الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

تحديات بالجملة أمام رجل تشاد القوي الجديد

أثار مقتل الرئيس التشادي إدريس ديبي، تساؤلات عديدة حول مستقبل الأوضاع في البلد الواقع بمنطقة الساحل الأفريقي، خاصة فيما يتعلق بالاستقرار الداخلي ومواجهة حركات التمرد، بالإضافة لمشاركتها في عمليات حفظ السلام بالقارة الأفريقية، وجهود مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل، حيث تعد تشاد شريكاً لأمريكا وأوروبا بجهود مكافحة الإرهاب.

ونشر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، تقريراً حول مستقبل تشاد، بعد مقتل ديبي يوم الثلاثاء، متأثراً بجراح أصيب بها في المواجهات مع المتمردين. وبعد مقتل ديبي، اختار الجيش نجله محمد إدريس ديبي، المعروف باسم «كاكا»، ليتولى رئاسة مجلس عسكري انتقالي، لمدة عام ونصف.

وأجرى المجلس العسكري تعديلاً لدستور البلاد اليوم يمنح القائد الجديد سلطات الرئيس ويعينه قائداً للقوات المسلحة.

تحديات عديدة

وذكر التقرير أن الرئيس الراحل المنتمي لقبيلة الزغاوة، كان يحظى بتأييد الغرب، وخاصة فرنسا، وواجه خلال فترة حكمه التي استمرت 3 عقود، حركات التمرد، وآخرها تمرد جبهة التغيير والوفاق، وقبل وفاته مباشرة كان ديبي قد فاز بفترة ولاية سادسة، وأعلن أنه صد هجوماً للمتمردين على العاصمة نجامينا.

وأشار التقرير إلى أن نجل ديبي، الرجل القوي الجديد في البلاد، والبالغ عمره 37 عاماً، يواجه مجموعة من التحديات الداخلية والخارجية، وربما كان في مقدمتها ضمان ولاء قبيلة الزغاوة التي تتحكم في أجهزة الأمن والمخابرات، والتي قد لا تشعر بارتياح تجاه توليه الحكم، خاصة وأنها سبق وعارضت بعض سياسات والده الراحل، ومنها تصعيد أبنائه، فقد طالب بعض قيادات القبيلة بنصيبهم من السلطة، وخلال العقد الماضي شن الإخوة إرديمي من القبيلة، تمرداً ضده.

ولفت التقرير إلى أن هناك أيضاً خلافات متزايدة ما بين العرب في تشاد والحكومة التشادية، كما أشار إلى أهمية رد فعل الشارع التشادي، خاصة وأنه في عام 2015 اندلعت مظاهرات عندما اتهم أبناء ضباط بالجيش وسياسيين بارزين باغتصاب فتاة صغيرة (16 عاماً)، ونظمت المعارضة عدة مظاهرات وقاطعت الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي أجريت أبريل الجاري.

وألمح التقرير إلى أن حركات التمرد من ضمن التحديات والجهات المؤثرة على مستقبل تشاد، وفي مقدمتها جبهة التغيير والوفاق، التي تبعد قواتها نحو 150 كم عن العاصمة نجامينا، ويمكن أن تزحف باتجاهها، كما أنه من الممكن أن تظهر حركات تمرد جديدة مستقبلاً.

مكافحة الإرهاب

وتطرق التقرير إلى مشاركة تشاد في جهود مكافحة الإرهاب، في منطقة الساحل وحوض بحيرة تشاد، موضحاً أن لها دوراً حيوياً بعمليات مكافحة الإرهاب الإقليمية، كما تشارك بقواتها ضمن مهام الأمم المتحدة في مالي، وتشارك في قوة المهام المشتركة متعددة الجنسيات، لكنها تعرضت لبعض الخسائر خلال السنوات الأخيرة، ففي مارس 2020 خسرت تشاد 100 من قواتها خلال هجوم للمتطرفين في نيجيريا، ما دفع الرئيس الراحل ديبي إلى التهديد بسحب قوات بلاده.

وأوضح أن ديبي كان قد نشر كتيبة في منطقة ليبتاكو جورما الشاسعة الواقعة بين مالي وبوركينا فاسو والنيجر بالساحل الأفريقي، بناء على طلب من فرنسا، ولكن تشاد أعادتهم لأراضيها للمشاركة في القتال ضد متمردي جبهة التغيير والوفاق، ومن الممكن أن يستمر هذا في عهد الحكومة المؤقتة، والتي قد توقف أي عمليات مشاركة في الخارج، للتركيز على الوضع الأمني الداخلي.

وأشار التقرير إلى أن النظام الجديد في تشاد، قد يلقى دعماً من الشركاء الأجانب، وخاصة فرنسا، على أمل أن تعود مشاركة تشاد مجدداً في جهود مكافحة الإرهاب بعد نجاح النظام الجديد في تأمين أركانه.