الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

مسؤول صحي كبير: كورونا ينتشر في جنوب أفريقيا «كحرائق الغابات»

مسؤول صحي كبير: كورونا ينتشر في جنوب أفريقيا «كحرائق الغابات»

«تناقض كبير» بين وفيات كورونا وإجمالي الوفيات. (أ ف ب)

أعلن مجلس البحوث الطبية في جنوب أفريقيا عن وجود «تناقض كبير» بين حالات الوفاة المؤكدة بفيروس كورونا المستجد في البلاد، وعدد الوفيات الزائدة الناتجة عن أسباب طبيعية، في حين يقول كبير مسؤولي الصحة في قارة أفريقيا إن الفيروس ينتشر هناك «كحرائق الغابات».

ويُظهر تقرير جديد، صدر مساء أمس، وجود أكثر من 17 ألف حالة وفاة زائدة في جنوب أفريقيا في الفترة من 6 مايو حتى 14 يوليو، مقارنة ببيانات العامين الماضيين، في حين بلغت حالات الوفاة المرتبطة بالفيروس 5940.

وجاء في التقرير: «في الأسابيع الماضية، أظهرت الأرقام زيادة لا هوادة فيها، بحلول الأسبوع الثاني من يوليو بأن هناك 59% من الوفيات لأسباب طبيعية، أكثر مما كان متوقعاً استناداً إلى البيانات التاريخية».

وقالت رئيسة المجلس، غليندا غراي، في بيان، إن الوفيات الزائدة يمكن أن تعزى إلى فيروس كورونا، وكذلك إلى أمراض أخرى واسعة الانتشار، مثل فيروس نقص المناعة البشرية، والسل، حيث يتم إعادة توجيه العديد من الموارد الصحية نحو الوباء.

في الوقت نفسه، يُعتقد أن بعض سكان جنوب أفريقيا يتجنبون المرافق الصحية، حيث تنتشر المخاوف من انتشار الفيروس، كما أن المستشفيات العامة مغمورة بالمرضى.

وقال وزير الصحة الجنوب أفريقي، زويلي مخيزي، عن التقرير «في جميع البلدان التي بها فيروس كورونا، نرى ذلك».

وتعد جنوب أفريقيا، أكثر دول القارة السمراء تقدماً، الآن واحدة من أكبر 5 مناطق ساخنة في العالم.

باتت تشكل أكثر من نصف الحالات المصابة في القارة الأفريقية بإجمالي 394.948، ومن المتوقع أن يتجاوز العدد 400 ألف بحلول نهاية اليوم.

ويوجد في دول أفريقيا الـ54 الآن أكثر من 750 ألف إصابة.

وصرح جون نكينغاسونغ، مدير المراكز الأفريقية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، للصحفيين اليوم، بأن الوضع في جنوب أفريقيا «مقلق للغاية».

وأضاف: «الآن أصبح هناك دول أفريقية أخرى تشهد أزمة، كينيا. الحالات هناك تزداد بسرعة كبيرة».

وسجلت كينيا، المركز التجاري لشرق أفريقيا، الآن أكثر من 14000 إصابة.

الانتشار المحلي للفيروس بدأ في الكثير من الدول في أنحاء القارة، وبمجرد ظهوره في المجتمعات الأكثر فقراً وعرضة للخطر، مثل الأحياء العشوائية فسوف «ينتشر كالنار في الهشيم، وهو ما نشهده في جنوب أفريقيا الآن» بحسب نكينغاسونغ.



العدد الحقيقي للإصابات في أفريقيا غير معروف، كما يشير التقرير. والاختبارات ما زالت مقيدة بنقص الإمدادات، حيث خضع 7.2 مليون شخص فقط للاختبار في قارة يبلغ تعداد سكانها 1.3 مليار نسمه.

عمليات جمع البيانات أيضاً غير كاملة، لأن بعض الأشخاص يلقون حتفهم في منازلهم قبل إجراء الاختبارات.

وعدد قليل من دول أفريقيا استعد لتتبع واسع النطاق لحالات الوفاة حتى قبل ظهور الجائحة.

وما زالت نسب الوفاة بين حالات الإصابة في أفريقيا منخفضة لا تتجاوز 2%، لكن ذلك القياس لا يمكن الاعتماد عليه إذا لم تكن السلطات تعرف الأعداد الحقيقية للوفيات.

ومع التزايد الحاد في أعداد الإصابات، يقول رئيس مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في أفريقيا : «فرض وضع الكمامات بشكل عام في القارة، أمر بالغ الأهمية في هذه المرحلة الحرجة»، فيما يحذر عدد من المسؤولين في جنوب أفريقيا وأماكن أخرى من حالة الضجر والإرهاق التي قد ترتبط بالجائحة.

وأعلنت الكثير من دول أفريقيا الإغلاق بسرعة مع اجتياح الفيروس لأرجاء أوروبا والولايات المتحدة، ما أخر تفشيه داخلياً.

لكن الضغوط الاقتصادية أجبرت معظم الحكومات على تخفيف القيود، بالرغم من أن جنوب أفريقيا عاودت هذا الشهر فرض حظر على مبيعات الكحول للمساعدة في إخلاء أسرّة مستشفيات.

وقال نكينغاسونغ «القارة ما زالت أمامها فرصة للمقاومة بشكل ناجح» مشيراً إلى أن 37 دولة ما زال عدد حالات الإصابة بها دون 5 آلاف حالة.