السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

أجور زهيدة واستغلال.. عمالة الأطفال في تصاعد بالبلدان الفقيرة

أجور زهيدة واستغلال.. عمالة الأطفال في تصاعد بالبلدان الفقيرة

الأطفال يعملون في مناجم الذهب في غانا بشكل غير قانوني.(المصدر)

كشفت دراسة حديثة أن الأطفال في غانا ونيبال وأوغندا يعملون في أعمال خطرة واستغلالية، لساعات طويلة وأجور زهيدة.

واستشهدت صحيفة «الغارديان» البريطانية التي نشرت نتائج الدراسة اليوم الأربعاء، بقصة الفتى النيبالي غوبال ماغار (14 عاماً)، الذي فر هارباً من بيته في كاتماندو في الربيع الماضي بعد مشكلات أسرية، ولم يعد بإمكانه الصمود وتحمل العيش مع إخوته الخمسة في غرفة ضيقة ووالده الذي اعتاد ضرب والدته، فهرب تاركاً والديه ومدرسته وراءه.

ويعيش غوبال الآن مع أخيه الأكبر في الجانب الآخر من المدينة، وقد استبدل فصله الدراسي بموقع بناء. ويقول: «لدي مشاكل أقل الآن، لكني بحاجة إلى العمل حقاً».

ويبدأ الفتى النيبالي عمله في السادسة صباحاً وعلى مدار الـ 12 ساعة التالية ينقل الرمل ويحمل الطوب ويخلط الخرسانة. ويكسب غوبال نحو 8 دولارات في اليوم ويرسل بعضاً من أجره إلى والدته لمساعدتها في شراء الطعام ودفع الإيجار.

وقالت جو بيكر، مديرة منظمة هيومن رايتس ووتش، التي شاركت في نشر الدراسة مع مبادرة الحقوق الاجتماعية والاقتصادية في أوغندا وأصدقاء الأمة في غانا: «المحرك الرئيسي هو الوضع الاقتصادي الذي يعانيه الكثير من العائلات لأنهم فقدوا وظائفهم، فقدوا الدخل. لقد وجهت عمليات الإغلاق بسبب الجائحة في العديد من البلدان ضربة حقيقية لهؤلاء».

ولا يعرف غوبال ما إذا كان سيعود إلى المدرسة أم لا قائلاً: «ليس لدي اهتمام بالدراسة في الوقت الحالي بسبب مشاكل عائلتي».

قصة غوبال ليست غريبة فقد أدت عمليات الإغلاق في بعض أفقر دول العالم إلى إغلاق المدارس، وفقدان الأسر دخلها، وفي بعض الحالات، زيادة في العنف المنزلي.

وكانت النتيجة، وفقاً للدراسة، زيادة في عمالة الأطفال، حيث وجد أطفال مثل غوبال أنفسهم في كثير من الأحيان في عمل محفوف بالمخاطر واستغلالي، مع ساعات طويلة، وأجور منخفضة، وقلة الاهتمام بالسلامة.

والتقي الباحثون الذين شاركوا في الدراسة 81 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 8 و17 عاماً في غانا ونيبال وأوغندا. وقال الغالبية العظمى منهم إن دخل أسرهم قد تضرر من الوباء وما نتج عنه من عمليات إغلاق، ويعمل جميعهم في أعمال مثل جر العربات والحفر في مناجم الذهب ونسج السجاد وصنع الطوب.

في كل بلد، عمل أكثر من ثلث الأطفال الذين تمت مقابلتهم 10 ساعات على الأقل في اليوم، وفي بعض الحالات يمتد العمل طوال اليوم.

وروى بعض الأطفال النيباليين أنهم يعملون 14 ساعة في اليوم أو أكثر في مصانع السجاد.

وتقول غيتا (14عاماً) إن عائلتها «بالكاد تستطيع» الحصول على راتب والدتها، وإنها تشعر أن من واجبها جلب بعض المال إلى المنزل.

وتضيف: «لم يكن بإمكاني الجلوس بعيداً». «كان عليَّ أن أتقدم». لذلك عملت غيتا في النول من الساعة 4 صباحاً حتى 10 مساء كل يوم، مع استراحة لمدة ساعة. بمجرد عودتها إلى المدرسة، استمرت في العمل في السجاد لمدة 13 ساعة في اليوم - 5 ساعات قبل الحصص الدراسية و8 ساعات بعد ذلك.