الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

تحذير من كارثة مرعبة حال تفشي كورونا في أفريقيا

تحذير من كارثة مرعبة حال تفشي كورونا في أفريقيا

رجل يرتدي قناعا واقيا في جوهانسبرغ بجنوب افريقيا (أ ب)

حذرت صحيفة «الغارديان» من أن من فشل الغرب في احتواء وباء كورونا المستجد المعروف بـ«كوفيد-19» سيصبح مأسوياً حال اجتاح الفيروس العالم النامي، وخصوصاً دول قارة أفريقيا.

وتساءلت الصحيفة البريطانية عن مصير العالم إذا وصل الفيروس بشكل وبائي للدول الأفريقية التي لا تمتلك بنية صحية واقتصاداً يتحمل المشكلات الناجمة عن هذا الخطر في الوقت الذي يدمر فيه الوباء دولاً غربية غنية.

وعلى الرغم من أن أفريقيا لديها عدد أقل من حالات الإصابة بالفيروس ومعدل إصابة أبطأ من المملكة المتحدة، على سبيل المثال، إلا أن العديد من دول القارة اتخذت إجراءات أكثر تطرفاً بشكل كبير، لمنع انتشاره عما فعلته بريطانيا.

في السودان، بعد تسجيل حالة وفاة واحدة، تم إغلاق جميع المدارس والجامعات، كما اتخذت عدة دول أخرى مثل مصر، الاحتياطات القصوى، وأغلقت مطاراتها.

وقالت الصحيفة البريطانية في أفريقيا لا يوجد إنكار، ولا توجد رسائل مختلطة، ولا يوجد وعد لا أساس له حول مدى سرعة السيطرة على الفيروس.

وتابعت الصحيفة: «إن الإجراء الصعب، وفي الوقت المناسب نتج عن النضج السياسي وتجارب مريرة، والوعي بأن أنظمة الرعاية الصحية العامة في هذه البلدان والمثقلة بالفعل لا يمكن أن تستمر في تحمل هذا العبء».

ولا يزال وباء الإيبولا في عام 2014 ماثلاً في ذاكرة بلدان أفريقيا جنوب الصحراء؛ لقد كانت تجربة أظهرت أن الوقاية والاحتواء هي الأمل الوحيد لصد آلاف الوفيات.

وأضافت الصحيفة: «إذا كنا قلقين بشأن الفشل في احتواء الفيروس في أوروبا الغربية والولايات المتحدة، فإن مضاعفات هذا الرعب تنتظر في العالم النامي».

مع القليل من وسائل التدخل الطبي، والعديد من عوامل الخطر الأخرى مثل سوء التغذية، والكثافة السكانية العالية، وثقافة التقارب الاجتماعي، ونقص الوصول إلى المياه ومرافق الغسيل، يمكن لمعدلات الوفيات أن تقزم ما شوهد حتى الآن في الغرب.

وأوضحت «الغارديان» أن هناك القليل من البيانات حول تأثير الأوبئة السابقة في أفريقيا مثل الأنفلونزا الإسبانية 1918-1919 (باستثناء جنوب أفريقيا، حيث هلك فيها 6 % من السكان).

وتشير التقديرات إلى أن ما يصل إلى 30 % من إجمالي عدد الوفيات القاتلة للأنفلونزا الإسبانية جاء من بلد واحد، الهند.

وفي أفريقيا، يبدو أن الدول التي عانت من أعلى الخسائر في ذلك الوقت هي التي كانت الأكثر تعرضاً للتدفقات العالمية من البشر ورأس المال، عبر الموانئ أو عبر طرق التنقل البحرية والبرية.

وحذرت منظمة «إغاثة جوعى العالم» الألمانية من العواقب الوخيمة لوباء فيروس كورونا المستجد على أفريقيا والدول النامية.

وقالت رئيسة المنظمة، مارلين تيمه: «من المتوقع أن نرى خلال الأسابيع والأشهر المقبلة الكثير من الموتى هناك»، موضحة أن الفقر سيواصل تزايده هناك جراء العواقب الاقتصادية الوخيمة الناجمة عن الوباء.

وذكرت تيمه أن الفيروس سيكون له عواقب مدمرة على الدول التي بها نظام صحي سيئ أو غير فعال.

إنه الموضوع المتكرر لكيفية حدوث الوباء حتى الآن، الفقراء، وغير المؤمن عليهم، والمعدومون، ومن لا يملكون المعلومات، والأقل حركة هم أكثر الضحايا، بحسب الغارديان.

وانتقدت الصحيفة نظام العولمة الذي قسم العالم الى الفائزين الذين يخزنون الغنائم، والخاسرين الذين يتدافعون من أجل بقايا الطعام، وحذر من أنه إذا لم تستطع الدول الغنية الثرية أن تتدافع لإنقاذ الفقراء من شعوبها أولاً، فليس هناك أمل في أي جهد لتقديم المساعدة إلى البلدان التي تمتلك جزءاً صغيراً من الموارد.