيجي وأهميته الكبيرة، وأشارت التحليلات إلى أن إسرائيل تحاول إعادة العلاقات مع تشاد

لإرساء الأساس في تطبيع العلاقات مع الدول ذات الغالبية المسلمة كالسودان ومالي والنيجر.

وفي فبراير 2019 كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد تحدث في كلمته أمام رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية الكبرى عن عودة إسرائيل إلى أفريقيا، وخصّ مالي والنيجر لأنهما أمثل بلدين لإقامة العلاقات الدبلوماسية.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن إسرائيل تحاول إقامة علاقات دبلوماسية رسمية مع المغرب من خلال صفقة أمريكية.

وفي خمسينات وستينات القرن الماضي بدأت إسرائيل وضع استراتيجية لتطوير العلاقات مع أفريقيا، وفي عام 2016 أعادت إسرائيل العلاقات الدبلوماسية مع غينيا، وحينها أصبح نتنياهو أول رئيس وزراء إسرائيلي يزور أفريقيا لأول مرة منذ 3 عقود.

افتتحت إسرائيل العام الماضي سفارة رسمية لها في رواندا، وفي علاقاتها مع البلدان الأفريقية تصف إسرائيل نفسها بأنها منقذ القارة، وتقترح إجراء عمليات إصلاحية في الإنتاج الزراعي وتوسيع شبكة مياه الشرب.

وتنفذ الوكالة الإسرائيلية للتعاون الإنمائي الدولي عدة مشاريع في العديد من البلدان الأفريقية منها بوركينا فاسو والسنغال والكاميرون وإثيوبيا وغانا وليبيريا ومدغشقر ورواندا وغيرها.

كما تعتبر إمدادات تقنيات الأمن السيبراني من الأساليب لتوسعة شبكة تجسسهم في البلدان الأفريقية.