الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

لاجئو مقديشو «ينتظرون الموت» مع وصول كورونا إلى الصومال

«أنا خائفة جداً من هذا الفيروس القاتل، سمعت عنه فقط من الأخبار، إننا ننتظر الموت حتى يأتي»، بهذه الكلمات تحدثت لصحيفة «الغارديان» عاشو عبدالحي حسن (40 عاماً) وهي أم لـ7 أبناء وتقيم بمخيم نبادون الواقع على مشارف العاصمة الصومالية مقديشو.

ويستضيف المخيم نحو 3 آلاف أسرة، نزحوا مؤخراً من شبيلي السفلى في جنوب الصومال بعد احتدام المعارك بالمنطقة والغارات الجوية الأمريكية.

ويحذر ناشطون في المجال الإنساني من أنه قد يكون من المستحيل وقف انتشار الفيروس في مثل هذه الأماكن، حيث تكون التدابير الوقائية صعبة والتباعد الاجتماعي مستحيلاً، وفي مخيم نبادون، قلة هم الذين يستطيعون شراء الصابون، إضافة إلى الندرة في المياه.

وقال باتريك يوسف نائب مدير اللجنة الدولية للصليب الأحمر في أفريقيا: «يمكن أن يصبح هذا سيئاً للغاية، سيكون الأمر صعباً».

وأضاف «خوفنا هو أن تسعى الحكومات إلى حماية أولئك الذين يرونهم سكانهم وشعوبهم.. وستُترك مخيمات اللاجئين لتتدبر أمورها».

وبالرغم من أن انتشار فيروس كورونا في أفريقيا أبطأ بكثير منه في أوروبا وآسيا، لكن منظمة الصحة العالمية قلقة من الارتفاع الحاد في الحالات عبر القارة في الأيام الأخيرة.

وسجلت المنطقة الأفريقية، بلدان جنوب الصحراء الكبرى بالإضافة إلى الجزائر، 990 حالة إصابة مؤكدة و23 حالة وفاة حتى صباح الثلاثاء.

وحذَّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم من أن الأرقام الرسمية قد تُهوِّن من حجم العدوى الحقيقي في القارة.

وقال أدهانوم «ربما لدينا حالات لم يتم اكتشافها أو حالات لم يتم الإبلاغ عنها»، مضيفاً «لقد رأينا في بلدان أخرى كيف يتسارع الفيروس بالفعل بعد نقطة تحول معينة، لذا فإن أفضل نصيحة لأفريقيا هي الاستعداد للأسوأ، والاستعداد اليوم».

وكانت جنوب أفريقيا والسنغال ورواندا، هي أحدث البلدان التي تفرض قيوداً جديدة صارمة على الحركة.

وقال رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا: إن الشرطة والجيش سيفرضان حظراً لمدة 3 أسابيع، اعتباراً من يوم الجمعة.

لكن لم يحدث اهتمام كبير حتى الآن، بـ6.5 مليون لاجئ في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وكثير منهم يعيشون في ظروف محفوفة بالمخاطر، وغالباً ما أضعفهم بالفعل سوء التغذية والأمراض.

وأضافت «الغارديان» البريطانية في تقريرها، أن مسؤولي الصحة في جميع أنحاء أفريقيا يعلمون أن المستشفيات لا يمكنها التعامل سوى مع جزء بسيط من أولئك الذين يحتاجون إلى الرعاية، إذا انتشر الفيروس عبر المدن المكتظة والقرى النائية وبين السكان المعرضين للخطر، مثل أولئك الذين يعانون من فيروس نقص المناعة المكتسبة (إيدز) وغيرها من الحالات المرضية المزمنة.

وتتحرك السلطات بالفعل، لحماية بعض المواقع، وفي شمال شرق نيجيريا، مُنع الزائرون من دخول المخيمات التي تأوي عشرات الآلاف من النازحين، بسبب حركة بوكو حرام الإرهابية، في محاولة لمنع انتشار الفيروس.

وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، حملة لتوعية اللاجئين في أوغندا حول النظافة والمرافق الصحية، مع زيادة توزيع الصابون ومعقم اليدين، وتدريب العاملين بالمجال الصحي.

ويعتقد خبراء أن بعض المخيمات قد تكون محمية إلى حد ما، بسبب بُعدها عن المناطق الحضرية التي تعد نقاط الدخول المعتادة للفيروس إلى البلدان.

لكن الخطر الكبير هو أن التركيز على التهديد الذي يُمثله الفيروس سيصرف الانتباه عن الاحتياجات الأخرى.