الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

مبادرات ملفتة.. كيف تحارب أفريقيا وباء كورونا؟

منذ بدء تفشي فيروس كورونا المستجد حول العالم، كانت أفريقيا محط أنظار مسؤولي الصحة الدوليين، حيث تصاعدت الإنذارات المحذرة من هشاشة المنظومة الصحية في دول القارة، وكونها لن تصمد كثيراً أمام سرعة انتشار الفيروس.

ورغم معاناة قطاع الصحة الأفريقي من نقاط ضعف واضحة، فإن دول وشعوب القارة بادرت إلى اتخاذ إجراءات للحد من انتشار الوباء وظهرت، في هذا الإطار، مبادرات تُعطي الكثير من الأمل في نجاح أفريقيا في حربها ضد الفيروس.

ومن السنغال إلى أثيوبيا مروراً بتونس والجزائر، قدمت الحكومات، وخبراء الصحة، وحتى الشعوب نماذج للتعاون والتضامن والإبداع تستحق الإشارة ضمن جهود مكافحة الوباء عالمياً.

جهاز فحص بأقل من دولار

في العاصمة السنغالية يسابق العلماء الزمن لإنتاج أجهزة متطورة للفحص الطبي من أجل مواجهة الوباء الجديد.

ويحرز مختبر في داكار تقدماً في أعمال إنتاج جهاز يُمكّن من إجراء اختبارات الكشف عن الفيروس في 10 دقائق فقط.

ووفقاً لمجلة «جون أفريك» فإنه يمكن للسنغال إنتاج 4 ملايين جهاز اختبار في غضون أشهر قليلة، وبتكلفة لا تصل إلى دولار واحد.

ويجري تطوير الجهاز بالتعاون مع معهد باستور ـ داكار، فيما سيتم التنفيذ من قبل شركة «ديا تروبكس» المختصة في الأوبئة الأفريقية التي لا تلاقي عادة الكثير من الاهتمام من قبل المختبرات العالمية.

وفيما تتطلع السنغال لتوزيع أجهزة الفحص السريع على دول أفريقيا، تكثف جهات صحية بريطانية عملها مع داكار لتطوير المنتج السنغالي وإتاحته في الأسواق البريطانية قريباً.

6 أيام حول أفريقيا

أعلنت أثيوبيا الأحد عن انتهاء رحلات خطوطها الجوية لتوزيع مساعدات مقدمة من طرف الملياردير الصيني جاك ما، مؤسس موقع «علي بابا»، إلى أفريقيا للمساهمة في جهود احتواء الوباء.

وطوال 6 أيام تكفلت طائرات الخطوط الأثيوبية بتوصل المساعدات الصينية إلى الدول الأفريقية المستهدفة.



ونشر رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، على «تويتر» صورة تحمل شعار «مؤسسة رئيس الوزراء آبي، وجاك ما، وعلي بابا»، مشيرا إلى أنها مبادرة لحماية أفريقيا من خطر فيروس كورونا.

وانتشر الفيروس المستجد حتى الآن في 46 دولة في أفريقيا سجلت نحو 4800 حالة إصابة و146 حالة وفاة.

عمال محتجزون!

أثار عمال تونسيون إعجاب العالم بعد قرارهم عزل أنفسهم داخل مصنع خاص بإنتاج الأدوات الطبية لتوفير الإمداد اللازم للقطاع الصحي في البلاد.

ويقوم العمال البالغ عددهم 150 عاملاَ غالبيتهم من النساء، بإنتاج 50 ألف كمامة يومياً مع لوازم صحية أخرى.



وتم إغلاق المصنع على العمال، مع مؤونة غذائية تكفي لمدة شهر، وأماكن نوم منفصلة لـ110 نساء و40 رجلاً.

ابتكارات وتبرعات

وفي دول أفريقية عدة بادر مهندسون محليون إلى ابتكار آليات ومعدات وقائية وتطوير تطبيقات لتسريع الاستجابة للتحديات التي يفرضها الواقع الجديد.

ففي الجزائر قام مبرمجون بتطوير تطبيق هاتفي يسمح بتتبع الأشخاص المصابين ومخالطيهم، وتبليغ السلطات عبر إشعارات آنية.

وفي تونس، لفت روبوت على شكل مدرعة صغيرة الأنظار بعد استعمالها من قبل الأمن التونسي لتوعية المواطنين، ورصد مخالفي الحجر الصحي في البلاد.



وفي أفريقيا كذلك، أسهمت شركات محلية كبرى على غرار منصة «جوميا» التي تعرف بـ«أمازون» أفريقيا، في جهود احتواء الوباء، حيث أعلنت هذه المنصة، عن توزيع مجاني لمعقمات الأيدي، كما تبرعت بمعدات للأجهزة الصحية في عدد من دول القارة.

وفي بلدان عدة مثل مصر، نيجريا، المغرب، موريتانيا وتونس، أعلن رجال أعمال وقادة عن تبرعات سخية لصناديق خاصة بمواجهة أزمة كورونا الجديدة.