الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

«الأمير المصرفي».. نيجيريا تعزل أحد أهم «سلاطين» أفريقيا

أعلنت السلطات في نيجيريا، أكبر بلد أفريقي من حيث عدد السكان، عزل لاميدو السنوسي أمير سلطنة «كانو» الواقعة في شمال البلاد وتجريده من لقبه الأميري، إثر تفاقم الخلاف بين الحكومة والرجل الذي صنفته مجلة «تايم» ضمن الشخصيات الأكثر تأثيراً في عالم 2011.

وتعد كانو، ذات الأغلبية المسلمة، ثاني أكبر مدن نيجيريا، وتعتبر إحدى أعرق سلطنات غرب أفريقيا، حيث يعود تاريخ سيطرتها لأكثر من ألف عام، قبل أن تُخضع السلطة النيجيرية إمارات البلاد إلى سلطتها السياسية وتحدّ كثيراً من نفوذ الأمراء منذ الستينات.

وحسب تقرير لمجلة «جون آفريك» عُرف لاميدو السنوسي بتصريحاته المثيرة للجدل، والمناهضة لما يصفها بالنخبة الفاسدة في نيجيريا، وذلك حتى أثناء شغله منصب محافظ البنك المركزي في البلاد، حيث كشف عن اختفاء 20 مليار دولار من عائدات النفط، ما أدى لتنحيته من منصبه ومصادرة جواز سفره في 2014.

وخلال أشهر قليلة بعد ذلك عاد الرجل إلى السلطة من بوابة أخرى، حيث توج بعرش «كانو» بعد وفاة عمه الذي كان يحمل هذا اللقب، ليصبح الأمير الـ14 «محمدو السنوسي الثاني».

ومنذ ذلك الحين عارض السنوسي علناً حاكم الولاية المنتخب عبدالله غاندوجي وخاض الرجلان صراعاً تصاعد خلال العام الماضي بعد تقسيم غاندوجي إمارة «كانو» إدارياً إلى 5 ولايات، تاركاً الولاية الأصغر مساحة والأكثر كثافة سكانية للسنوسي.

وفي بيان أصدره مكتب الحاكم، الاثنين، أعلنت السلطات المحلية عزل الأمير بحجة عدم احترامه للسلطات ورفضه الدائم للحضور للاجتماعات التي يعقدها المحافظ، إضافة إلى اتهاماته المتكررة للنخبة في الشمال النيجري بالفساد وقبول الرشوة.

ويعد السنوسي ثاني أهم مرجعية إسلامية في نيجريا التي يتجاوز عدد سكانها 190 مليوناً، ويشتهر بآرائه وتصريحاته المثيرة للجدل والمنتقدة للطبقة السياسية والممارسات الاجتماعية.

وفي الوقت الذي يتفاخر الكثير من رجال نيجيريا بتعدد زيجاتهم، أثار السنوسي سخط طيف واسع من المجتمع، بربطه في 2017، بين ظاهرة التعدد وتفشي الإرهاب في شمال نيجيريا الذي يعد مركز عمليات جماعة «بوكو حرام» الإرهابية.

وفيما أكد، آنذاك، أن الخطأ لا يتعلق بتعدد الزوجات في حد ذاته، شدد الرجل على أن البلاد تشهد أزمة سكانية ومشاكل أمنية كبيرة بسبب «إصرار الرجال العاجزين مادياً، على الزواج بمزيد من النساء وإنجاب الكثير من الأطفال الذين يجدون أنفسهم في النهاية في صفوف عصابات الجريمة والإرهاب».