السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

غضبٌ في أديس أبابا: 50 قتيلاً في احتجاجات عرقية أعقبت اغتيال مغنٍ شهير

وصل عدد قتلى الاحتجاجات الواسعة، التي أشعلها اغتيال المغني الإثيوبي الشهير هاشالو هونديسا، الاثنين الماضي، إلى 50 شخصاً على الأقل، بحسب جيتاشو بالشا، المتحدث الإقليمي في منطقة أوروميا العرقية الإثيوبية.

وأضاف المتحدث، اليوم، أن قتلى الاحتجاجات، التي أعقبت مقتل المغني ذي الشعبية الكبيرة، بينهم متظاهرون وأفراد من قوات الأمن، مشيراً إلى إضرام النيران في بعض الشركات، وعلق: «لم نكن مستعدين لهذا».

ومن المقرر أن تقام جنازة المغني هونديسا غداً في أمبو، مسقط رأسه.

كانت الشرطة الإثيوبية ومصادر طبية قد أفادت، في وقت سابق، بأن ما لا يقل عن 10 أشخاص قُتلوا وأصيب ما يربو على 80، بعدما أثار مقتل المغني انفجارات واحتجاجات في العاصمة أديس أبابا ومنطقة أوروميا المحيطة بها أمس.

وتسلط القلاقل الضوء على الانقسامات المتنامية في قاعدة نفوذ رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، وسط أبناء عرق الأورومو، حيث يزداد تحدي النشطاء العرقيين للحكومة، بعد أن كانوا حلفاء لها.

وفي كلمة نقلها التلفزيون مساء أمس، وصف أبي قتل المغني هونديسا بأنه «عمل شرير».

وقال «إنها فعلة ارتكبها واستلهمها أعداء في الداخل والخارج، لزعزعة سلامنا، ومنعنا من تحقيق الأمور التي بدأناها».

وذكرت الشرطة أن هاشالو قُتل بالرصاص مساء الاثنين. وقال مفوض شرطة مدينة أديس أبابا جيتو أرجاو لوسائل الإعلام الرسمية إن الشرطة اعتقلت بعض المشتبه بهم، لكنه لم يقدم مزيداً من التفاصيل.

وأضافت مصادر الشرطة أنه جرى التخطيط للقتل جيداً على ما يبدو.

وانتفضت العاصمة أديس أبابا صباح اليوم التالي. وقال مفوض الشرطة الاتحادية في إثيوبيا إنديشو تاسيو إن 3 انفجارات هزت المدينة.

وأضاف في كلمة أذاعها التلفزيون أمس: «قُتل بعض المتورطين في زرع قنبلة، علاوة على مدنيين أبرياء». ولم يقدم تفاصيل أخرى.

وأضاف أن ضابط شرطة قُتل أيضاً في العاصمة خلال مواجهة مع الحرس الشخصي لقطب الإعلام جوهر محمد. وكان العشرات قد لقوا حتفهم عندما اشتبك أنصار جوهر مع الشرطة في أكتوبر الماضي.

وينتمي كل من رئيس الوزراء وجوهر والمغني القتيل إلى عرق الأورومو، وهي أكبر جماعة عرقية في إثيوبيا واشتكت طويلاً من تهميشها إلى أن عُين أبي رئيساً للوزراء عام 2018.

لكن جوهر أصبح منتقداً قوياً لأبي، بعد أن كان من أقوى أنصاره.

وقال مفوض الشرطة الاتحادية إنديشو إنه جرى اعتقال الإعلامي وزعيم حزب سياسي معارض ينتمي للأورومو و33 شخصاً آخرين. وأضاف أن الشرطة صادرت أسلحة وأجهزة لاسلكي من حرس جوهر.

وقالت المحطة التلفزيونية المملوكة له إنها أرغمت على البث عبر الأقمار الصناعية من ولاية مينيسوتا الأمريكية، بعدما داهمت الشرطة الإثيوبية مكاتبها واحتجزت موظفين.

وعلق جوهر على مقتل المغني عبر صفحته على «فيسبوك» صباح أمس، وقال «لم يقتلوا هاشالو فحسب. لكنهم أطلقوا الرصاص على قلب أمة الأورومو مرة أخرى. يمكنكم قتلنا، جميعاً.. لكنكم لن توقفونا، أبداً».

كان المغني قد انتقد القيادة الإثيوبية في مقابلة مع الشبكة الإعلامية المملوكة لجوهر الأسبوع الماضي.

وقال مسؤول طبي يُدعى ميكونين فيسا إن المستشفى الرئيسي في بلدة أداما استقبل نحو 80 مصاباً معظمهم أصيبوا بطلقات نارية، لكن بعضهم تعرض للضرب أو الطعن. وقال إن 8 أشخاص لقوا حتفهم في الطريق إلى المستشفى أو بعد الوصول إليه.

وأظهرت لقطات متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي حشوداً كبيرة تحيط بسيارة قيل إنها تحمل جثمان هاشالو وتسير ببطء إلى مسقط رأسه في بلدة أمبو، التي تبعد نحو 100 كلم إلى الشرق من أديس أبابا.

وعملت خدمات الهاتف بشكل متقطع وتعطل الإنترنت، وهي خطوة اتخذتها السلطات من قبل أثناء الاضطرابات السياسية.

وقالت منظمة «نت بلوكس» التي ترصد انقطاع الإنترنت في العالم إن الإنترنت توقف في نحو الساعة التاسعة صباحاً بالتوقيت المحلي وإن ذلك الانقطاع هو الأشد خلال العام المنصرم.