الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

ساحل العاج.. انتخابات تشريعية تثير الأمل في عودة الهدوء للحياة السياسية

ساحل العاج.. انتخابات تشريعية تثير الأمل في عودة الهدوء للحياة السياسية

لافتات انتخابية.. وأمل في الأفق السياسي. (رويترز)

دُعي أكثر من 7 ملايين ناخب إلى اختيار نوابهم، اليوم السبت، في ساحل العاج، في اقتراح يثير آمالاً في العودة إلى حياة سياسية سلمية، بعد 4 أشهر من الاضطرابات وحملة لم تشهد حوادث خطيرة.

ويجري التصويت في 22 ألف مركز للاقتراع لانتخاب 255 نائباً في 205 دوائر انتخابية. وللمرة الأولى منذ 10 سنوات، ستشارك كل الأطراف السياسية الكبرى في هذه الانتخابات، بعدما قاطعت المعارضة الاقتراع الرئاسي الذي جرى في أكتوبر 2020 ووقعت قبله وبعده أعمال عنف سقط فيها 87 قتيلاً ونحو 500 جريح.

وجرت الحملة الانتخابية التي انتهت الخميس لهذا الاقتراع بسلام، وهو ما رحبت به اللجنة الانتخابية المستقلة. وقالت اللجنة، الجمعة، إن «مختلف الأطراف المشاركين في العملية رأوا بشبه إجماع أن الحملة جرت في كل أنحاء البلاد بطريقة سلمية، رغم بعض الحوادث التي كانت في نهاية المطاف طفيفة وهامشية».

ويشهد هذا الاقتراع عودة كبيرة للجبهة الشعبية لساحل العاج، حزب الرئيس السابق لوران غباغبو، إلى اللعبة الانتخابية.

وكانت الجبهة الشعبية لساحل العاج قاطعت كل عمليات الانتخاب التي جرت منذ اعتقال غباغبو في أبريل 2011 في أبيدجان، ونقله إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، بعد أعمال عنف أعقبت الانتخابات وقتل فيها حوالي 3000 شخص.

ومن أجل عودتها، أبرمت الجبهة الشعبية، التي تعد محرك تحالف «معاً من أجل الديمقراطية والسيادة» حلفاً انتخابياً مع منافسها التاريخي «الحزب الديمقراطي لساحل العاج» بقيادة الرئيس الأسبق هنري كونيه بيدييه.

وأسس الحزب الديمقراطي لساحل العاج، فيليكس هوفويت بوانيي «أبوالاستقلال»، الذي كان لوران غباغبو من معارضيه الرئيسيين، ما أدى إلى سجنه مرات عدة.

وكانت الجبهة الشعبية والحزب الديمقراطي لساحل العاج قاطعا الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي جرت في 31 أكتوبر. وهما لا يعترفان بإعادة انتخاب رئيس ساحل العاج الحسن واتارا لولاية ثالثة مثيرة للجدل. لكنهما يسعيان اليوم إلى تأمين أغلبية في البرلمان لمنع «توطيد السلطة المطلقة» من قبل واتارا وحزبه «التجمع من أجل الديمقراطية والسلام».

في المقابل، يبدو «التجمع من أجل الديمقراطية والسلام» بقيادة الرئيس واتارا الحزب «الوحيد» القادر على تقديم مرشحين في كل الدوائر، واعداً بـ«موجة برتقالية» لون الحزب، لمواصلة «إصلاحات» رئيس الدولة.

وفي الانتخابات التشريعية السابقة التي جرت في ديسمبر 2016، فاز حزب واتارا الذي تحالف مع الحزب الديمقراطي لساحل العاج بأغلبية مطلقة تمثلت بـ167 مقعداً في البرلمان.

وكانت المحكمة الجنائية الدولية برأت في 2019 غباغبو من تهمة جرائم ضد الإنسانية، لكنه ما زالا يعيش في بروكسل، التي يقيم فيها منذ إطلاق سراحه المشروط، في انتظار استئناف محتمل من قبل المدعية العامة للمحكمة فاتو بنسودا. وينتظر أنصاره بفارغ الصبر عودته «قريباً»، التي أعلنت أخيراً عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك».

وكتب غباغبو: «أنوي، بعودتي، أن آخذ مكاني في عملية المصالحة الوطنية والمساهمة في إعادة ترسيخ أواصر الأخوة والود والتضامن، التي لطالما تميز بها شعبنا». وباسم «المصالحة الوطنية»، أعلن الرئيس واتارا تأييده لهذه العودة.