السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

صراع إثيوبيا.. أزمة داخلية تنذر بعواقب تمتد إلى الشرق الأوسط وأوروبا

صراع إثيوبيا.. أزمة داخلية تنذر بعواقب تمتد إلى الشرق الأوسط وأوروبا

لاجئ إثيوبي مصاب بعد عبوره الحدود إلى السودان. (أي بي أيه)

تهدد الحرب الأهلية والصراع العرقي في إثيوبيا مع تفشي جائحة الفيروس التاجي، بعواقب قد يتردد صداها وتمتد آثارها العدائية إلى شرق إفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا.

فقد يؤدي القتال بين حكومة رئيس الوزراء الإثيوبي الحائز جائزة نوبل للسلام أبي أحمد والقوميين التيغرايين في الشمال إلى تمدد منحنى هذه الأزمة المتطورة إلى الصراع الأذربيجاني الأرميني في القوقاز، والحروب الأهلية في سوريا وليبيا، وتصاعد التوتر في شرق البحر الأبيض المتوسط ​​بالإضافة إلى القرن الإفريقي، بحسب تقرير نشره مركز الدراسات الدولية والإقليمية بجامعة جورج تاون الأمريكية.

كما أنه من المتوقع أن يلقي الصراع بظلاله على الآمال بأن اتفاقية السلام التي استمرت عامين مع إريتريا المجاورة والتي منحت أبي أحمد جائزة نوبل ستسمح لإثيوبيا بمعالجة مشاكلها الاقتصادية والانقسامات العرقية.

شبح المجاعة

وأخيراً، من شأنه أن يثير شبح المجاعة المتجددة في بلد نجح أبي أحمد في وضعه كنموذج للتنمية الاقتصادية والنمو الإفريقي.

وتأتي التوترات المتصاعدة مع فشل إثيوبيا ومصر والسودان في الاتفاق على نهج تفاوضي جديد لحل النزاع المستمر منذ سنوات حول السد المثير للجدل الذي تبنيه إثيوبيا على النيل الأزرق.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد حذر مؤخراً من أن مصر دولة المصب قد تنتهي بـ«تفجير» المشروع، الذي وصفته القاهرة بأنه تهديد وجودي.



مواجهة عنيفة

وتصاعدت المخاوف من مواجهة عنيفة مطولة بعد أن حشدت الحكومة الإثيوبية مؤخراً قواتها المسلحة، وهي واحدة من أقوى الجيوش في المنطقة وأكثرها صرامة، لقمع انتفاضة مزعومة في تيغراي هددت بتقسيم إحدى وحداتها العسكرية الرئيسية المتمركزة على طول المنطقة الاستراتيجية عند الحدود مع إريتريا.

وتصاعدت التوترات بين تيغراي والحكومة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا منذ أن قام أحمد في وقت سابق من هذا العام بتحويل المخصصات المالية التي تهدف إلى مكافحة وباء الجراد في الشمال لمواجهة جائحة فيروس كورونا.

وزاد التوتر من خلال رفض تيغراي لطلب الحكومة تأجيل الانتخابات الإقليمية بسبب الوباء وإعلان أبي أحمد حالة الطوارئ لمدة 6 أشهر. رأى أهالي التيغراي أن هذه الخطوات تبدد آمالهم في دور أكبر في الحكومة المركزية.

على خطى أردوغان

مثل خطط الرئيس التركي رجب أردوغان في القوقاز وشرق البحر الأبيض المتوسط ​​وشمال إفريقيا، قد يرى أبي أحمد فرصة سانحة في الوقت الذي تركز فيه الولايات المتحدة على انتقالها الرئاسي المتقلب، ما يترك القيادة الأمريكية في إفريقيا بدون توجيه واضح من واشنطن حول كيفية الرد على التوتر المتصاعد في القرن الإفريقي.

إن تصاعد النزاع في تيغراي يمكن أن يهدد جهود ترسيخ عملية السلام الإثيوبية الإريترية؛ إقناع الزعيم الإريتري أسياس أفورقي، المعادي لتيغراي، باستغلال الخلاف لتعزيز طموحاته الإقليمية؛ وجذب قوى خارجية من بينها تركيا وقطر، الساعيتان لبسط النفوذ في القرن الإفريقي.



توتر عرقي

ويثير الصراع كذلك شبح التوتر العرقي في أماكن أخرى في إثيوبيا، وهي اتحاد فيدرالي لمناطق الحكم الذاتي المحددة عرقياً، على خلفية المناوشات والاغتيالات التي وقعت في الأشهر الأخيرة مع أفراد عرقية الأمهرة، والعنف ضد التيغرايين في أديس أبابا، والاشتباكات بين الصوماليين وعفار والتي نتج عنها جرح وقتل العشرات.

تدفق المهاجرين

وقد يؤدي الصراع العسكري في تيغراي أيضاً إلى تسريع تدفق المهاجرين الإريتريين إلى أوروبا، حيث يمثلون بالفعل جزءاً كبيراً من الأفارقة الذين يبحثون عن آفاق أفضل في الاتحاد الأوروبي.

ويليام دافيسون، كبير المحللين في مجموعة الأزمات الدولية، يقول «بالنظر إلى الموقف الأمني ​​القوي نسبياً لتيغراي، فقد يكون الصراع طويل الأمد وكارثياً».

ويضيف «أن الحرب يمكن أن ترهق بشدة دولة إثيوبية تعاني بالفعل من عدة تحديات سياسية خطيرة ويمكن أن ترسل موجات من الصدمة إلى منطقة القرن الإفريقي وما وراءها.»