الثلاثاء - 16 أبريل 2024
الثلاثاء - 16 أبريل 2024

مسؤول عسكري إثيوبي يقر بمشاركة قوات إريترية في معارك تيغراي

مسؤول عسكري إثيوبي يقر بمشاركة قوات إريترية في معارك تيغراي

إثيوبيات فارات من الصراع في تيغراي. (أ ف ب)

أكد مسؤول عسكري إثيوبي بارز ضلوع قوات أمنية من إريتريا المجاورة في الصراع الدامي الذي شهده إقليم تيغراي شمالي إثيوبيا، في تناقض مع نفي أعلنته الحكومة الإثيوبية.

كانت الولايات المتحدة الأمريكية قالت الشهر الماضي، إنها تعتقد أن قوات إريترية تنشط في إثيوبيا، وهو «تطور خطير»، حيث زعم الفارون من تيغراي أن القوات الإريترية متورطة في القتال واستهداف واختطاف اللاجئين الإريتريين من معسكرات بالقرب من الحدود الإريترية أيضاً، وكذلك العشرات من سكان تيغراي.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قال الشهر الماضي إن رئيس الوزراء الإثيوبي الحائز جائزة نوبل للسلام آبي أحمد لتحقيقه السلام مع إريتريا عام 2018 قد «ضمن» عدم دخول القوات الإريترية تيغراي.

وإريتريا التي تصفها جماعات حقوقية بأنها واحدة من أكثر دول العالم قمعاً عدو لدود لحكومة تيغراي الفارة، التي هيمنت يوما على الحكومة الإثيوبية، غير أنها تعرضت للتهميش بعد تولي آبي السلطة وتعتبر حكمه الآن غير شرعي. وفي المقابل، تصف الحكومة الإثيوبية زعماء تيغراي بالمجرمين.

وكانت مجلة «أديس ستاندرد» المحلية نشرت تصريحات الميجور جنرال بيلاي سيوم، قائد القيادة الشمالية لقوات الدفاع الإثيوبية، أمس الأربعاء، بالإضافة إلى تسجيل مصور له وهو يتحدث إلى سكان ميكيلي عاصمة تيغراي، أواخر الشهر الماضي.

وقال بيلاي في تصريحات مترجمة: «جاء جيش غريب، لم نكن نريده... نحن نعلم المشكلات التي تثار، إنها مؤلمة، لكن من سمح لهم بالدخول؟»، مضيفاً أنهم «لم يكونوا موضع ترحيب... ضميري لا يسمح لي أن أقول للجيش الإريتري، تعال ساعدنا... يمكننا حل مشكلاتنا بأنفسنا».

ولم يستجب وزير الدولة الإثيوبي للشؤون الخارجية رضوان حسين بعد لطلب التعقيب، مع احتفال البلاد بعيد الميلاد الأرثوذكسي. كما لم يرد وزير الإعلام الإريتري على طلبات التعليق على المسألة.

كان تدخل القوات الإريترية في منطقة تؤوي قرابة الـ100 ألف لاجئ إريتري في مخيمات، مصدر قلق كبير للعاملين في المجال الإنساني وغيرهم. وما زال هناك مخيمان للاجئين يصعب الوصول إليهما فعلياً، بعد اجتياح الصراع للمنطقة. ولقي ما لا يقل عن 5 من العاملين في المجال الإنساني مصرعهم.

وفر آلاف اللاجئين الإريتريين إلى العاصمة أديس أبابا وإلى ميكيلي، غير أن الحكومة الإثيوبية أثارت مزيداً من القلق الشهر الماضي، عندما أعلنت أنها كانت تضع اللاجئين «المضللين» على متن حافلات وتعيدهم إلى المخيمات.

وفي هذا الصدد، قالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين إنها لم تبلغ بشكل مسبق، وأضافت أن أي إعادة قسرية ستكون «غير مقبولة على الإطلاق». وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، الشهر الماضي: «تلقينا عدداً هائلاً من التقارير المثيرة للقلق عن مقتل واختطاف وإعادة لاجئين إريتريين في تيغراي قسراً إلى إريتريا... إذا تم تأكيد هذه الإجراءات، فسوف تشكل انتهاكاً كبيراً للقانون الدولي».

ولا أحد يعرف كم ألف شخص لقوا مصرعهم في صراع تيغراي، الذي شب في 4 نوفمبر الماضي، وما زالت الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى تطلب وصولاً كاملاً بدون عوائق لمنطقة كانت محرومة من الطعام والأدوية والإمدادات الأخرى طوال أسابيع، بعد قطع طرق النقل.

وما زال التحقق من الأوضاع داخل تيغراي يمثل تحدياً مع عودة الاتصالات، حيث تحتجز السلطات الإثيوبية عدداً من الصحفيين أو تمنع سفرهم إلى المنطقة.