الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

أول تقييم للوضع الإنساني في تيغراي: المستشفيات تعرضت لقصف مدفعي

أول تقييم للوضع الإنساني في تيغراي: المستشفيات تعرضت لقصف مدفعي

لاجئة إثيوبية من تيغراي. (أ ف ب)

تعرض العديد من مستشفيات إقليم تيغراي الإثيوبي لقصف بالمدفعية خلال أعمال العنف التي استمرت لنحو شهرين، وفقاً لأول تقييم إنساني للدمار مع بدء وصول المساعدات للسكان.

ولم يتبين حجم الضرر إلى حد كبير، بينما تلاحق القوات الإثيوبية قادة الإقليم الهاربين الآن، حيث تدور اشتباكات بين الجانبين. وفرضت السلطات حظراً على المنطقة وقامت بقطع خطوط الاتصال والمواصلات، وأخبر الأشخاص الذين فروا من المنطقة وكالة أسوشيتيد برس وآخرين عن وقوع أعمال نهب وحرق للمنازل.

وسيطر زعماء تيغراي على الحكومة الإثيوبية لما يقرب من 3 عقود قبل أن يتولى رئيس الوزراء الحالي آبي أحمد السلطة ويهمشهم، وسط إصلاحات كاسحة قادته إلى جائزة نوبل للسلام عام 2019، لكن آبي رفض «التدخل» الدولي في الصراع الأخير.

تم إعداد التقييم الإنساني الكامل، الذي اطلعت عليه وكالة «أسوشييتد برس»، على يد بعثة مشتركة من حكومة إثيوبيا ووكالات الأمم المتحدة وجماعات الإغاثة التي زارت عاصمة تيغراي، ميكيلي، وسكان جنوب تيغراي في أواخر ديسمبر، بعد أسابيع من التماس تقدمت به الأمم المتحدة ومنظمات أخرى للوصول إلى المنطقة.

وتراجع مخزون المواد الغذائية والإمدادات الطبية والمتطلبات الأساسية الأخرى بصورة تثير القلق في جميع أنحاء المنطقة. ونقل التقييم عن السلطات الإقليمية قولها إن أكثر من 4.5 ملايين شخص، أي أكثر من ثلثي السكان، بحاجة الآن إلى مساعدات إنسانية.

ويشير التقييم إلى أن «الظروف المعيشية لكل من النازحين حديثاً والمجتمعات المضيفة لا تزال حرجة للغاية»، في إشارة إلى حاجتهم العاجلة إلى الغذاء والمأوى والرعاية الصحية.

ولم يذكر التقييم الجهة التي أطلقت النار على المستشفيات أو التي تسببت في الأضرار. وقالت الوكالة الإنسانية التابعة للأمم المتحدة إنها لم تحصل على تأكيدات بشأن هذه التفاصيل.

ويقول التقييم: «إن مخزون المواد الغذائية الضئيل الذي كانت تحتفظ به المجتمعات المتضررة تعرض للنهب أو الحرق أو الإتلاف»، مضيفاً أن تفشي الجراد أدى إلى تفاقم الوضع.

ويضيف: «نتيجة الصراع، تم حرق أو إتلاف العديد من المنازل والمتاجر الخاصة»، ونُهبت المدارس والمراكز الصحية والمتاجر والمباني الأخرى.

ويتوقع أن يعرض التقييم صورة أكثر قتامة لاستناده إلى زيارة إلى غرب تيغراي، حيث اندلع بعض القتال لأول مرة في أوائل نوفمبر، والذي أدى إلى فرار أكثر من 50 ألف شخص من المنطقة إلى السودان، وأخبر البعض وكالة أسوشيتد برس عن عمليات اختطاف جماعية وتعذيب وقتل على أساس عرقي.

ولطالما أكدت الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية على أن الهجمات المتعمدة على المستشفيات تشكل جرائم حرب.

وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، اليوم السبت، إنه تحدث إلى نائب رئيس الوزراء الإثيوبي، ديميكي ميكونين، لينقل إليه قلق الاتحاد الأوروبي بشأن الوضع في تيغراي، وضرورة السماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل وغير مقيد، مشيراً إلى أن «هذا ليس أحد مطالب الاتحاد الأوروبي - لكن هذا هو القانون الدولي».